دونالد ترامب
دونالد ترامب


خروقات «ترامب» تفوق فضيحة وترجيت

منال بركات

الأربعاء، 06 يناير 2021 - 10:36 ص

قال الرئيس المنتهية ولاياته دونالد ترامب مساء الإثنين، خلال تجمع سياسي في جورجيا :" آمل أن يأتي مايك بنس من أجلنا، يجب أن أخبركم". "بالطبع إذا لم ينجح، فلن أحبه كثيرًا."


الرئيس ترامب الذي يحمل رقم 45 في قائمة رؤساء الولايات المتحدة الأمريكية، من الشخصيات التي يجب أن تخضع للدراسة الجادة من قبل علماء علم النفس، بوصفة نموذجا صارخا للشخصيات التي لا تعرف الفشل في حياتها، فهو لا يكل ولا يمل في البحث عن ثغرة ينفذ منها للحيلولة دون وصول خصمه في الانتخابات الرئيس جو بايدن، والذي فاز عليه بجدارة في 3 نوفمبر الماضي إلى سدة الحكم، لكنه لا يريد الاعتراف بالهزيمة حتى قبل اجتماع الهيئة الانتخابية برئاسة نائبه مايك بنس لفرز الأصوات الانتخابية.


والمطلعون على الشأن السياسي وأصحاب الخبرات يعلمون علم اليقين أن ما سوف يقوم به نائب الرئيس بنس ما هو إلا شكل "احتفالي" وليس أكثر كما أن ليس من سلطات بنس أن يحيد عن تعديل أصوات الهيئة الإنتخابية.


غير أن دونالد ترامب، وما له من سطوة رجال المال والأعمال اللذين لا ترد لهم كلمة، شرع إلى أسلوب التهديد والوعيد، والذي سبق أن اتخذه مع سكرتير ولاية جورجيا قبل أيام وراح يهدد بنس " بالطبع إذا لم ينجح، فلن أحبه كثيرًا." في إشارة إلى قاعدته الجماهيرية.


ويبدو أن ترامب أثار مرارًا وتكرارًا مع نائبه المخلص فكرة أنه يمكن أن يؤخر أو يعرقل شهادة الهيئة الانتخابية، مما يضع اختبارًا لولاء بنس في ذروة سنوات خدمته الأربع، وكالعادة يعيش ترامب حالة الإنكار الدائم، ويرى إنه متفق تمامًا مع نائبه على أن لديه سلطة التصرف".


حيث أعلن ترامب على تويتر أن "نائب الرئيس لديه سلطة رفض ناخبين تم اختيارهم عن طريق الاحتيال"، مما يضفي مصداقية على نظرية خاطئة مفادها أن بنس يمكنه إلغاء نتائج الانتخابات خلال فرز أصوات الهيئة الانتخابية اليوم الأربعاء ومرة أخرى يضغط على نائبه بنس للعمل خارج الدستور. 


في الوقت الذي يسعى فيه نائب الرئيس مايك بنس أن يخبر ترامب أنه لا يمتلك هذه السلطة، لعرقلة العملية بأسلوب رقيق حتى لا ينقلب عليه، في اللحظات الأخيرة. خاصة وأن ترامب يزعم إنه سيترأس حشود يوم الأربعاء في واشنطن وسط مردييه تحت شعار سبق أن أطلقه وهو "أوقفوا سرقة الانتخابات".


وفي خضم تحرك دونالد ترامب السريع في كل الاتجاهات، لوقف عملية التنصيب التي ستتم في العشرين من يناير القادم، وهو اليوم الذي ستنحصر فيها الأضواء عنه كرئيس للولايات المتحدة، ويحمل لقب رئيس سابق، نسي أو تناسي ما قام به من جريمة دستورية، كما يراها البعض، ويدعون إلى محاكمته بوصفه يستغل سلطاته في خرق القانون. وهو ما كشفه التسجيل الصوتي الذي تم تسريبه قبل أيام بينه وبين سكرتير ولاية جورجيا رافيتسبيرجير عندما طالبه قائلا "انظر. كل ما أريد فعله هو هذا. أريد فقط أن أجد 11780 صوتًا، وهو أكثر مما لدينا. لأننا فزنا بالدولة ".


والغريب والعجيب هنا أن ما قام به دونالد ترامب أزمة تفوق وترجيت والتي تعد أكبر فضيحة سياسية في تاريخ أمريكا، التي أطاحت بالرئيس الجمهوري ريتشارد نيكسون حيث فاز بصعوبة شديدة على منافسه الديموقراطي همفري، بنسبة 43.5% إلى 42%، مما جعل موقف الرئيس ريتشارد نيكسون أثناء معركة التجديد للرئاسة عام 1972 صعباً جداً. 


قرر الرئيس نيكسون التجسس على مكاتب الحزب الديمقراطي المنافس في مبنى ووترجيت، وفي 17 يونيو 1972 ألقي القبض على خمسة أشخاص في واشنطن بمقر الحزب الديمقراطي وهم ينصبون أجهزة تسجيل مموهة. كان البيت الأبيض قد سجل 64 مكالمة، فتفجرت أزمة سياسية هائلة وتوجهت أصابع الاتهام إلى الرئيس نيكسون. مما دفع بعقلاء الحزب الجمهوري خوفا على مصداقيتهم وجماهيريتهم حث نيكسون على الاستقالة في أغسطس عام 1974. ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل تمت محاكمة ريتشارد نيكسون بسبب تلك الفضيحة، وفي 8 سبتمبر 1974 أصدر الرئيس الأمريكي جيرالد فورد عفواً بحق ريتشارد نيكسون بشأن الفضيحة.


ولكن في الزمن الترمبي نجد أن التاريخ ينقلب إلي المصالح والخوف علي إرضاء صاحب القاعدة الجماهيرية الزائفة، بل يرغب أصحاب تلك المصالح في قلب الحقائق الواضحة إلى باطل والصراع من أجل إفساد العملية الديمقراطية برمتها في الولايات المتحدة الأمريكية.

اقرأ أيضًا: انتخابات جورجيا.. «معركة الجمهوريين» لإزعاج رئاسة «بايدن»

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة