الحكيم "آنى"
الحكيم "آنى"


«قاوم معدتك».. وجبة المصري القديم 3 أرغفة فقط

شيرين الكردي

الأربعاء، 06 يناير 2021 - 02:01 م

رصد الباحث الأثري الدكتور حسين دقيل الباحث المتخصص في الآثاراليونانية والرومانية، في دراسة له، عددًا من الأخلاقيات لدى المصريين القدماء يأتي في مقدمتها  القناعة

 

اقتنع المصري القديم أن سعادته الحقيقية ليست بالغنى والثراء أو المنصب والجاه، وإنما بالقناعة بما يملك والرضا بما أوتي، ولذا فقد دعا إلى التمسك بهذا الأخلاق الفاضلة، وربوا أبناءهم عليها حيث يوصي الحكيم "آنى" ابنه "خنسو" قائلا: "إذا طعمت ثلاث كعكات وشربت قدحين من الجعة، ولم تقنع معدتك فقاومها، ما دام غيرك يكتفي بالقدر نفسه" .

 

 

بل وينصحه بالرضا بما أعطاه الرب وعدم الاستيلاء على أملاك الآخرين، فيقول: لا تركن إلى مقتنيات آخر، ولا تقل إن دارا يمتلكها جدي لأمي، فالدار إذا ذهبت في قسمة إلى شركائك قد يكون نصيبك الكرار! 

 

ويشير الدكتور حسين دقيل إلى أن "آمون أم أوبي" حث ابنه على الرضا، ويبين له أنه خير من الغني المقرون بالهموم؛ فيقول: "خير للمرء قلب راضٍ من غنى مقرون بالهموم، واحذر الهموم لأن الإنسان لا يدري ما سوف يكون في الغد، فالرب دائما تدبيره المحكم والإنسان دائما في ظنونه الطائشة، وما يقوله الناس شيء وما يفعله الرب شيء آخر".

 

ويلقي خبير الآثار الدكتور عبدالرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمي بجنوب سيناء بوزارة السياحة والآثار الضوء على هذه الدراسة، مشيرًا إلى نصائح الحكيم "كاجمني" فيبين أن عدم القناعة "عار" يجب أن يتجنبه الإنسان؛ وخاصة فيما يخص الطعام والشراب؛ فيقول: "لا تكن شرها فمن العار أن يكون الإنسان شرها؛ وإذا جالست قوما فتعفف عن الطعام ولو اشتهيته فإنها برهة قصيرة تقهر النفس فيها".


وحول هذا المعنى أيضا يقول الحكيم "خيتي": كن قنوعا بطعام؛ وإذا كان يكفيك ثلاثة أرغفة وقدحين من الجعة، فإذ لم تكتفِ بطنك فحاربها. 


وحذر الحكيم "بتاح حتب" ابنه من الجشع فيقول: احذر الجشع فهو مرض لا شفاء منه، لا تطمع إلا فيما هو نصيبك، لا تتجاوز عند القسمة ما يخصك.

 

أما نصائح "أمون أم أوبى" لابنه "حور" حول القناعة والرضا فـ رائعة وشاملة؛ فها هو يحثه على ذلك فيقول: لا تندفعن بقلبك وراء الثروة، ولا تُشغل أفكارك في أمور الخارج، ولا تجهدن نفسك في طلب المزيد عندما تكون قد حصلت بالفعل على حاجتك؛ لأن الثروة لو أتت عن طريق السرقة فإنها لا تمكث معك الليل، إذ عند مطلع الفجر لا تكون في بيتك بعد.

 

ويقول: لا تطمع في متاع انسان ولا تتطلع جوعا لخبزه، فإن متاع الغير لا خير فيه، لا تطمعن في متاع شريف، ولا تعطين مقدارا عظيما في غذاء الخبز تبذيرا، وانظر إلى الوعاء الذي أمامك واجعله يكفي حاجتك، ولا تزحزح الحد الفاصل، ولا تُحولّن موقع خط المقياس، ولا تطمعن في زراعة أرض، ولا تقذفن بحدود الأرملة، راقب جيدا من يغتصب الأرض، لأنه يكون ظالما للضعيف، إن أجرانه تخرب، وأمتعته تُنتزع من أيد أطفاله، وأملاكه تعطى للغير. 

 

بل ويدعوه للرضا والقناعة حتى في ملبسه؛ فيقول: اجتنب الكتان الجميل، فما فائدة ثوب من كتان فاخر إذا كان ضلالا أمام الرب، وإذا كانت قشرة من الذهب توضع على سبيكة تظهرها ذهبا خالصا، فإنها في الصباح تنقلب إلى قصدير.

 

في نفس هذا المعنى يقول حكيم آخر من حكمائهم: خير للإنسان أن يعيش على خبز وماء مع راحة الضمير، من أن يعيش على لحوم وهو منغص البال. 

 

كما يُوصي أحد حكمائهم ابنه بالاقتصاد في المأكل والمشرب؛ فيقول: خسأ من شره جوفه؛ وإن قدحا من الماء يروي غلة الظمآن.

 

حكايات| بشواهد تاريخية.. الفراعنة أبرياء من اتهامات الشذوذ الجنسي

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة