أسامة عجاج
أسامة عجاج


فواصل

2020 .. ميراث ثقيل

أسامة عجاج

الأحد، 03 يناير 2021 - 09:11 م

أبى عام ٢٠٢٠ أن يغادرنا فى العالم العربي، قبل أن يترك لنا ميراثا ثقيلا من ملفات مفتوحة، وتحديات غير مسبوقة، وهموم مستمرة، وأزمات مستمرة منذ سنوات بعضها طويل مثل القضية الفلسطينية، والتى شهدت العام الأسوأ بقرارات الإدارة الأمريكية لدعم إسرائيل، وضغوطها على الدول العربية لعقد اتفاقيات سلام مع إسرائيل، وأغلبها مر عليه حوالى عشر سنوات، بطول العالم العربى من شماله إلى جنوبه ومن شرقه إلى غربة، والغريب إن ذلك كله لم يكف هذا العام،فقد انضمت إليها جبهات جديدة، عانت من توتر مع دول الجوار الإقليمي، ومنها المواجهات بين السودان وأثيوبيا، ويبدو أن الأمر مستمر لبعض الوقت، وفتح وتسخين جبهة المغرب والبوليساريو، حيث نجح الجيش المغربي فى الحسم سريعا، وإعادة الأمور إلى نصابها، ووصل الحال إلى أننا نحتفى بخبر من نوعية مقتل أكثر من ٦٨٠٠ شخص فى سوريا، خلال العام الماضي فقط، لأنه أدنى حصيلة سنوية منذ اندلاع المواجهات قبل نحو عشر سنوات، أو نعيش على أمل إنهاء الأزمة الليبية، فقط لأن العام شهد حوارات بين طرفى النزاع فى العديد من مدن العالم العربي والغربي، كل ما هناك أن العالم العربى يستشعر حالة من التفاؤل نتيجة الاستقرار المراوغ، أو السراب الذى لم نشهد له نهاية، ويظل العام الماضي، هو الأخطر من منظور تدخلات دول الإقليم فى الدول العربية، تركيا تصول وتجول فى العراق وسوريا، وانضمت إليهما ليبيا، وإيران حولت دولا عربية إلى "بازار" أو أوراق فى لعبتها حول برنامجها النووي، كما نجحت فى جعل ساحات عربية خاصة العراق، إلى ساحة مواجهة متقدمة مع واشنطن، أما إسرائيل فقد اتخذت خطوات فى مخططها الساعى إلى قيادة منطقة الشرق الأوسط.

الأمر جد خطير، ويحتاج فى رصده إلى مجلدات، ولكننا فى هذه المساحة المحددة سنركز سريعا على ساحتين هما اليمن وسوريا قد تكون الأشد معاناة، فى غياب أى رؤية لدى كل الفرقاء، فى اليمن لم تسمح لنا الأحداث، أن نفرح قليلا، بخطوة إعلان الوزارة الجديدة، التى نص عليها اتفاق الرياض بين الحكومة الشرعية والمجلس الانتقالى الجنوبى،حتى شهدت العاصمة الثانية عدن عدة انفجارات، فى لحظة وصول أعضائها إلى المطار، لبدء ممارسة عملهم، والفاعل كما تكشف كل التقارير جماعة الحوثى، دون أن يخفى ذلك صعوبة تشكيل الحكومة، حيث استمر تنفيذ اتفاق الرياض عدة أسابيع منذ نوفمبر الماضي، ولم يتم تنفيذ الشق العسكرى منه سوى منذ أيام، مما فتح الطريق أمام تشكيل حكومة الشراكة بين طرفى الاتفاق، إلا أن الهجمات الأخيرة استهدفت من الجانب الحوثى خلط الأوراق من جديد، وبالتوازى مع ذلك ظلت المعارك بين قوات الشرعية المدعومة بالتحالف الدولى مستمرة طوال العام الماضي، دون ظهور بارقة فى نهاية نفق الحرب والتقسيم،وحالة عدم الاستقرار التى تمر بها اليمن

سوريا ليست أفضل حالا، فهى ينتظرها الأسوأ فى هذا العام، رغم مرارة ما عاشته طوال العام الماضي، وكل السنوات العشر الأخيرة، حيث تحولت إلى ساحة مستباحة من كل بلاد الدنيا، إيران تركيا روسيا أمريكا إسرائيل، الذى خرج جيشها منذ أيام ليفتخر قائلا انه "قام بـ ٥٠ غارة فى عمق الأراضى السورية"، سوريا تعانى من أزمات متعددة الجوانب، على مستوى النظام، هناك خلافات شديدة بين صفوفه حتى داخل الأسرة،والتى ظهرت للعلن، بعد بيانات رجل الأعمال الشهير رامى مخلوف ابن خال الرئيس، وإعلان الحجز على أمواله، وتكريس دور أبرز لقرينة الرئيس أسماء الأخرس وأسرتها، كما شهد العام انتقادات روسية غير مسبوقة، لإدارة بشار للأمور، واختزال العملية السياسية بعمل لجنة صياغة الدستور، التى دخلت فى مسار التعطيل، وبقى الحال على ما هو عليه، مع عدم قدرة النظام على استعادة نفوذه وسيطرته على كل التراب الوطني، أو حسم المعارضة لإسقاط الحكومة، فى ظل انهيار اقتصادى تام، وانهيار لليرة وارتفاع أسعار السلع الأساسية، ناهيك مأساة ملايين اللاجئين والنازحين السوريين فى دول العالم.

وبعد، هل سيكون ٢٠٢١ أفضل؟ هذا ما نتمناه.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة