«الكرشيف» السيوي.. بيوت واحة الأسرار من «الطين والملح»
«الكرشيف» السيوي.. بيوت واحة الأسرار من «الطين والملح»


 حكايات| «الكرشيف» السيوي.. بيوت واحة الأسرار من «الطين والملح»

مدحت نصار

الثلاثاء، 05 يناير 2021 - 07:03 م

 

لا تزال واحة سيوة تبوح بأسرارها بعد البقعة الساحرة القابعة في أقصى الجنوب الغربي من البلاد، وتعد واحدة من أهم الواحات المصرية لما تمتلكه من مقومات طبيعية وترقية وتاريخية على أراضيها.

 

ومن بين إبداع المنازل، يظهر «الكرشيف» ككلمة سر مشتركة لبيوت الواحة، وهي طبقة البناء «المونة السيوي» الممزوجة بالملح الصخري؛ حيث تم بناء أغلب بيوت الواحة الساحرة بتلك المادة التي لا يعرف أسرارها إلا أبناء الواحة.

 

اقرأ أيضًا|  يشربون دم الأبقار ورجالهم يتزوجون بـ«الجملة».. أسرار الشعب الماساي

 

يعود تاريخ المدينة القديمة التي تم ترميمها لآلاف السنين قبل الميلاد، حيث تحتوي على معبد آمون الذي أنشأه المصريون القدماء، ثم جاء الإسكندر الأكبر إلى ذلك المعبد لدى دخوله مصر كي يتعبد هناك ويعلن نفسه ابن آمون، وذلك لعلمه بأهمية ذلك الإله عند كلا من المصريين واليونانيين.

 

 

أما القلعة فهي حصن قديم تم بناؤه من مادة الكرشيف وهي المونة السيوي الممزوجة بالطين والملح الصخري وقد تم بناؤها بين القرنين 12 - 13 بهدف رد هجوم العرب والقبائل المتنقلة في الصحراء مما دفع أهالي سيوة لبناء قلعة عالية لحمايتها من الغزاة.

 

ومع إعادة ترميم القلعة شارك نحو 300 عامل من أبناء الواحة في الاعتماد على مادة الكرشيف ودعامات النخيل وأشجار الزيتون في أعمال ترميم القرية؛ حيث تم إحياء الطرق بين المنازل المهجورة ورفع السور المتهدم لارتفاع 18 مترًا لإعادته إلى صورته التي كان عليها قبل 100 عام.

 

 

أما أعمال الترميم فقد شملت المسجد العتيق ومسجد تطندي و3 مداخل رئيسية، هي: «ألبابنشال وقدومة وأترار»، إضافة إلى 3 بيوت بجوار مسجد تطندي تم ترميمها وتحويلها لمركز للرعاية الاجتماعية والصحية؟


 
أعمال الترميم بدأت في 2018، بجهود مشتركة بين مصر والاتحاد الأوروبي، لإعادة إحياء الحصن القديم بغرض إعلانه ضمن قائمة التراث العالمي بترشيح من منظمة يونسكو.

 

 

المشروع سيجعل من واحة سيوة نموذجاً غيرها في السياحة البيئية وستصبح الواحة حاضنة للتراث والفن والثقافة، بعد تنفيذه من قبل مركز عمارة الأرض الثقافي ودعمه بمجموعة من الكتب النادرة الخاصة بسيوة وكذلك الخرائط القديمة الأصلية وأفلام تسجيلية عن سيوة وتواجدها القوي في التاريخ.

 

الحاج عبدالرحمن الدميري أحد أكبر عواقل الواحة تحدث عن البناء المميز في واحدة سيوة، بقوله: «أغلب أبناء الواحة شاركوا في بناء بيوتهم بداية من مناول المونة والعمل مبكرا وهم في سن الـ15، والتي كانوا يحصلون عليها من مخلفات البرك لبناء البيوت السيوي القديمة من مادة الكرشيف وهي المونة المخلوطة بالماء والطين والملح».

 

 

وشارك أبناء الواحة في بناء أكثر من ثلث منازل الواحة، حيث تتراوح مدة بناء المنزل ما بين 15 و20 يوما على حسب المساحة كما أنهم يشاركون في بناء القرى البيئية وبيت الثقافة السيوي.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة