الثلاثاء، 05 يناير 2021 - 09:17 م

بوابات مغلقة.. 282 يوما بلا زوار.. كراسي وشماسي مكدسة.. هكذا أوقفت جائحة "فيروس كورونا" الحياة في شواطئ الإسكندرية، ليتكبد مستأجروها والعاملون بها خسائر كبيرة.

ومع حلول نوات الشتاء، تعرضت شواطئ عروس المتوسط، البالغ عددها 61 شاطئا، لأزمة جديدة أكثر قسوة، إذ تسبب ارتفاع أمواج البحر في تآكل المساحات الرملية وتدمير غرف الخدمات.

"الأزمة بدأت يوم 28 مارس الماضي، عندما صدر قرار بإغلاق الشواطئ لأجل غير مسمى بسبب كورونا"، هكذا قال علي عنتر، أحد العاملين بشاطئ نيو بوريفاج، مشيرًا إلى أن نحو 400 عامل أصبحوا بلا عمل منذ أغلق الشاطئ أبوابه أمام الجمهور.

وأضاف "عنتر" لـ"الأخبار": "مرت شهور الصيف لأول مرة دون زبائن.. وفي كل خطاب لمجلس الوزراء كنا ننتظر أن يعيد فتح الشواطئ مرة أخرى، إلا أن ذلك لم يحدث مما عرضنا لخسائر فادحة".

وأوضح "عنتر"، أن معظم مستأجري شواطئ الإسكندرية تقدموا بتظلمات للإدارة المركزية للسياحة والمصايف، تتعلق بوقف تحصيل الإيجارات المستحقة عليهم سنويا طوال مدة الإغلاق التي تجاوزت الـ9 أشهر.

وبطول شواطئ الإسكندرية الممتدة على ساحل البحر المتوسط بدءا من أبو قير شرقا وحتى أبو تلات غربا، تظهر آثار الأزمة غير المسبوقة، إذ أصبحت الشواطئ خالية ومهجورة تماما، عدا بعض "التشوينات" لكراسي أو مقاعد وشماسي انتظارا لعودة الحياة.

وتصدرت شواطئ منطقتي ميامي وسيدي بشر الأكثر تضررا في الفترة الأخيرة، بعدما تسببت النوات التي تضرب الإسكندرية شتاء وعددها 18 نوة، معظمها شديدة الأمطار والعواصف، في تآكل المساحات الرملية وتدمير غرف الحمامات وخلع الملابس.

وفي تدخل عاجل، استعان اللواء محمد الشريف، محافظ الإسكندرية، بشركة المقاولون العرب بالتنسيق مع الهيئة العامة لحماية الشواطئ بوضع 500 كتلة خرسانية تزن الواحدة 5 أطنان على الشواطئ بطول 5 كيلو مترات، لحمايتها من النحر وارتفاع أمواج البحر.

ومن جانبه، قال اللواء جمال رشاد، رئيس الإدارة المركزية للسياحة والمصايف بالإسكندرية، إن جميع التظلمات التي تقدم بها مستأجري الشواطئ والكافيهات على شط البحر تم قبولها بالكامل، مراعاة للظروف الاقتصادية وتخفيف الخسائر. وأضاف "رشاد" في تصريح لـ"الأخبار": "تم استقطاع فترة الإغلاق من قيمة الإيجارات.. ولكننا وقعنا غرامات مالية على المخالفين لقرار الإغلاق في نفس الوقت".

وحول الأضرار التي لحقت بالشواطئ بسبب النوات، أوضح "رشاد"، أن عدد من الشواطئ، خاصة بمنطقة سيدي بشر، تقلصت المساحات الرملية بسبب النحر، وألحقت الرياح وأمواج البحر أضرارا كبيرة بدورات المياه وغرف الخدمات.

وأشار إلى أنه جرى اللجوء إلى حلول مؤقتة باستخدام الكتل الخرسانية، إلا أنه باكتمال لسان الحماية البحرية ببئر مسعود بطول 1600 متر ستنتهى المشكلة تماما، وسيساهم في عودة ترسيب للرمال واكتساب مساحات رملية جديدة.