كوكب الشرق أم كلثوم - أرشيف أخبار اليوم
كوكب الشرق أم كلثوم - أرشيف أخبار اليوم


ليلة بكت فيها أم كلثوم.. مات حبيبها

بوابة أخبار اليوم

السبت، 02 يناير 2021 - 07:51 م

كتب: محمود عراقي

 

أراد عملاق الصحافة مصطفى أمين، أن يغوص في أعماق قلب كوكب الشرق أم كلثوم، وأن يكتب مقالا عن رأيها في الحب، فكثيرا ما كان يتساءل: هل أم كلثوم بشر لها قلب مثل قلوب البشر؟، قلب يخفق للحب، فقرر أن يكتب مقالا عن رأي كوكب الشرق في الحب.


ذهل مصطفى أمين مما قالته أم كلثوم عن الحب: «الحب ده كلام فارغ يا خويا»، فتعجب كيف تكفر أم كلثوم بالحب وهي إحدى آلهته، وتابعت أم كلثوم أنها ترى مئات الوجوه الكل يظهر حبه، ويظن أنه يضع قلبه تحت قدمها، وهي بذلك لا تشعر بلذة الحب، ولا تحب أن تذوق طعمه.


شعر مصطفى أمين من نبرات صوت أم كلثوم خفقات قلب يحب، ونغمات امرأة تعشق، فصارحها بأنه يشعر أنها تكذب، فأنكرت، وسألها إن كانت تحب الشاعر أحمد رامي وهو من لا ينظم الشعر إلا بوحي منها، فقالت إنها تقدر رامي واعترفت أنه أحرق نفسه لينير لها طريق الشهرة، ولكنها لا تحبه وهو يعرف ذلك.

 

اقرأ أيضًا| الموت يحرم فريد الأطرش من «هديته الخاصة» لأم كلثوم| صور

 


لم يقتنع مصطفى أن أم كلثوم لم تعرف الحب أبدا، ومع إصراره أقرت أنها عرفته عندما كانت تصعد أولى درجات الشهرة، حث تعرفت على شاب موسيقي يعزف على الكمان، وكان شابا ثريا لكنه فنان هاو، فأحبته أم أكلثوم وأحبها، ومضى الوقت يرفرف عليهما الحب والفرحة والهوى البريء.


بدأ الشاب يرى المستقبل ووجد أم كلثوم على أولى درجات السلم صاعدة بسرعة، ولن يطول الوقت وستتربع على القمة، وهو مكانه على الأرض، فرأى أن يتركها قبل أن تتركه، ولا يقال إن أم كلثوم طردته من قلبها، وحاولت أم كلثوم أن تطرد هذه المخاوف من رأسه لكنها فشلت.

 

كان من عادتهما أن يلتقيا كل يوم، ومر يوم ولم يحضرالحبيب وسألت عنه فقيل إنه مسافر، وفي اليوم التالي سألت فقيل إنه مريض، فذهبت إليه في منزله فلم تجده، وفي اليوم الثالث سألت عليه تليفونيا فرد عليها بنفسه، ولما عرف أنها أم كلثوم تظاهر بأن الرقم خاطئ وأنهى المحادثة، وانتهى معها أول حلم جميل في حياة أم كلثوم.


قبل أن يغادر مصطفى استقبلت أم كلثوم مكالمة هاتفية، وبدت أم كلثوم سعيدة والفرح يبدو في عينيها، وتظاهرت أنها تتكلم إلى صديقة لها، لكن مصطفى سمع أن المتحدث صوت رجل، وتجاهل نظراتها إليه بأن يتركها لتتحدث، وأنهت أم كلثوم المكالمة بسرعة وكان في وجهها حمرة غريبة، فبادرها مصطفى بالسؤال: هل هذا هو عازف الكمان؟ قالت: لا إنه الرجل الذي أحبه الآن.

 

سكتت أم كلثوم لحظة، وقالت لمصطفى: أريد أن أئتمنك على سري، إنني لا أثق بأي صحفي ولكني أثق بك، إن اسمه فلان وهو موظف كبير متزوج وله أولاد ولا أريد أن يعرف إنسان بأمر حبي لأنني لا أريد أن أجرح زوجته.

 

ونشر مصطفى حديث أم كلثوم في روزاليوسف في 8 أغسطس 1932، وأخفى اسم العاشق الأول عازف الكمان، والعاشق الثاني الموظف الكبير، وصدر العدد وفوجئ مصطفى باتصال أم كلثوم تطلبه للحضور، فوجدها بملابس السواد تبكي بكاء حارا، ليكتشف أن حبها الثاني مات، وكان مريضا بالقلب، وكانت أم كلثوم أتعس امرأة في العالم في ذلك اليوم. 

 

الأخبار 24-7-1982
 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة