أرشيفية
أرشيفية


حكايات| بشواهد تاريخية.. الفراعنة أبرياء من اتهامات الشذوذ الجنسي

شيرين الكردي

الجمعة، 01 يناير 2021 - 08:26 م

 

منذ نعومة أظاهر الحضارة المصرية والشذوذ الجنسي أمر مرفوض، حتى مع تداول قصص عن وجود حالات فقد تم الرد عليها برفض إلهي، وإن بقيت مجموعة من القصص مثيرة للجدل.

 

خبير الآثار الدكتور عبدالرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمي بجنوب سيناء بوزارة السياحة والآثار أكد أن المصري القديم رفض الشذوذ الجنسي وهناك بعض الباحثين فسّروا قصصًا معينة في تاريخ مصر القديمة برؤيته الشخصية على أنها شذوذ جنسي.

 

القصة الأولى

أشهر ما يتردد عن وجود الشذوذ، وقد وردت في بردية "شاسيناه" بمتحف اللوفر التي تعود إلى عصر الدولة الحديثة نقلًا عن أصل من الدولة القديمة تروي أن أحد المواطنين جاء إلى قاعة الشكوى الخاصة بالملك في قصر الملك "نفر كا رع"، وهو الملك ببي الثاني (خامس ملوك الأسرة السادسة)، وطلب أن يلقي قصيدة رثاء لحادثة ما.

 

حينها رفض الملك ذلك وطلب من الفرقة الموسيقية إفساد اللحن ليصرف المواطن عنه والذي جاء عدة مرات إلى القصر وكل مرة يفشل في إلقاء قصيدته وبعد فشله طلب من صديق له اسمه "تتي" تتبع الملك ومراقبته لمعرفة تحركاته فوجد الملك يخرج ليلًا ويذهب إلى منزل أحد كبار الموظفين بالدولة ويدعى "شاسنت" وذكر النص أنه يذهب لمنزل شاسنت "ويفعل له ما يرغب" وهذا ما فسّره البعض خطأ بأنه شذوذ جنسي بين الملك وموظفه.

 

هنا يؤكد الدكتور ريحان أن علماء آخرين فسّروا هذا وفق رؤية علمية للمعتقدات المصرية القديمة وهيى الرؤية الأقرب إلى الصحة بأن عبارة "ويفعل له ما يرغب" هي عبارة مجازية تشير إلى تمثيل رمزي لعملية كونية وهي اندماج الملك باعتباره ممثل "رع" والموظف باعتباره ممثل "أوزير" من أجل استمرارية دورة الكون كل صباح حيث يندمج المعبود رع رب الشمس مع المعبود أوزير رب العالم السفلي في الأربع ساعات الوسطى من الليل من أجل اجتياز صعاب العالم الآخر حتى مولد رع مرة أخرى على هيئة "نونو" التي تمثل بداية ظهور الشمس ويطلق عليه "خبر" ثم شروق الشمس في هيئة الجعران الذي يتحول إلى صورة رع ثم صورة "آتوم" ويمثلها الغروب ثم "إيوف " وتعني الشمس الميتة.

 

اقرأ أيضا| سرقة الحيوانات من المعابد.. كيف حارب «الفراعنة» الفساد؟ 

 

القصة الثانية

تتحدث عن إيزيس وأوزوريس والتي تحمل معنى الوفاء والحب فسّرها البعض على أن المعبود "ست" حاول أن يكسر عين ويذل (حورس) لاغتصاب العرش منه فحاول ممارسة الجنس معه ليفضحه أمام مجمع الآلهة في هليوبوليس لكن حورس أحرجه بمساعدة أمه إيزيس أمام مجمع الآلهة.

 

لكن كل من ذكر هذه القصة اعتمد على قصص متأخرة للقصة ابتدعها الكهنة لحماية مصالحهم وليست القصة الأصلية كما أن عبارات يفضحه ويكسر عينه الواردة بالقصة تؤكد أن الشذوذ في مصر القديمة كان منبوذًا وفعلًا فاضحًا يستوجب العقاب وغضب الآلهة وبالتالي رفضه المصري القديم، بحسب الدكتور ريحان.

 

اقرا أيضا| عملوها «الفراعنة الجدد».. الشمس تعود لـ«وجه رمسيس» بالمتحف الكبير

 

القصة الثالثة

وبخصوص المنظر الشهير بمقبرة الأخوين بسقارة الموجود على أحد الأعمدة بالحجرة الأمامية بعد حجرة الدفن ويمثل "خنوم حتب" و"نى عنخ خنوم" في وضع تقارب واحتضان والتصاق الأنف بالأنف وقد فسّره البعص بشذوذ جنسي فهو تفسير غير صحيح.

 

ببساطة هاذان الشخصان توأم ووجودهم في وضع مواجهة هو رمز أراده الفنان للتعبير على أنهما شخص واحد وقلب واحد مثلما ولدا معًا وعاشا معًا وبعثا بعد الموت، وفقاً للخبير الأثري. 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة