الأحد، 03 يناير 2021 - 09:30 م

كشفت صحيفة "واشنطن بوست" عبر تسجيل صوتي، عن محادثة قام فيها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتوبيخ سكرتير ولاية جورجيا الأمريكية براد رافينسبيرجر، وهدده بعواقب إذا رفض متابعة مزاعمه الكاذبة، لإعادة حساب التصويت لصالحه..

ورفض رافنسبرجر والمستشار العام لمكتبه خلال المكالمة تأكيداته، موضحين أن ترامب يعتمد على نظريات مؤامرة مزيفة، وأكدا أن فوز الرئيس المنتخب جو بايدن بـ12779 صوتًا في جورجيا كان عادلاً ودقيقًا.

وقال ترامب: "شعب جورجيا غاضب، والناس في البلاد غاضبون، ولا حرج في القول، كما تعلمون، أنك قد أعدت الحساب".

اقرأ أيضاً: فاوتشي يرفض ما أعلنه ترامب عن تضخيم حصيلة وفيات كورونا

وأجاب رافنسبيرجر: "حسنًا، سيدي الرئيس، التحدي الذي تواجهه هو أن البيانات التي لديك خاطئة".

في نقطة أخرى، قال ترامب: "انظر. كل ما أريد فعله هو هذا. أريد فقط أن أجد 11780 صوتًا، وهو أكثر مما لدينا. لأننا فزنا بالدولة".

وأوضحت هذه المحادثات، لمحة عن مدى استنزاف الرئيس ويأسه بشأن خسارته، غير راغب أو غير قادر على ترك الأمر ولا يزال يعتقد أنه قادر على عكس النتائج في عدد كافٍ من الولايات المتصارعة للبقاء في منصبه.

وقال ترامب وهي عبارة رددها مرارًا وتكرارًا أثناء المكالمة: "ليس هناك طريقة. لقد فزنا بمئات الآلاف من الأصوات بجورجيا".

كان العديد من حلفائه على الخط أثناء حديثه، بما في ذلك رئيس موظفي البيت الأبيض مارك ميدوز والمحامية المحافظة كليتا ميتشل، وهي محامية بارزة من الحزب الجمهوري لم تكن مشاركتها في جهود ترامب معروفة من قبل.

وفي بيان، قال ميتشل إن مكتب رافنسبيرجر "أدلى بالعديد من البيانات خلال الشهرين الماضيين وهي ببساطة غير صحيحة وكل من شارك في الجهود نيابة عن تحدي انتخاب الرئيس قال نفس الشيء: "أظهر لنا سجلاتك التي تعتمد على الإدلاء بهذه التصريحات بأن أرقامنا خاطئة".

ولم يرد البيت الأبيض ولا حملة ترامب ولا ميدوز على الفور على طلب للتعليق، فيما رفض مكتب رافنسبرجر التعليق.

كان ترامب قد غرد على "تويتر"، أنه تحدث إلى رافنسبيرجر، قائلاً إن وزير الخارجية "غير راغب أو غير قادر على الإجابة على أسئلة مثل احتيال "الاقتراع تحت الطاولة" وتدمير بطاقات الاقتراع والناخبين خارج الولاية، والناخبين القتلى، و اكثر. ليس لديه أدنى فكرة! "

ورد رافنسبيرجر بتغريده: "بكل احترام، الرئيس ترامب: ما تقوله غير صحيح".

ضغط ترامب

الضغط الذي مارسه ترامب على رافينسبيرجر هو أحدث مثال على محاولته تقويض نتيجة انتخابات 3 نوفمبر من خلال التواصل الشخصي مع المسؤولين الجمهوريين في الولاية.

وتلك المحاولات من جانب الرئيس ترامب، ليست الأولي، حيث دعا سابقًا قادة ولاية ميشيجان الجمهوريين إلى البيت الأبيض، وضغط على حاكم جورجيا بريان كيمب يميني في مكالمة، لمحاولة استبدال ناخبي تلك الولاية وطلب من رئيس مجلس النواب في بنسلفانيا المساعدة في عكس خسارته في تلك الولاية.

وجاءت دعوته لرافنسبيرجر في الوقت الذي تعهد فيه العشرات من الجمهوريين بالطعن في تصويت الهيئة الانتخابية لبايدن عندما يعقد الكونجرس جلسته الجديدة يوم الأربعاء. 

ولا يملك الجمهوريون الأصوات لإخماد فوز بايدن، لكن ترامب حث أنصاره على السفر إلى واشنطن للاحتجاج على النتيجة، ويستعد المسؤولون الفيدراليون والولائيون بالفعل للاشتباكات خارج مبنى الكونجرس.

وخلال محادثاتهم، أصدر ترامب تهديدًا غامضًا لرافنسبيرجر وريان ألمانيا المستشار القانوني لوزير الخارجية، مشيرًا إلى أنهما إذا لم يجدا أن آلاف بطاقات الاقتراع في مقاطعة فولتون قد دمرت بشكل غير قانوني لمنع المحققين، وهو ادعاء لا يوجد دليل عليه، سيكونون عرضة للمساءلة الجنائية.

وقال ترامب: "هذه جريمة جنائية.. ولا يمكنك ترك ذلك يحدث. هذا خطر كبير عليك وعلى رايان، محاميك".

وأشار ترامب إلى أنه ينوي التحدث عن التزوير، ومن المقرر أن يقود مسيرة في دالتون بولاية جورجيا، وهي رسالة يمكن أن تزيد من إرباك جهود الجمهوريين لإحراج ناخبيهم.

وخلال المكالمة، قدم ترامب تفاصيل قائمة شاملة بالمعلومات المضللة ونظريات المؤامرة لدعم موقفه، وادعى دون دليل أنه فاز بجورجيا بما لا يقل عن نصف مليون صوت.