هانى قطب سليم
هانى قطب سليم


رؤى

دوار العمدة والزمن الجميل

هاني قطب

الأحد، 03 يناير 2021 - 08:55 م

دوار العمدة .. ليس مندرة للخفراء أو مقرا للعمدة أو تمركزا للقضاء العرفى بل كان ملجأ للغلابة ، سجنا للمجرمين، ملاذا للغريب، موقعا يتحدد منه بوصلة جغرافيا القرية أصبح مجرد مكان شاخ به الزمان وليس دوارا تشتم منه رائحة الأيام الجميلة. الخفر.

 كانوا يجوبون شوارع القرية ويتفقدون حتى مزارعها من بعد صلاة العشاء يجلسون على حدودها مشعلين النار للتدفئة وشرب الشاى واضعين براميل وألواحا خشبية كنوع من الاكمنة حتى أذان الفجر إيذانا بالانصراف ورفع هذه الأكمنة كان هذا كفيلا بفرض الأمن. لكن باختفاء هذا الدور لم يعد هناك احد بعيدا عن التعدى حتى الخفر أنفسهم.

- العمدة.. رمز ريفى اصيل كونه تكليفا لفرض الأمان قبل ان يكون تشريفا لصاحبه كواجهة اجتماعية أو مكانة رفيعة كان يحرص على فرض الاستقرار بين الاهالى، حضنا لكل مظلوم وسوطا على ظهر كل غاصب يحرص على التواجد فى دواره باستمرار لشعوره بأنه رمانة الميزان وكل قرية كانت تتباهى بمدى هيبة عمدتها الذى لم يكن لتخرج شكوى إلى قسم الشرطة فى وجوده ويعتبرها عيبا كبيرا لعدم قدرته على احتوائها. الآن هناك قرى كثيرة بدون عمد خلاف العزب والكفور والتى تئن بالسرقات ،فإحلال نقاط الشرطة محل العمد ليس فى محله لأن العمدة ادرى بشعاب بلدته واهلها.

- رجال القضاء العرفى.. كانوا حاشية العمدة وعزوته التى بها يستطيع حل مشاكل القرية وفرض الصلح بين المتخاصمين فى العلاقات الاسرية او الميراث ولكن فى اصعب الخلافات يحرصون على دعوة احد هؤلاء المشايخ من خارج القرية تأكيدا لعدم التحيز ونوعا من تبادل التقدير بينهم. فزيادة معدل الطلاق وقضايا الميراث ومحاضر الخلافات بأقسام الشرطة تجيب على تساؤل اين هؤلاء العظماء والذين كانوا حائط صد كبيرا امام التقاضى فى المحاكم بشهادة احد رموز القضاء المصرى وشيوخه.

- كورونا وأهل الخير.. رغم انها جائحة تهدد الأرواح الا انها ابدا لن تكون حائلا لوقف الارزاق والتى بوجودها اثبت ان الشعب المصرى اصيل.

لجنة الزكاة وجمعية الإيمان بمحلة سبك أوعية نظيفة لجمع التبرعات من اهالى الخير وأوردة لتوزيعها على اهلها ومستحقيها ومع بدء موسم الكورونا قاموا بتوفير انابيب اكسجين واماكن للعزل وتوفير الكساء والدواء والغذاء للمرضى ودعم الذين توقفت عجلة اعمالهم بسبب الجائحة.


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة