علي حلبي
علي حلبي


علي حلبي يكتب: الفن المصري والقارة السمراء 

علي حلبي

الأربعاء، 06 يناير 2021 - 10:42 ص

لا شئ يضاهي إنجاح قضيتك، وتسليط الضوء عليها ومن ثم صنع الصخب حولها، هكذا يدركك النجاح.

تجاهلنا القارة السمراء فتناستنا، هكذا بات الأمر، رفعنا ايدينا عنها، تلاشت بصمتنا رويدا رويدا حتى بتنا نسينا منسيا،ولم يبق سوى بعض من ذكريات آفلة، في الوقت الذي لمعت الجوهرة السمراء في أعين سينما هوليود، فتكالب على ذكرها وتسليط الضوء عليها كبار النجوم هناك.


وكان من هؤلاء ليناردو دي كابريو الذي وثق بفيله blood demon الصراع في سيراليون وقضية الماس المهرب هناك وأيضا رمز للتجنيد الإجباري للأطفال من قبل المليشيات بشكل مروع جعل العالم ينتفض فتكلل نجاحه بعد الفيلم بمعاهدة دولية ضمت أكثر من 40 دولة لمقاطعة الماس المهرب.. هكذا الفن يخاطب العقل ويأجج القضايا ويطرح الرؤى.

 


فيما عالج توم هانكس الذي يحمل في جعبته الأوسكار من خلال فيلمه captain Philips قضية القراصنة الصوماليين، بعدما تعرضت سفينته لهجوم من قبلهم أمام سواحل الصومال وحاز الفيلم على ايرادات مرتفعه في كل سينمات العالم وأيضا، لاقت قضية القرصنة صدى كبير لدى المجتمع الدولي.


أيضا لم يتجاهل بروس ويلز ومات ديمون وجيرارد باتلر إفريقيا وقضايها الساخنة إنما وجدوا فيها حلا للابتعاد عن أفلام هوليود الصاخبة وتحدثوا عن الحروب الأهلية الطاحنة والتصارع بين القبائل وضيق حال شعوب بعض البلدان، فخاطبوا عقول الساسة وداعبوا قلوب المشاهدين، ولاقت تلك الأفلام نجاحات كبيرة، ولابد أن تلك الأفلام علقت في ذاكرة الأفارقة وستبقى لسنوات وسنوات..


في الوقت الذي تقوقع فيه نجومنا واكتفوا بأفلام العشوائيات وأمسكوا أيديهم على قصص حب واهية أعيدت مرارا تكرارا نبض إبداعهم حتى راحوا يكررون  قصصا معادة وتركوا كنزا مدفونا على بعد خطوات لم يقربوه.. 


فكيف يقدم الأمريكان مسلسل عن صدام حسين وهو عربي ويكتفي نجوما بالمشاهدة، كيف لا يتدخل فننا في الشأن الليبي ومايدور به، كيف نكتفي بمتابعة نشرات الأخبار عن إفريقيا ولا يتحرك إبداعنا ويظل ساكنا، حبيسا لموضوعات معادة.. كيف يتلخص كل فننا الموجة لإفريقيا في عدد من المشاهد الساخرة عن القراصنة الصوماليين في فيلم أمير البحار لمحمد هنيدي.


علينا ألا نترك أبناء قارتنا فريسة للسينما الإسرائيلية والتركية والإيرانية يعبثون بأفكار من هناك، فتلك أرضنا وهؤلاء أولى بفننا، نحن أبناء قارة واحدة.


 


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة