الثلاثاء، 05 يناير 2021 - 08:23 م

فجأة يتحول «الحدث العادى» إلى «استثنائى»!! ويصبح القرار حاسما فى مستقبل دولة عظمى، أو فى مسار أحداث ستترك تأثيرها على العالم كله.

على مدى يومين، تشهد الولايات المتحدة حدثين كانا - فى ظروف أخرى - لا يستلفتن الانتباه، لكن الدراما التى تعيشها أمريكا منذ سقوط «ترامب» فى انتخابات الرئاسة ورفضه الاعتراف بالهزيمة وأساليبه غير المعتادة فى عرقلة عملية الانتقال الديمقراطى للسلطة.. كل ذلك جعل الحدثين «العاديين» جزءا من معركة ضارية على مستقبل أمريكا، وما يعنيه ذلك للعالم أجمع.

- فى الحدث الأول.. تجرى انتخابات إعادة على مقعدين لمجلس الشيوخ، شاءت نتائج المرحلة الأولى للانتخابات أن تجعلهما الحاسمين فى تحديد من يملك الأغلبية فى مجلس الشيوخ. وتشاء الأقدار أن يكون ميدان المعركة هو ولاية «جورجيا» وأن يسبقها بأيام قليلة هذا التسريب الخطير لمكالمة ترامب مع المسئول فى الولاية عن الانتخابات، والتى يطلب فيها «إيجاد» العدد المطلوب من الأصوات لتعديل نتيجة انتخابات الرئاسة التى فاز فيها «بايدن» بأصوات الولاية!!

ورغم ذلك يذهب ترامب إلى هناك مؤيدا للمرشحين الجمهوريين، ويذهب «بايدن» ومعه أمل استغلال الظروف الجديدة لانتزاع السيطرة على مجلس الشيوخ، ويتحول انتخاب عضوين فى مجلس الشيوخ إلى معركة «تكسير عظام» قد تغير مسار الحياة الحزبية فى أمريكا لعقود قادمة.

- وفى الحدث الثاني.. تأتى جلسة الأربعاء التى تجمع مجلس الشيوخ والنواب والتى كانت على الدوام «جلسة إجراءات» يتم فيها اعتماد نتائج انتخابات الرئاسة، لتتحول هذه المرة إلى جزء من الأزمة التى تشهدها أمريكا، بعد أن قرر «ترامب» أن يجعل الجلسة ميدانا لمعركته الأخيرة لتعطيل انتقال السلطة إلى الرئيس المنتخب «بايدن» وحشد عددا قليلا (ولكنه كاف) لتعطيل إقرار انتقال السلطة ولو لبضع ساعات يتصور «ترامب» أنها كافية لإشعال حماس أنصاره الذين دعاهم للاحتشاد فى العاصمة فى نفس موعد جلسة الكونجرس لإعلان تأييدهم له ورفضهم لنتائج الانتخابات!!

بالتأكيد فإن مؤسسات الدولة قادرة على محاصرة أى خروج على القانون، لكن على الجميع - وأولهم ترامب نفسه - أن يعلم أنه لا بديل عن الخضوع للدستور ولا تجاوز للخطوط الحمراء التى تم الاقتراب منها فى هذه الأزمة ربما أكثر مما ينبغى!!