الجمعة، 01 يناير 2021 - 08:11 م

محمد الشماع

تبدأ السنة الجديدة، ومعها أمنيات الخير والبركة على مصرنا الحبيبة، ولكن العام 2021 يحمل للسينمائيين بُعداً خاصاً، وهو مرور قرن وربع القرن (125 سنة) على بداية دخول السينما إلى مصر.

لقد بدأت علاقة مصر بالسينما في نفس الوقت الذي بدأت في العالم، فالمعروف أن أول عرض سينمائي تجاري في العالم كان في ديسمبر 1895 في باريس، وتحديدًا الصالون الهندي بالمقهى الكبير (الجراند كافيه) الكائن بشارع كابوسين بالعاصمة الفرنسية باريس، وكان فيلماً صامتاً للأخوين «لوميير»، وبعد هذا التاريخ بأيام قدم أول عرض سينمائي في مصر في مقهى (زوانى) بمدينة الإسكندرية في يناير 1896، وتبعه أول عرض سينمائي بمدينة القاهرة في 28 يناير 1896 في سينما (سانتى)، ثم كان العرض السينمائي الثالث بمدينة بورسعيد في عام 1898.

فيما افتتحت أول (سينما توغرافي) لـ»لوميير» بالإسكندرية، وذلك في منتصف يناير 1897، وحصل على حق الامتياز «هنري ديللو سترولوجو» حيث قام بإعداد موقع فسيح لتركيب آلاته، واستقر على المكان الواقع بين بورصة طوسونو تياترو الهمبرا، ووصل إلى الإسكندرية المصور الأول لدار لوميير «بروميو» الذي تمكن من تصوير «ميدان القناصل» بالإسكندرية وميدان محمد علي، ويعد هذا أول تصوير سينمائي لبعض المناظر المصرية تم عرضها بدار سينما لوميير، واعتبر 20 يونيو 1907 هو بداية الإنتاج السينمائي المصري.

لقد احتفلت مصر في العام 1996 بمئوية السينما، وذلك بعدة طرق، أولها اختيار أهم100 فيلم في تاريخ السينما المصري، وتزعم القائمة فيلم «العزيمة» للراحل كمال سليم، وبطولة حسين صدقي وفاطمة رشدي، ثم أتى بعد ذلك فيلم «الأرض» للمخرج العالمي يوسف شاهين، وبطولة محمود المليجي وعزت العلايلي.

وخصص مهرجان القاهرة في هذا العام للاحتفال بهذا الغرض، فيما احتفلت كذلك المؤسسات السينمائية بهذه المناسبة أفضل احتفال، والسؤال الذي يطرح نفسه الآن كيف تحتفل المؤسسات المعنية بمرور 125 سنة في هذا العام.

ما سيكتب في السطور التالية هو عبارة عن نصائح نود أن يلتفت إليها من يهمهم الأمر، وتحديداً في وزارة الثقافة المصرية داعمة الفن السابع في مصر، إذ لابد من الانتباه لهذه المناسبة خصوصاً أنها ترسخ لدور مصر الثقافي والفني الرائد في المنطقة باعتبارها الدولة الأقدم التي عرفت السينما.

لابد من جمعيات الكتاب والنقاد أن يقيموا الـ100 فيلم المختارة، وأن يختاروا 25 فيلماً إضافياً إلى هذه القائمة، لابد أيضاً لمؤسسات السينما الحكومية أن تقوم باحتفاليات وملتقيات لإحياء الذكرى، مع ضرورة إصدار كتب ومطبوعات تحكي عن تاريخ السينما في القرن وربع القرن، عمر السينما في مصر.

أما المهرجانات فعليها الدور الأكبر، إذ لابد أن تخصص تظاهرة لهذا الأمر ضمن برامجها الخاصة، وتحديداً مهرجان القاهرة السينمائي الدولي أعرق المهرجانات في المنطقة، إضافة إلى المهرجانات الأخرى التي بدأت في اللمعان خلال الفترة الماضية، والتي تستطيع سنوياً إحضار نجوم كبار من العالم، لابد أن يعرف هؤلاء عراقة وتاريخ السينما في مصر الذي يشبه شوارعها ومتاحفها القديمة.

أخيراً، ومع الاحتفال بمرور 100 عام قام الثلاثي أنغام وطلعت زين وعمر خيرت لصناعة واحدة من أجمل الأغنيات التي تحدثت في الاحتفال بهذه المناسبة، لكن الثلاثي نقص ضلعاً وهو طلعت زين، فسوف ننتظر ما ستسفر عنه النقاشات في أروقة مؤسسات السينما لظهور احتفالية تليق بالسينما المصرية، كأحد روافد القوة الناعمة المهمة في مصر.