لحظة وقوع الانفجار فى مطار عدن
الحكومة اليمنية تتعهد بـ«إعادة الاستقرار».. وواشنطن: الهجمات لن توقف جهود السلام
الخميس، 31 ديسمبر 2020 - 08:49 م
تعهّدت الحكومة اليمنية بالعمل على "إعادة الاستقرار" للبلد الغارق فى الحرب عقب هجوم دام على مطار عدن لدى وصول أعضائها إلى هذه المدينة الجنوبية.
وهز انفجاران على الأقل مبنى المطار وتصاعد الدخان بكثافة بينما كان أعضاء من وفد الحكومة الجديدة ينزلون سلم طائرة الخطوط اليمنية وسط هتاف عشرات اليمنيين الذين تجمعوا أمام الطائرة.
وأوقع الهجوم الذى لم تتأكّد طبيعته بعد، 26 قتيلا على الأقل من بينهم ثلاثة أفراد من الصليب الأحمر الدولى وصحافى يمنى ومساعدة لوزير الأشغال، بينما لم يتعرض أى من الوزراء لأذى، كما أصيب عشرات الأشخاص بجروح وقد أظهرت لقطات مصورة بعضهم على الأرض ملطخين بالدماء.
وقال وزير الخارجية أحمد بن مبارك، إنّ الحكومة مصممة على العمل من عدن لمواجهة التحديات التى تعصف بأفقر دول شبه الجزيرة العربية والذى يشهد أكبر أزمة إنسانية فى العالم بحسب الامم المتحدة.
وأوضح فى تصريحات لوكالة فرانس برس "الحكومة عازمة على القيام بواجباتها والعمل على إعادة الاستقرار فى اليمن ولن يثنيها هذا الحادث الإرهابى عن ذلك".
وقال بن مبارك لوكالة فرانس برس إنّ "المعلومات والتحقيقات الأولية تؤكد قيام مليشيات الحوثيين بهذا العمل الإرهابى البشع، حيث تم رصد إطلاق لصواريخ حوثية من مناطق الحوثيين".
وأضاف "سيتم نشر الأدلة وبقية التفاصيل حول هذا الاستهداف الإرهابى فور استكمال التحقيقات التى تقوم بها لجنة برئاسة وزير الداخلية"، معتبرا أن هدف الحوثيين الذين لم يعلّقوا على الهجوم هو "استمرار الحرب ورفض جهود تحقيق السلام."
واتّهم وزراء فى الحكومة المتمردين الحوثيين بالوقوف خلف الهجوم، لكن مسئولين آخرين فضلوا التريث، علما أنه سبق وتعرضت أهداف حكومية فى عدن لهجمات من قبل الحوثيين بصواريخ وطائرات مسيّرة ومن قبل تنظيمات متطرفة بينها القاعدة والدولة الاسلامية.
وتواصلت أمس ردود الفعل المنددة بالهجوم. وقال كيل براون المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية فى بيان "تزامنت الهجمات مع وصول مسئولى الحكومة اليمنية الجديدة، وهى تظهر من جديد سوء نوايا من يحاولون زعزعة استقرار اليمن"، مضيفا أن مثل هذه الهجمات لن توقف جهود السلام.
وكتبت المديرة التنفيذية لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة: "يونيسف" هنرييتا فور "يجب أن يتوقف العنف الذى يمزق اليمن".
وعلّقت رئيسة بعثة اللجنة الدولية للصيب الأحمر كتارينا ريتز على مقتل ثلاثة من موظفى اللجنة فى الهجوم بالقول "لقد سدد هذا الانفجار ضربة موجعة للكثير من العائلات بما خلفه من قتلى ومصابين∪. وتابعت "لقد عاش اليمن أيامًا حالكة السواد، ونأمل فى أن يرى غدًا مشرقًا فى القريب العاجل"
وأعربت عدة دول وجهات دولية عن إدانتها للهجوم بينها مصر والأردن والسعودية والإمارات والبحرين وبريطانيا. وقال مبعوث الأمم المتحدة مارتن جريفيث إن الهجوم ∪تذكير مأساوى بأهمية إعادة اليمن بشكل عاجل إلى طريق السلام∪، بينما أدان السفير البريطانى لدى اليمن مايكل آرون "محاولة لإحداث مذابح وفوضى".
وأكد السفير السعودى محمد آل جابر فى تغريدة أن "استهداف الحكومة اليمنية عند وصولها إلى مطار عدن عمل إرهابى جبان يستهدف كل الشعب اليمنى وأمنه واستقراره وحياته اليومية".
وتدور الحرب فى اليمن التى خلفت عشرات آلاف القتلى والجرحى منذ 2014، بشكل رئيسى بين المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران، وقوات أخرى تقودها المجموعات المؤيدة للحكومة بدعم من تحالف عسكرى تقوده السعودية، منذ سيطر الحوثيون على مناطق واسعة قبل حوالى ست سنوات من بينها العاصمة صنعاء.
لكن القوات التى يفترض أنّها موالية للحكومة فى الجنوب حيث تتمركز السلطة، تضم فصائل مؤيدة للانفصال عن الشمال بقيادة المجلس الانتقالى الجنوبى وتتهم الحكومة بالفساد وتخوض معارك معها.
وعملت السعودية منذ أكثر من عام على تشكيل الحكومة الجديدة لإنهاء الخلافات والتفرغ لمقاتلة الحوثيين الذين اقتربوا من السيطرة على مأرب، آخر معاقل السلطة فى شمال اليمن المجاور للمملكة.
ووصلت الحكومة الجديدة التى تضم 24 وزيرا إلى جانب رئيسها معين عبد الملك، إلى عدن المقر الموقت للسلطة المعترف بها دوليا، بعد أيام من أدائها اليمين أمام الرئيس عبد ربه منصور هادى فى السعودية حيث يقيم منذ سنوات. وكان اليمنيون يأملون فى أن تباشر الحكومة مهامها فورا لتحسين الأوضاع المعيشية فى بلد يواجه ملايين من سكانه خطر المجاعة. لكن الهجوم الدامى أعاد تذكيرهم بأن اليمن لا يزال بعيدا عن الخروج من أتون الحرب.
الكلمات الدالة
الاخبار المرتبطة