خالد جبر
خالد جبر


أضواء وظلال

وحيد وحاتم.. رحيل الإبداع والاحترام

خالد جبر

الإثنين، 04 يناير 2021 - 08:46 م

رغم الصداقة البعيدة واللقاءت المتباعدة، إلا أننى تأثرت جدا بـ وحيد حامد الإنسان والمؤلف والمفكر.. لم يكن هناك مثله فى أفكارة السابقة لزمنة والملتصقة بتراب الوطن وعقول أبناء الوطن.. ثقافته الموسوعية وغوصه فى أعماق التاريخ جعلا منه كاتبا مختلفا عمن سبقه وصعبا على من سيأتى بعده.. لذلك فإننى وملايين غيرى تأثروا بوفاته فى ثانى أيام العام الجديد.. لأننا فقدنا كاتبا محترما.. أو مفكرا قديرا اختار أقصر الطرق لقلوب الناس وأقولها وهى الدراما لنقل ما يريد أن يقوله للناس.

نقل وحيد حامد السينما المصرية إلى منطقة جديدة طرح فيها أفكارا لم يسبق إليها أحد.. ونقل ممثلين ونجوما إلى مستوى آخر لم يكونوا يصلون إليه من دونه.. واكتفى بذكر دوره فى النقلة النوعية للنجم عادل إمام فى طيور الظلام الذى كان أول من دق ناقوس الخطر ضد الجماعات الإرهابية الظلامية المتأسلمة.. والإرهاب.. واللعب مع الكبار والإرهاب والكباب.. ومع أحمد زكى كان له البريء واضحك الصورة تطلع حلوة ومعالى الوزير.. ومع نور الشريف له آخر الرجال المحترمين ودم الغزال.. ومع محمود عبد العزيز الدنيا على جناح يمامة وغير ذلك كثير.

لذلك كله وغيره.. نعتبر وحيد حامد من أهم من كتب للفن المصرى.. ولا ننسى أعماله الدرامية التى أثرت فى وجداننا وربما آخرها مسلسل الجماعة الذى قدم لنا تاريخ جماعة الإخوان الإرهابيين وتفاصيلها وأسرارها حتى ثار الشعب ضدها وصحح المسار.. بل هو الكاتب الأهم خلال العقود الثلاثة الأخيرة.

- ولأننى من متابعى المسلسلات التاريخية باهتمام شديد.. فقد أحسست بصدمة لرحيل المخرج السورى الرائع حاتم على الذى توفى فى الساعات الأخيرة من العام ٢٠ ودفن فى الساعات الأولى من العام ٢١.. حاتم على هو أبرع من تصدى لإخراج الأعمال التاريخية.. وتميز عن كل من قدم أعمالا عن الفترة التاريخية ذاتها قبله.. عمله المبرز الناصر صلاح الدين الذى قدمه بصورته الحقيقية بوجهيها الذى نعرفه والذى لا نعرفه عنه.

أما العمل الأهم الذى لم يأخذ حقه فى العرض فهو مسلسل عمر بن الخطاب.. والذى قدم الخليفة الثانى للرسول دون أى تهويل أو تخوين.. بمنتهى الموضوعين والاحترافية.. وله أيضا مسلسلات تاريخية عديدة تميز فيها بتقديم عمل فنى محترم.. برع فى اختيار الأبطال والبطلات والمساعدات وكأنه اختار الأبطال الحقيقيين فعلا.. وتصويره للأحداث والوقائع والمعارك كأنه كان هناك معهم فى الحدث نفسه مستخدما آلة الزمن التى ذهبت به إلى هناك.

رحيل وحيد حامد وحاتم على كان خسارة هائلة للسينما العربية وللفن عموما. ولكن يكفى أنهما فتحا طريقا ممهدا لمن سيأتى بعدهما للسير عليه لإعداد الفن رقيا وقيمة واحتراما للمشاهد.

- لا أعتبر الاعتداء اللفظى النفسى على الفنانة الرقيقة يسرا اللوزى وابنتها قضية تنمر.. هى قضية وقاحة وقلة أدب ممن يستحق أن يعلق من أذنيه فى ميدان عام حتى تصبح فى طول أذن الحمار.. يا فنانة يا محترمة.. تماسكى.. واصلى مهمتك المقدسة فى رعاية ابنتك الملاك الجميل.. أما عن المأسوف على شبابه أقول: لعنك الله.

- الشكل الجديد والمحتوى المتطور الذى خرجت به النسخة الورقية من جريدة الأخبار أول أمس يقول إن الصحافة الورقية مازالت حية وإن لديها الكثير لتقدم للقارئ.. وأن الأخبار تملك من الكفاءات القادرة على التطوير المستمر.. أحيى الأخ الكريم الكفء خالد ميرى رئيس التحريروزملاءه ومنهم أخوتى ومنهم أبنائى والزميل الفنان الصحفى البارع عبد القادر محمد على وزملاءه على هذه النقلة الرائعة.. وتمنياتى لجريدتى التى عشت فيها كل عمرى وأبنائها كل النجاح والتوفيق.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة