صالح الصالحي
صالح الصالحي


وحي القلم

أين الإنسانية ؟!

صالح الصالحي

الأربعاء، 06 يناير 2021 - 06:57 م

تأتى الكوارث والمصائب والأوبئة على البشرية كناقوس خطر يدق بشدة لننتبه.. نتوقف ونحاسب أنفسنا.. نعيد ترتيب أوراقنا وأولويات حياتنا.. نفتش فى علاقتنا مع الله.. نصلح ضمائرنا الخربة.. نحيى الرحمة فى قلوبنا.. نعلى الانسانية فى تصرفاتنا.

منذ عام تقريبا هاجم العالم أجمع فيروس كورونا.. هذا الفيروس الذى حير العلماء وحصد أرواح وأصاب الملايين من البشر..

هذا الفيروس الذى ضربنا فى صحتنا وفى أقتصادنا.. هذا الفيروس الذى أصابنا بالتباعد والعزلة.. عزلة لم نعرفها من قبل.. وتباعد أسرى خطير.. هذا الفيروس الذى يتحور ويتحور من أجل البقاء.. فهو يعدل من سلوكه ومن تصرفاته لكى يتغلب على البشر.. هذا الفيروس الذى مزق روابطنا الاسرية على مدار عام.. ولايعلم أحد الى متى يستمر.. الى متى يعيش.

هذا الفيروس الذى كشف لنا بشرا لايعرفون أى معان للانسانية أو الرحمة.. يتاجرون فى كل شىء فى الأزمات والمصائب.. بل يحولونها الى تجارة رائجة يجنون من ورائها الارباح.. ويكنزون الأموال.. 

هناك من خلا قلبه من معانى الإنسانية والرحمة، وسعى بجشعه فى استغلال هذا الوباء للتربح منه.. ولم تشفع عندهم الأرواح التى تصارع الموت من أجل الحياة..

هؤلاء البشر لم يردعهم الفيروس الذى قد يصيبهم قبل أن يسعدوا بأموالهم.. ولم يتعلموا من الفيروس نفسه شيئا.. فلم يغيروا أنفسهم.. 

كنت أعتقد أن تجار الكحول والكمامات سوف يقدمون عملا إنسانيا جليلا ببيعها بأسعار التكلفة أو حتى بهامش ربح بسيط حتى تكون متاحة للجميع.. كنت أتصور أن تكون لدى المستشفيات الخاصة رحمة.. الرحمة التى هى رسالة الطب.. وأن تفتح أبوابها للمرضى المحتاجين الذين يصارعون من أجل الحياة ولا أقول مجانا. بل بأسعار مناسبة.. كنت آمل أن تتوافر أنابيب وأجهزة الأكسجين بأسعارها الحقيقية.. كنت أتمنى أن يكون العلاج متوفرا فى الصيدليات.. ولكن وجدت العديد استغل هذه الأزمة لكنز الأموال وتحقيق الارباح الطائلة.. أرباح على حساب أرواح.

وجدت بشرا يقومون بتخزين الدواء وهم ليسوا فى حاجة إليه، فيتسببون فى نقصه بالأسواق.. ويحرمون منه من هم فى حاجة حقيقية إليه.. وهذا من باب الأنانية وحب الذات.. وجدت من يخفى مرضه ويتنقل من مكان إلى آخر لايبالى بأذية غيره ويتسبب فى مرضه ووفاته .. كل هؤلاء نماذج أنتزعت الرحمة والانسانية من طيات قلوبهم.. وماتت ضمائرهم.

هذا الفيروس لن يرحل عنا إلا إذا تحورنا مثله وتكاتفنا وتراحمنا.. وأستيقظت ضمائرنا.. وعلت الإنسانية تصرفاتنا فيما بيننا.. فمن لايرحم لايُرحم.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة