لواء.م. مختار قنديل
لواء.م. مختار قنديل


قضية ورأى

مصر العظمى بالنيل والكونغو

اللواء مختار قنديل

الخميس، 31 ديسمبر 2020 - 07:52 م

 منذ أن بدأت أثيوبيا فى التفكير فى إنشاء سد النهضة على النيل الأزرق فى منطقة "قبا" القريبة من الحدود مع السودان متجاهلة حقوق مصر والسودان ذاهبة كما تتصور أنها تقدر على حرمان مصر من نصيبها الذى تتلقاه منذ ألوف السنين من هذا النهر والذى زرع فى مصر الحضارة والنماء إلى ما شاء الله.

وعزز أهمية البحث عن مصادر متاحة إضافية للمياه دون التنازل عن قطرة ماء من النيل الأزرق الزيادة السريعة فى أعداد المصريين والتى من المنتظر أن تصل بهم مصر إلى 200 مليون عام 2052 أى بعد مائة عام من ثورة 1952 عندما كان المصريون 20 مليونا فقط. واتجهت الأنظار إلى نهر الكونغو الذى يصب سنوياً 1600 مليار م3 فى المحيط الأطلنطى كل عام.

وعلى من يريد أن يتكلم فى إضافة جزء من مياه الكونغو إلى نصيب مصر والسودان من نهر النيل عليه أن يتأمل الخريطة جيداً ليجد أن هناك خطا لتقسيم مياه الأمطار بين النيل والكونغو بحيث تتجه بعضها شرقاً لروافد النيل الأبيض وبعضها غرباً لروافد الكونغو ولتحويل جزء من مياه الكونغو علينا السحب من الكونغو بعيداً عن الحدود وخط تقسيم المياه عبر أفريقيا الوسطى.

هناك روافد كثيرة تذهب لأفريقيا الوسطى وقد تكون هذه الروافد مساراً مناسباً لتحويل جزء من المياه إلى جنوب السودان والسودان ومصر.

وأولاً وقبل كل شىء يجب الاتفاق السياسى بين كل من الكونغو وأفريقيا الوسطى وبين جنوب السودان والسودان ومصر لتحديد المسار المقترح والأعمال الصناعية المطلوبة وخاصة أن الكونغو ستكون رئيسة الاتحاد الأفريقى عام 2021.

يجب على الدول الخمس إعداد خرائط مساحية طبوغرافية دقيقة موضحاً عليها السهول والتلال والجبال لتحديد مدى سهولة تدفق المياه شمالاً دون محطات رفع أو ضرورة وجود محطات رفع وسدود وخزانات لهذه المياه مع حسن اختيار الروافد التى سيتم سحب المياه منها بسهولة.

علينا أن نعرف أن النيل بوضعه الحالى لا يحتمل مياه إضافية وإلا سنضطر لشق مجرى إضافى للنيل تحت اسم النيل الموازى أوالجديد ويبدأ هذا النهر الإضافى من غرب جنوب السودان ليستمر حتى دارفور ثم شرق العوينات فى مصر ثم يخترق الوادى الجديد فى مصر وعلينا أن نبدأ من الآن فى توسيع وتعميق نهر النيل من أسوان وشمالاً حتى القناطر الخيرية. مع أهمية إعداد لجنة من العلماء والمهندسين لمتابعة الموقف مع الكونغو وأفريقيا الوسطى ومع جنوب السودان والسودان يوضع تحت تصرفها كل إمكانيات مصر وهى كثيرة جداً ويجب إشراك كل المصريين فى هذه الدراسات خاصة كليات الهندسة والزراعة وكل من لديه القدرة على المشاركة.

ولأن شعارنا هو لا للتنازل عن قطرة واحدة من مياه النيل فإننا نطمع فى التعاون مع الدول الإفريقية الصديقة لإعطاء مصر ما يفيض عنهم من مياه الأنهار لديهم بدلاً من إهدارها فى المحيط الأطلسى.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة