«نجمة بذيل».. قصة أول متدربة بـ«أخبار اليوم»
«نجمة بذيل».. قصة أول متدربة بـ«أخبار اليوم»


صور| «نجمة بذيل».. قصة أول متدربة بـ«أخبار اليوم»

بوابة أخبار اليوم

السبت، 02 يناير 2021 - 11:39 م


كتب: محمود عراقي


بدأت قصتها مع الصحافة وهي طالبة في كلية الآداب، حيث كانت تقرأ كثيرا للعملاقين مصطفى وعلي أمين، وكانت معجبة بكتاباتهما، وكانت في نفس الوقت تهوى الكتابة، وحلمت أن تعمل بالصحافة فطلبت من مصطفى أمين أن تلتحق بـ«أخبار اليوم» فوافق، لتصبح مي شاهين أول تلميذة بمدرسة أخبار اليوم.

 

في البداية أسند مصطفى أمين إلى مي العمل في قسم الترجمة، ولم تنجح بسبب الأسلوب، فوجهها إلى قسم القضايا، ووجدت تشجيعا من المصادر، وكان الأستاذ مأمون الشناوي يقوم بإعادة كتابة القضايا، ثم عملت بقسم التحقيقات الصحفية، وتنقلت بعد ذلك في أقسام أخرى، عملت بالأرشيف والإعلانات، وعملت سكرتيرة لمصطفى وعلي أمين، وقضت فترة في قسم التصوير، لكنها لم تنجح في هذا القسم، وهكذا قضت مي وقتا طويلا في التنقل بين أقسام الجريدة، وهو الأسلوب الذي كان يتبعه مصطفى أمين لتدريب الصحفيين الجدد وتعليمهم فنون الصحافة.

 

نجمة بذيل

 

ذات مرة طلب موسى صبري، من مي أن تكتب موضوعا فنيا لمجلة الجيل الذي كان يرأسها، بمناسبة صدور عدد خاص عن السينما، فكتبت الموضوع من خلال تجاربها عندما كانت طالبة بالجامعة وفي جمعية التمثيل، ووضعت له عنوانا ركيكا، وعرضت الموضوع على الأستاذ علي أمين فطلب منها أن تسلمه إلى الأستاذ موسى صبري، فقرأ العنوان ثم نظر إلى مي ووضع الموضوع على مكتبه دون اهتمام.

 

اقرأ أيضًا| مأساة ملكة جمال الكون.. المخابرات الإسرائيلية نسفت زوجها

 

ذهبت مي إلى الأستاذ علي أمين تشكو موقف الأستاذ موسى صبري، وتخبره أنه لم يوافق على الموضوع، فطلب منها أن تحضر الموضوع إليه، ثم قام بشطب العنوان، وكتب عنوانا جديدا هو "نجمة بذيل"، فجذب العنوان موسى صبري ونشر الموضوع.

 

يوميات مي

 

وجدت مي نفسها في كتابة المقالات، وبدأت تترجم القصص بتشجيع من مصطفى وعلي أمين، حتى طلب منها مصطفى أمين ذات يوم كتابة اليوميات، فذهلت واعتقدت أنها دعابة، فماذا تكون هي بين كتاب اليوميات العمالقة في ذلك الوقت مصطفى وعلي أمين والتابعي وكامل الشناوي وسلامة موسى والعقاد وهيكل باشا.

 

ولما تأكدت أن الأمر جدي، سألت مصطفى أمين ماذا تكتب؟ فقال لها إن اليوميات عبارة عن عدة موضوعات قصيرة، فاذهبي واكتبيها، وعندما قدمتها غير مصطفى أمين أسلوبها وعناوينها ووضع اسم مي عليها ونشرها، وكان الهدف تقديم مي للقراء بصورة أكبر، وأعطاها ذلك دفعة قوية بالاستمرار في كتابة اليوميات التي كانت تنشر عندما يعتذر أحد الكتاب.

 

مصروفات الجامعة

 

كان علي أمين حريصا على أن يجعل من مي صحفية ناجحة، وكذلك طالبة ممتازة، وعندما لم يجد اسمها في كشوف الناجحين ثار، وأرسل في طلبها يعنفها بسبب الرسوب، فأخبرته أنها نجحت بامتياز، فقال لها : أنت كاذبة ، اسمك لم يدرج في كشف الناجحين"، فكشفت له أنها لم تسدد المصروفات فحجبت نتيجتها، فأخرج علي أمين من جيبه المصروفات وأعطاها لزميلتها حورية عفيفي، وطلب منها تسديدها حتى يضمن أنها وصلت الجامعة، وقال لمي:" اسمك لابد أن يظهر في كشف الناجحين لأنك تمثلين أخبار اليوم".

 

وكان والد مي يرسل لها مصروفات الجامعة من طنطا، حيث كانت تسكن في بيت الطالبات، ودفعها العمل بالجريدة أثناء الدراسة إلى شراء فساتين، بدلا من سداد المصروفات، وكان النظام بالجامعة يقضي بعدم إعلان أسماء الناجحين إلا بعد سداد المصروفات. 

 

شارع الصحافة

 

يذكر أن مي شاهين ولدت في 16 ديسمبر 1929، وحصلت على الليسانس في الأدب الإنجليزي من كلية الآداب جامعة القاهرة عام 1951، وحصلت بعد ذلك علي دبلوم في التحرير والترجمة والصحافة، كما عملت إلى جانب عملها بأخبار اليوم في مجلة المختار والنسخة العربية لمجلة ريدرز دايجست الأمريكية، وقدمت للمكتبة كتابا واحدا بعنوان "شارع الصحافة" يعد مرجعا لكل باحث يحاول رصد مسيرة دار "أخبار اليوم".

 

أخبار اليوم 10-11-1984

مي شاهين..  قصة أول متدربة بـ«أخبار اليوم»

مي شاهين..  قصة أول متدربة بـ«أخبار اليوم»

مي شاهين..  قصة أول متدربة بـ«أخبار اليوم»

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة