طبيبة أثناء فحص أشعة مريض يشتبه إصابته بـ «كورونا»
طبيبة أثناء فحص أشعة مريض يشتبه إصابته بـ «كورونا»


لتحديد المصابين.. المستشفيات لا تجرى «مسحات» كورونا لكل المرضى

أحمد سعد

السبت، 02 يناير 2021 - 06:32 م

مع تزايد إصابات كورونا، فى الموجة الثانية من جائحة فيروس كورونا  ظهرت أزمة جديدة متمثلة فى عدم إجراء مسحات كورونا أو تحليل الـ PCR لجميع المشتبه والمصابين بالفيروس الذين يترددون على المستشفيات الحكومية والاكتفاء بالأشعة المقطعية على الصدر وتحاليل صورة الدم فقط، وهو ما انتقدته منظمة الصحة العالمية من قصر المسحات على الحالات الشديدة التى تحجز فى المستشفيات فقط.

تبرز هنا الأزمة، لكون الـ PCR الطريقة الوحيدة التى تحدد الإصابة بالفيروس  والتى يمكن من خلالها اكتشاف الإصابة وحجز المريض فى المستشفى وتسجيله ضمن الاحصائيات الرسمية التى تعلنها وزارة الصحة بحسب منظمة الصحة العالمية، لكن ما يحدث من اجراء اشعة وتحاليل دم تحدد الحالة فى كونها حالة اشتباه أو محتملة وليس حالة مؤكدة بالإصابة، وتلزم الصحة العالمية الدولة باجراء مسحات الـ PCR لجميع الحالات المشتبه فى اصابتها والتى يظهر عليها أعراض الفيروس.

واشترطت وزارة الصحة فى بروتوكول علاجها المحدث اجراء تحليل الـ PCR للحالات المشتبه والمحتملة كشرط اساسى لتحديد ما إذا كانت حالات مؤكدة الإصابة بالفيروس، من عدمه.

 ورصدت "الأخبار" العديد من الحالات التى يظهر عليها أعراض فيروس كورونا لا يتم إجراء مسحات الـ PCR لها ويتم الاكتفاء بالأشعة والتحاليل وذلك فى كل المستشفيات تقريبًا المخصصة باستقبال الحالات وعددها يزيد عن 363 مستشفى ما بين فرز وعزل.

لكن لماذا لا يتم إجراء مسحات الـ PCR لجميع المصابين، وهل تكون الأشعة المقطعية على الصدر والتحاليل التشخيصية دون فائدة من اجرائها، خاصة مع انتشار فيروسى كورونا والانفلونزا بشكل كبير فى هذه الفترة فى ظل التشابه بين أعراضهما.

يجيب الدكتور محمد حسانى مساعد وزير الصحة للمبادرات العامة وعضو اللجنة العلمية لمكافحة فيروس كورونا بالوزارة على ذلك قائلا إن تحليل الـ PCR يحدد الإصابة بكورونا من عدمه وبالتالى اتباع اجراءات العزل، لكن الأشعة والتحاليل التشخصية والتقييم الاكلينكى هى التى تحدد خطورة الحالة المصابة وبالتالى أنواع العلاج والأدوية التى تصرف لها ومن ثم هى التى تنقذ حياة المريض.

ويضيف أن مصر من أوائل الدول التى التزمت بتعمليات منظمة الصحة العالمية فى اجراء الاختبارات الخاصة بكورونا طبقا لقواعد المنظمة التى تشترط إجراء المسحات والاختبارات لمن تظهر عليهم أعراض، وأكبر دليل على ذلك أن مدير المنظمة حين إصابته بكورونا وعدم ظهور أعراض عليه لم يجر الـ PCR وعزل نفسه فى منزله لمدة 14 يوم تطبيقا لقواعد المنظمة.

وانتقد الدكتور ريتشارد برينان، مدير الطوارئ الصحية بالمكتب الإقليمى لشرق المتوسط بمنظمة الصحة العالمية عدم اجراء مصر لـ PCR لكل المصابين قائلا إن عددا من الدول تستخدم استراتيجيات اختبار مختلفة لفحص إصابات كورونا، وعلى سبيل المثال فالحكومة المصرية قررت أن تركز اختباراتها "PCR" على مجموعة فرعية من المواطنين خاصة المصابين بأمراض معقدة وفى حالة حرجة، وبالتالى فمن المرجح أن المصابين بأعراض خفيفة أو متوسطة لا يجرون اختبارات "PCR"، وهو لا يعبر عن العدد الحقيقى للإصابات بالبلاد.

وردًا على ذلك أرسل "حساني" خطابًا إلى المنظمة انتقد فيه تصريحاتها بحسب قوله وأكد فيه أن مصر تجرى اختبارات الـ PCR ليس للحالات الشديدة فقط، بل حسب بروتوكول العلاج المصرى الذى يحدد من يجرى مسحات الـ PCR لهم وهم الذين تظهر عليهم أعراض مثل ارتفاع درجة حرارة وضيق التنفس.

وقال: هناك فرق بين الشخص الذى تظهر عليه أعراض إكلينكية يشتبه ان تكون كورونا، وبين من يكون مصابا بالانفلونزا، ففى كل عام قبل كورونا فى مستشفيات الصدر نرى انتشار كبير للالتهاب الرئوى لكبار السن فى هذا الوقت، فلابد من التفرقة بين المرضين، باجراء الأشعة والتحاليل التشخيصية لمن يظهر عليهم أعراض أولا قبل مسحة الـ PCR التى لا تؤدى الى تشخيص المريض إكلينكيا وعلاجه بالشكل السليم، فالأشعة المقطعية على الصدر هى التى تفرق بين الحالات البسيطة والمتوسطة والشديدة.

وأضاف: التشخيص الاكلينكى شئ والمسحة شيء أخر فالصحة العالمية قالت إن مسحة الـ PCR لمن يظهر عليهم أعراض، لكن إنقاذ حياة المريض الأهم بالتشخيص بالأشعة والتحاليل، ما يؤلمنا أن يذهب المريض باعراض ولا يجرى له اشعة فهذه تعد كارثة، وليست المسحة هى المشكلة.

ورغم ذلك أوضح "حساني" أنه فى كل اجتماع عن طريق الفيديو كونفراس مع وكلاء وزارة الصحة فى كل بالمحافظات يؤكد عليهم باجراء مسحة الـ PCR لكل مريض ياتى وتظهر عليه الأعراض بالاضافة الى التشخيص والتقييم الإكلنيكى وهو الأهم، فهو ما ينقذ حياة المريض، ولكن لابد من مسحة وحال ايجابيتها يتم عزله، 

وقال: القواعد التى نسير عليها طبقا لبروتوكول العلاج هى أن أى مريض يظهر عليه اعراض تنفسية أو ارتفاع فى درجة الحرارة وخصوصا لو مخالط لحالة ايجابية أو منطقة بها إصابات كورونا لابد من اجراء مسحة الـ PCR له فورًا، والتقييم الاكلنيكى ثابت لكل الحالات، ويتم إجراء من 15 الى 20 الف مسحة يوميًا من ضمنها ما يجرى فى لجان السفر، ووصل اجمالى الـ PCR الى مليون و332 الف مسحة.

وعن أن عدم اجراء المسحات لا يعكس الإصابات الحقيقة أوضح "حساني" أن أعداد الاصابات فى امريكا تصل إلى 13 ضعف الاعداد المعلنة وهذا كلام منطقي، لأن 80‭%‬ من الاصابات لا تظهر عليها اعراض، وبالتاكيد فإن عدد الاصابات الفعلية اكبر بكثير. 

 وأكد الدكتور أحمد شوقى عضو اللجنة العلمية لمكافحة فيروس كورونا أنه لا يوجد مريض محجوز فى أى مستشفى مصاب بكورونا بدون اجراء تحليل الـ PCR، لكن حالات العزل المنزلى المصابة لكثرة عددها وتطبيق العزل المنزلى يتم عمل أشعة صدرية وتحاليل دم فقط.

وقال: على سبيل المثال لا يمكن التفرقة بين الانفلونزا والكوفيد الا بعمل تحليل ال الـ PCR لكلا الفيروسين، فيتشابه الفيروسين فى الأعراض، فعند اجراء الأشعة الصدرية تكون متشابهة بين الفيروسين بالاضافة الى ان تحليل كرات الدم البيضاء لا يفرق بينهما، ولا شئ يفرق بين المرضين إلا بعمل مسحة PCR للانفلونزا بنوعيها 1،2، بالاضافة الى مسحة الـ PCR للكوفيد، لاكتشاف الأمر.

وأوضح الدكتور ايهاب كمال مدير إدارة مستشفيات الحميات بوزارة الصحة وعضو اللجنة العلمية لمكافحة كورونا ان تشخيص المرضى بفيروس كوفيد−19 يعتمد على الأشعة المقطعية وصورة الدم، ومن يتم حجزهم فى المستشفيات فقط من يتم إجراء تحليل الـ PCR لهم، أما مرضى العزل المنزلى يتم تشخيصهم بالاعتماد على تحليل صورة الدم والأشعة المقطعية.

وقال مصدر بوزارة الصحة إن الحالات التى يتم اجراء مسحات PCR فقط هى من يتم تسجيلها رسميًا، واعلان ضمن الإصابات الرسمية التى تعلنها وزارة الصحة فى بيانها اليومي، لكن الحالات التى تجرى الأشعة وتحاليل لا يتم ادراجها ضمن الإحصائية المعلنة .

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة