مفيد فوزى
مفيد فوزى


العقوبة تحسم الاستهتار!

الأخبار

الأحد، 03 يناير 2021 - 07:58 م

بقلم/ مفيد فوزي 

اشتقت للسفر لكن النوم على سرير بيتى الآمن أفضل من النوم على سرير فى مستشفى.

أما، وقد بلغ الفيروس عابر القارات مرحلة الضراوة، فلابد من حسم للاستهتار فى مواجهة الوباء. الحاصد للأرواح فى غفلة. إن الدولة لم تغلق كل شيء كما تنبه حالات الإصابة فهى حريصة على اقتصادها كما هى حريصة على أرواح ناسها. وتجربة الصين نموذج حى لمحاصرة الفيروس حتى صارت خالية من الإصابات أما الوفيات فإنها رقم يسير جدا. والصين لم تخترع نظرية للتخلص من الفيروس ولكنها اعتمدت على المواطن الصيني. إنه قاعدة النجاح فى دولة وفى الثقافة الصينية، الحذر ملمح رئيسى وهو ما ينقصنا.

لقد حرصت الصين أن تطهر ثوبها من اتهام أمريكا ترامب من اتهامات موجهة للصين أنها أصل الوباء!

والصين من الداخل تخضع لنظام صارم فى الامن الصحي ولهذا كانت المفاجأة أن الوباء غادر الصين أن العقوبات تحسم الاستهتار والاستخفاف بالوباء بالإضافة إلى وعى المواطن الصيني الذى وصفه ماوتسى تونج مفجر الثورة الثقافية "العمود الفقرى للإنسان الصيني".

يقول "ماو" إن اخطاء تطبيق أى نظام تصحح اثناء الممارسة الفعلية. لهذا صارت الاصابات صفرا أو تقترب وعادت الحياة الى طبيعتها والاحتفالات والسهر!

من هنا، أعتقد أن العقوبات المادية تحسم استهتارنا الواضح للعيان وأذهل العالم بخلو الصين من الوباء.

 فى لحظات مثل هذه، تضطر الأنظمة أن تشد أذن المواطنين وهى ضرورة لعقاب المستهتر!

قناعات

١− أصبحت الحياة أكثرحرصاً وأفظع حذراً وأقل فرحاً.

٢− أحيانا يتصور الناس وللدقة بعض الناس أن تواضعك ضعف، وهذا تفسير خاطىء.

٣− احترمت فى عبدالمحسن سلامة رئيس مجلس ادارة الأهرام وقوفه مع انتاج واحدة من صناع الأهرام حين تولت تحرير الصفحة الأخيرة بالأهرام. فقد وقف مع معرض رسم للأستاذة سالى وفائي− خريجة الفنون الجميلة− طلب منها أن تعرض انتاجها بالريشة يوم ١٧ يناير فى بهو الأهرام وسأكون صريحا. لقد كنت أتوقع هذه اللفتة المهنية من العزيز الصديق ضياء رشوان نقيب الصحفيين. لكن رئيس مجلس ادارة الأهرام، كان سباقا.

٤− الحياة داخل كمامة. صارت نمط حياة.

٥− هل صار التصحر يحكم علاقاتنا فى زمن كوفيد ١٩؟ أظن ذلك وأجزم.

٦− كلما جلست فى سيارتى فتحت شباك السيارة قليلا بهدف التهوية. وكلما دخلت غرفة فى بيتى أفتح الشباك للتهوية. نصيحة طبيب امراض صدرية.

٧− أحب أن أرى ما أقدمه على شاشة النهار مع تامر أمين وذلك بعين الناقد. أنا من جيل يعيد النظر فيما قال على الشاشة.

٨− أنا أعرف أسباب الطلاق والخلع المتصاعة الآن فى الزمن الكوروني. إنه المواجهة بين الأزواج والزوجات لزوم البقاء فى البيوت.

٩− قللت من شرب الشاى لأنه −علميا− يفتت الحديد فى الجسم وقللت من القهوة ذات الكافايين العالى لأنها تتيح للأرق أن يكون زائرا طوال الليل لي.

١٠− تمنيت التعرف على اسمهان.. شدنى غموضها وجمالها وعلاقاتها التى لاتعد ولا تحصي.

١١− أكره ضوء النيون.. أشعر أنى فى صالون حلاقة.

١٢− اشتقت للسفر لكن النوم على سرير بيتى الآمن أفضل من النوم على سرير فى مستشفى.

١٣− التاتو للنساء ربما كان مقبولا، لكن للرجال.. عيب.

١٤− زهرة طبيعية واحدة بمائة زهرة صناعية.

١٥− صرت أنفر من قنوات التليفزيون "اللى تزيد وتعيد" فى الكورونا واللقاحات رغم حرصى على المعرفة.

١٦− مساكين أطفالنا، حرمهم الوباء من اللعب الذى يدركون الحياة من خلاله. اساتذة علم النفس، كيف يرون الآثار السيئة لعدم اللعب.

١٧− كلما رأيت سطحا خشبيا، معدنيا، امطرته بالكحول، ربما اختبأ الفيروس على ضفافه.

وتعطلت لغة الحياة!

- كتبت أقول "واحشنى حضن بنتي" فقالت: نؤجل رؤية بعضنا، فتبنى هرما من الأشواق!

- أجمل كلمة بالانجليزية الآن هي: negativ

- اعتذرت لمذيعة الراديو فى البرنامج العام عن عدم تسجيل لاحدى حلقاتها ونصحتها أن تقدم بدلا منى، ثلاثة من فرسان الطب فى الأمراض الصدرية ليفهم الناس معنى ضيق التنفس!

- اعتذر  لطلبة وطالبات قسم صحافة عن  اجراء حوار مصور كمشروع مقدم للامتحان. ولما سألته: كم عددكم؟

قالت: نحن خمسة. فقلت لها: أنا لا استطيع أن أطلب منكم خلع الاحذية ولا التباعد ولا اصر على ارتداء الماسك فقالت احداهن: ربنا بيستر. قلت: "نعم هذا صحيح ولكن الحذر والحرص والماسك والتباعد هى مجداف  النجاة.

- الوسيمة المحترمة التى اختارت قضية شائكة هى المهمومة بها "المعاقون ذهنيا" حزينة لأن احتفالا يجرى كل عام يحرص على حضوره السيد رئيس الدولة، قد ألغى هذا العام بسبب الكورونا. انها آمال مبدى التى لا أخفى اعجابى بدورها المدنى الهام.

- خسائر الفنادق التى امتثلت لقرار الدولة بإلغاء حفلات رأس السنة.. لاتحصى. ولكن الخسائر فى الأرواح أخطر وافدح.

- قلت للدكتور أحمد عكاشة: ان حالة "تصحر" أصابت الناس بسبب التباعد الاجتماعى واختفاء الحميمية، قال: إن هذا التعبير اضافته الكورونا للقاموس النفسي.

- صرت أخشى الفلوس المعدنية. إن طبيبا انجليزيا حذر الناس من ان الفيروس يرقد على سطحها. واذا تصادف وجود عملة معدنية، كان نصيبها "رشة" كحول.

- حقيبة يدى التى تلازمنى فيها زجاجة كحول واكثر من "كمامة" ومناديل مبتلة بالديتول!

- طلبت موعدا للتسجيل − تامر أمين وانا− مع البابا تاوضروس ولكن المكتب الاعلامى للبابا اعتذر وقيل لى "يرجأ الى وقت آخر"!

- تمنيت أن أقرأ مقالا للدكتور الفيلسوف مراد وهبة عن هذه الجائحة عابرة القارات.

ملحوظة "عن صباح الخير للنشر على نطاق أوسع وقد أعاد لى الراحل القدير ابراهيم سعده حوارا مع يوسف إدريس أيام شرعية جائزة نوبل ونشره فى أخبار اليوم".

دار المعارف ترد

كنت قد كتبت أقول: أين دار المعارف بعد السيد ابوالنجا وصلاح منتصر؟! كتبت هذه الكلمات حرصاً على وجود منارة للمعرفة نفخر بها ونزهو. وربما لسبب شخصى بحت، فإن أول كتاب فى عمرى اصدرته دار المعارف لى كان عنوانه "كندا حلم المهاجرين" كنت قد سافرت الى كندا وأقمت وقتا جعلنى أرى المجتمع الكندى من الداخل ونشرت هذه التحقيقات فى صباح الخير، ويبدو انها راقت للدكتور السيد ابوالنجا فاستدعانى وطبع الكتاب. فرحتى لا توصف وأنا أرى أول كتاب لى.

ومرت الأيام وطبعت دار المعارف لى كتاب "جواز سفر انسان" عن مجموعة رحلات صحفية قمت بها.

ولما تساءلت عن موقع دار المعارف، كنت أمينا ولم أقصد أى اساءة لمن تولى هذا الموقع. لكن الاستاذ سعيد عبده مصطفى رئيس مجلس دار المعارف، كتب لى رسالة طويلة يعدد نشاطات الهيئة بإخلاص بلا حدود. وادركت أن "الايضاح" مهم للغاية فهو يكشف عن جهد ثرى لم ير النور. وأحاول أن التقط أهم نقاط رسالة الأستاذ سعيد عبده مصطفى. يقول رئيس مجلس ادارة دار للمعارف:

أنشأت مركز زايد للنشر الالكترونى كأول مؤسسة صحفية دخلت هذا المجال تماشيا مع التطور بالتعاون مع دولة الامارات. دار المعارف كان عليها أكبر دين فى المؤسسات الصحفية ١٨٤٥ مليونا لبنك مصر وتم تسويته وسداد الأقساط المتفق عليها. من المبادرات: مشروع إنشاء شارع ٣٠٦ للمكتبات وتنفيذ أول مرحلة مع أكاديمية الفنون ٥٠ مكتبة للناشرين ودخلنا مجال النشر الصوتى وكان حصيلة أول عقد ٥٠ الف دولار. وانشأت وكالة اعلانات دار المعارف للطرق وحققنا ٨ ملايين سنويا اصدرت كتبا لذوى الاحتياجات الخاصة.

اعادة الصورة الذهنية لدار المعارف لدى القارىء والناشر فى كل مكان. حصلنا على جائزة أفضل ناشر فى العالم العربى من الشيخ سلطان القاسمى على حصاد أعمالنا وهذا تتويج للرحلة. اصدرت كتابا عن دار المعارف١٢٥ عاما فى خدمة الثقافة.

يقول الأستاذ سعيد عبده مصطفى رئيس مجلس ادارة دار المعارف "اضع امامكم الصورة كاملة لإحدى مؤسسات الدولة الصحفية التى كانت قاربت على الفناء".

انتهت رسالة رئيس مجلس ادارة دار المعارف وأملى ألا تردد هذه العبارة "التى كانت قاربت على الفناء" لأنها موجعة. أنت تتحدث عن نبع ثقافة شربنا منه!

من واحد لخمسة

واحد: ينقصنا التسويق السياسى لبعض مشاريعنا القومية بنفس طويل "النمو السكانى نمطا"

اثنين: الانفلات الذى يجرى على مواقع التواصل لابد له من حل خصوصا اذا فاق تصورات المباح.

ثلاثة: رأيت اسم ايمن نور على محطة من محطات جائحة الاعلام المضلل كما يصفه رئيس وزراء مصر وتعجبت وتذكرت وتأسيت.

أربعة: الاهتمام بالآثار السلوكية على اطفالنا فى ظل التباعد البدني. يحتاج ورقة حوار.

خمسة: أتوقع اسماء  نواب تلفت النظر بأسئلتها الشجاعة للوزراء. مصر ولادة

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة