صبرى غنيم
صبرى غنيم


رؤية

الدفع الالكتروني أنقذني من النقدية الورقية الملوثة

صبري غنيم

الأحد، 03 يناير 2021 - 09:15 م

− عن نفسى لا أحب النقدية الكاش لأننى أخشى النقدية الورقية الملوثة، مؤكد أنها ملوثة لأنها من "ايد لايد" ويا عالِم بالشخص الذى كان يحملها يحمل معها الفيروس إياه، وربما يكون قد عطس فيها وهو لا يدرى، ولذلك تنبهت وبدأت اتجنب أى موقف يجبرنى على استلام نقدية ورقية، حتى أصبح فى داخلى كراهية للنقدية الورقية القديمة، وللعلم كانت أيامنا فيها آمان فقد كنا نتحرك فى الشوارع بحرية كاملة عن حالة الرعب التى نعيشها الآن بسبب الكورونا..

يعنى بصراحة اعتدت على كراهية الفلوس القديمة منذ بداية حياتى العملية، وأذكر ورقة فئة العشرين جنيها، فقد كانت من استاذى −رحمه الله− الأستاذ مصطفى أمين، ولها قصة..

− أذكر يوم أخذتها من مصطفى بك كانت لمناسبة، فقد كنت فى هذا اليوم قد تقدمت باستقالتى من صحيفة "الأخبار" وأرسلت بها إليه شخصيا، وإذا بسكرتارية مكتبه يخبروننى بأن مصطفى بك عايزني، فصعدت إلى مكتبه، دخلت عليه فاستقبلنى بابتسامة ودعانى للجلوس أمامه ثم سألنى عن سبب استقالتي..

− قلت له.. من يومين وفى الاجتماع الأسبوعى منحتنى سيادتك مكافأة عن موضوع هند جلال، ولا أستطيع أن أعبر لسيادتك عن سعادتى وسيادتك تتحدث عنى فى هذا الاجتماع أمام جميع الزملاء، على أننى بهذا الموضوع حققت خبطة صحفية رفعت توزيع "الأخبار"، كنت فرحا وسيادتك تروى لزملائى كيف عدت من المعادى سيرا على الأقدام وفى جيبى انفراد صحفى سوف يتحدث عنه العالم بعد ساعات، كنت مبتهجا يومها وأنت تجتمع مع على بك ومعكم الأستاذ احمد بهاء الدين وتكتبون مانشيت الأخبار ويومها اقترح على بك أن يكون المانشيت "هند فوق الجبل الطائر∪ بينما كان اقتراح سيادتكم "هند يبتلعها جبل أمريكا"..

− وسكت لحظات وقد بدا على وجهى التأثر فدعانى للكلام، قلت له تخيل سيادتك بعد الخبطة الصحفية التى حققتها أجد قسم الانتاج يقدم تقريراً يسجل أن انتاجى هذا الاسبوع "زيرو".. فضحك مصطفى بك وأخرج محفظته من جيبه وكانت عريضة وأخرج منها عشرين جنيها، وطلب منى أن أخرج الليلة وأدعو أصدقائى على العشاء، على أن أكتب فى "الأخبار" فى اليوم التالى عمود تحت عنوان "سهرت أمس" أحكى فيه عن ليلة السهرة..

− خرجت من مكتبه وأنا مبهور فقد كانت أول ورقة مالية جديدة أضعها فى جيبي، اكتشفت أن لها قيمة، وخاصة أننى لا أحمل ميكروبات فى جيبي، من هنا قررت أن أتمسك بالنقدية الورقية الجديدة..وأحتفظ بها للذكرى، لكن زملائى فى صالة التحرير−سامحهم الله−أغرونى بسهرة فى ملهى ليلى قريب من أخبار اليوم، مجرد نمشى خطوتين فى شارع التوفيقية، وقد كنا نرى محتويات سهراته من صفحات الاعلانات التى كانت تنشر عندنا فى الأخبار، تحت عنوان أين تسهر هذا المساء وتوجهنا له واستمرت سهرتنا حتى الفجر، تناولنا طعام العشاء، وعند الحساب قدمت لهم الورقة البنكنوت الجديدة وأنا حزين فأعادوا لى منها جنيهين، خرجت مقهورا وأفرغت همى فى مقال صغير نشرته فى "الأخبار" تحت عنوان "اتخميت أمس"..هذه كانت حياتنا فى الستينيات..

− وتمضى بنا السنون، ويتغير الحال بوفاة العملاقين الكبيرين، وتجرى بى السن بسرعة الصاروخ، وتصدر الحكومة قرارا بإلغاء الكاش واستخدام الدفع الالكتروني..قلت فى داخلى "ربنا عالم بحالي" صحيح القرار جاء توقيته فى زمن الكورونا، ومع ذلك بدأت أستخدم زجاجة الكحول وقد أصبحت تلازمنى فى المواقف الحرجة، فمثلا لو اضطررت إلى حمل الفكة أقوم بغسلها بالكحول، ولذلك قررت أن أتجنب أن يكون باقى أى معاملة مالية من البنكنوت الورقي..

− صحيح كل دول العالم تتعامل بالدفع الالكتروني الآن، فمثلا فى انجلترا تدفع قيمة توصيلة التاكسى بالدفع الالكتروني، سائق التاكسى يقدم لك ماكينة البطاقة وتضعها فيها فيصلك ايصال بقيمة ما تم خصمه منها بكده دفعت اجرة التاكسى بالماكينة، معظم المعاملات سواء كانت مواصلة فى الاتوبيس أو القطار أو دور السينما بالإضافة إلى السوبر ماركت، يعنى تقدر تنزل للشارع من غير كاش وأنت مطمئن أن البطاقة تغنيك عنه، وقد استفاد الاوربيون فى زمن الكورونا من بطاقة الدفع الالكترونى وهذا هو ما ننتظره من البنك المركزى أن يصبح إجباريا..المهم أن يعرف المصريون قيمة الدفع الالكتروني.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة