أسامة شلش
أسامة شلش


يوميات الأخبار

فى بيتنا.. ضيف ثقيل

أسامة شلش

الأربعاء، 06 يناير 2021 - 07:29 م

رغم كل من رحلوا أو أصيبوا بالكورونا تجد شخصا يقف أمام الكاميرا يقول لن أرتدى الكمامة أنا حر!!

كلنا نعيش الذعر ولا أقول القلق من ذلك الضيف الثقيل المسمى كوفيد ١٩ أو "كورونا المستجدة" والذى اقتحم حياتنا قبل بيوتنا فى هجوم تتارى بكل اسلحة الدمار الشامل على مدى ٩ شهور كاملة منذ مارس الماضى، وها هو يعود ليمارس تقل دمه مرة أخرى مع بدايات العام الجديد.

التجربة قاسية مرعبة لكل من عاشها أو اختبره الله بهذا الفيروس الذى لم يحف نواياه العدوانية فخطط لضحاياه بممارساته الدخيلة على الآلاف بل الملايين فى كل دول العالم ومن بينها بلدنا الذى اعتقد ان عناية الله كانت احد اسلحتنا لمقاومته رغم كل الاحتياطات والتحذيرات، انحسرت الاصابات وقلت الوفيات فى نهاية العام قبل ان يعود القاتل لمباشرة مهامه القذرة مرة أخرى مع مطلع العام الجديد.

التجربة القاسية عشتها داخل بيتى بعد ان وصل المعتدى إلى ابنتى مدرسة الجامعة منذ شهرين أو يزيد هاجمها وهى تلقى محاضرة لطلبتها بالسكشن فى كلية التجارة فجأة فقدت حاستى التذوق والشم وصعقتنى تدخل على لتخبرنى بالاصابة، ثم كانت المسحة الايجابية التى قلبت نظام البيت ولم يكن أمامنا إلا العزل الذى هو أولى بوابات العلاج كل لحظة كل دقيقة بل كل ثانية فى البدايات كانت كالكابوس تنوعت الاستشارات والمجادلات والوصفات وتعددت المصادر الناصحة وما بين روشتات اطباء ووصفات المجربين بعطارة العطار عشنا المأساة صابرين حتى يزول الخطر الذى كان يحدق بكل الاسرة التى اغلقت على نفسها الباب، كانت المسحات غالبا ما تخذلنا بايجابياتها حتى اكتشفنا انها سبوبة كبرى ولجأنا للتحليلات الدموية والاشعات الصدرية التى كانت هى السبيل للتأكد من الشفاء ولا تسألوا عن المسحات وغلوها وتفاوتها!!

الحمد لله تماثلت الابنة للشفاء بعد ماراثون علاجى لم تخرج فيه على مدى ٦ اسابيع كاملة تتولى امها وشقيقها بكل الطرق الاحترازية مدها بالطعام والشراب والعلاج والحمد لله.

 الكورونا تهاجم آلافا بشراسة وليس صحيحا انها لا تعود فقد اصابت شقيقى الأكبر مرة أخرى ولازال يعانى منها الاحتراز والحذر ومراعاة تجنب الاصابة صار ضرورة اكبر من ذى قبل. الشئ الذى يستوقفنى هو عدم المبالاة للالاف مع الاسف من المواطنين فى الشوارع وكأن الكورونا قد ذهبت. تخيلوا الداخلية حررت فى يوم واحد ٢٠ الف مخالفة لعدم ارتداء الكمامات وما حرق دمى مواطن فى  احد البرامج خرج ليقول انا حر فى ارتدائها من عدمه!! ومش عارف اقوله ايه؟!

مسار العائلة المقدسة

اليوم عيد الميلاد المجيد كل عام واخواننا المسيحيون بخير، ما يسعدنا هو أننا أخيرا سنرى.. واللهم اعطنا العمر − الحلم حقيقة مسار العائلة المقدسة السيد المسيح عيسى عليه السلام وامه البتول فى ربوع مصر بعد اعادة تحديد معالمه وطريقة اصبح واقعا من خلال مجهودات كبرى للدولة اعادت تأهيل وتجهيز كل المناطق التى مر بها المسيح وأمه، الرحلة المقدسة بدأت من حيث ولد المسيح عليه السلام فى بيت لحم فى فلسطين مرورا بسيناء وحتى وادى النيل استغرقت ٣ سنوات عبرا فيها السهول والوديان واعتليا الجبال وواجها المخاطر والمناطق، المؤكد ان العائلة المقدسة مرت بها أو اقامت فيها تقدر بحوالى ٢٥ اثرا أو مكانا ثابتا والبداية كانت من رفح  والعريش ثم الفارما بورسعيد ثم الى تل بسطا بالشرقية ثم واصلت المسيرة إلى منطقة ميت سرت التى تسمى مسطرد حاليا واقامت بها لاسابيع ثم واصلت العائلة المقدسة رحلتها متوجهة إلى منطقة بلبيس بالشرقية والتى أقيمت بها فيما بعد كنيسة السيدة العذراء ثم شدت الرحال بعد ذلك سمنود وعبرت النيل عند مدينة سخا بكفر الشيخ ثم عادت للصحراء الغربية حيث وادى النطرون لتعود مرة أخرى إلى منطقة عين شمس حيث هناك شجرة مريم ثم وصلت لمنطقة حصن بابليون بمصر القديمة ولجأت لمغارة حيث شيدت بها كنيسة فيما بعد سميت كنيسة أبى سرجة ثم للمعادى وعبرت النيل ثانيا لمدينة منف ثم وصلت إلى منطقة مغاغة ثم سمالوط ولجبل الطير ثم لأسيوط وإلى قرية ديروط ثم للقوصية حيث أهم محطات الرحلة وفيها اقيمت أول كنيسة فى مصر فى دير المحرق ثم بجبل اسيوط ومنطقة درنكة. رحلة تستحق ان تعرف تفاصيلها وان تعيش فى محرابها وقدسيتها خاصة وانها ستكون بالنسبة لبلدنا مصر فرصة للترويج السياحى خاصة الدينى وبعد اعتماد المسار الذى باركه البابا تواضروس الثانى وصدق عليه الفاتيكان.

المسار سيكون بمثابة الحج إلى الاماكن التى شرفت باستقبال أو ايواء أو اقامة المسيح والحقيقة ان ما تم على مدى الفترة السابقة كان مجهودا فوق العادة شاركت فيه وزارة السياحة والاثار والمحافظات التى يمر بها المسار وهى عديدة تم تجهيزها واعدادها وتطويرها وطرقها لاستقبال الوفود الذين يفدون إلى مصر للزيارة والتبرك بمسيرة العائلة المقدسة. علينا ان نهيئ انفسنا من الان كل فى موقعه لتهيئة الجو المناسب سياحيا ودينيا لهذا الحدث الضخم الذى يعتبره البعض حجا قطعا سيكون رغبة اولى للملايين من المسيحيين.

مشاريع وانجازات   

المشروع العملاق الذى يجرى العمل فيه على قدم وساق وقرب على الانتهاء وتجرى عمليات التشطيب له الان تحت مسمى كوبرى متحف الحضارة او محور الحضارة ويربط كورنيش النيل ناحية الفسطاط بالاتوستراد يستحق منا كغيره من مشاريع التنمية التى تجرى على ارض مصر طولا وعرضا كل التحية والاحترام فقد تم تنفيذه فى زمن اسطورى قياسى وفى مناطق كان من الصعب الدخول لتغيير معالمها إلا بمعجزة.

الصورة فى المنطقة كغيرها من مناطق التطوير شيء لا يصدقه العقل وفقا المعدلات الانجاز وسرعته وما يحدثه من تغيير جذري. فبجانب ما يحققه المحور او الكوبرى مروريا فانه ايضا خلص القاهرة من بؤرة عشوائية وقبح فيما كانت تحوية المنطقة عند الاتوستراد تحت كوبرى التونسى ما كان يطلق عليه سوق الجمعة، من يرى المنطقة حاليا لن يصدق ما يحدث بها خاصة فى ازالة السوق الذى كان مصدر ازعاج أمنى وصحى وصورة غير حضارية لقاهرة المعز كان يقطنه العشرات من البلطجية بجانب البائعين يتخفون تحت ستار السوق يبيعون كل ما هو مسروق يفرضون سطوتهم واتاواتهم غلبت معهم اجهزة الحى وحارت معهم الشرطة.

أمران اجد اهمية للاشارة اليهما فى هذا الموضوع واجد ان تنبيه الاجهزة التنفيذية بالمحافظة لهما حالة ملحة لخطورة تجاهلهما حتى لا يتحول الامر الى خلق عشوائيات جديدة تفوق كارثة السوق العشوائى نفسه قبل ازالته ومحو اثار عدوانه على تراث القاهرة العريق وجمالها، الاول هو الاسراع لرصف الطرق التى نشأت فى المكان الذى اقيمت عليه قواعد الكوبرى على طول امتداده خاصة وانها منطقة مقابر فيما بين عين الصيرة والاتوستراد يجب تجميلها والبحث عن وسيلة لاستغلال تلك المناطق قبل ان تسكنها العشوائيات او يستغلها البلطجية.

الامر الثانى وهو نداء ومناشدة اللواء خالد عبدالعال محافظ القاهرة واعتقد انه لن يتأخر مطلقا وهو منع تسرب البائعين او من كانوا يسكنون السوق العشوائى ومن باب اولى اى بلطجى الى امتداد المقابر على امتداد الاتوستراد فى اتجاه المعادى زيارة واحدة سوف تؤكد ان هناك محاولات كثيرة للتوغل الان الى تلك المنطقة هناك من فرش فرشته وبدأ مزاولة نشاطه بالفعل ويعتقد ان الأمر سيستقر.

وحيد حامد والصدق مع الوطن

حبة جديدة من حبات الابداع الفنى والثقافى تفقدها مصر برحيل الكاتب والسيناريست الكبير وحيد حامد الذى رحل عن عالمنا منذ ايام قليلة بعد رحلة عطاء مثمر على مدى سنوات وسنوات اشعل فيها الحياة الفنية بابداعاته التى صارت ثروة كبرى فى عالم الفن خاصة مسلسلاته وافلامه الهادفة.

كانت اسهاماته هى الدرع التى واجهنا بها بصدورنا الارهاب فى ابشع صوره عندما توحش وتفشى فى جسد مصر بلا رحمة واستباح كل شيء حتى الارواح، جاءت كلماته وصوره التعبيرية عن حالنا منذ فترة الثمانينيات والتسعينيات ومرورا بعقدى الالفية الجديدة صادقة ومعبرة عن الواقع الذى عشناه ونعيشه حتى آخر ايامه وقبل الرحيل بوقت قصير منذ البدايات وحتى النهايات وعلى مدى اكثر من 50 عاما كاملة ابداع فى ابداع تلك كانت قصة حياة وحيد حامد ببساطة كان  اول ارتباطى باسم الراحل عبر شاشة التليفزيون فى مسلسل العائلة الذى كان أول نافذة تفضح الارهاب الاسود عشنا مع حلقاته اليومية كيف يتسلل الارهاب لبيوتنا من خلال احداث يومية لاسر منها واحدة تفقد احد ابنائها فى حرب الاستنزاف ثم سرد كيف تسلل الارهاب من خلال الفقر ليسكن ويعشش فى عقول من ضعف يقينه بوطنه كان المسلسل هو الشرارة الاولى عن الارهاب الذى كان فى ذلك الوقت غولا متوحشا.. المسلسل تبعه 8 مسلسلات كبرى كان كل منها تعبيرا عن الواقع وكان من أقواها مسلسل الجماعة بجزئيه "1 و2" والذى فند مزاعم حياة مؤسس الجماعة حسن البنا وكشف افكاره العدوانية. دون وحيد حامد الواقع المصرى بخطوات درامية محسوبة فخرجت اعماله وهو يكتبها معبرة عن حال المجتمع.

الصدق الذى عبر به وحيد حامد عن مشاكل مصر خاصة فى وقت غزو الارهاب الاسود وكذلك وهو يشرح مشاكل المجتمع فى مسلسلاته وافلامه بداية من أحلام الفتى الطائر والعائلة والجماعة وكانت قمة ابداعاته وهو يواجه الارهاب بقلمه وافكاره ليخرج للنور من زمن كان فيه السلاح يواجه الفكر بمعجزته الارهاب والكباب ثم طيور الظلام.

وكم كان صادقا وهو يشرح حال المجتمع فى العديد من الافلام الواقعية ومنها "الغول" واللعب مع الكبار وفانتازيا  النوم فى العسل والبرىء. وكان من اقوى الافلام التعبيرية عن الظلم والقهر ثم سوق المتعة الذى حكى مأساة السجين ومعالى الوزير الذى حكى قصة وزير الصدفة، كانت المصداقية اسلوب كتابة وحياة وحيد حامد فى كل اعماله عبر وحيد حامد عن المجتمع بصدق فخرجت اعماله كلها صادقة حتى من كتب اغانى افلامه طبع صدق وحيد حامد عليه فخرجت معانيه معبرة تماما عما يريده، كانت الكلمات كالحراب تسلب الوجدان لتعيش معها كل تفاصيل الرواية بصدق فلازلت اتذكر ما كتبه الشاعر الكبير سيد حجاب فى مقدمة ونهاية مسلسل العائلة عندما قال وهو يعبر عن مصر  نديكى حب وتدينا ونمد للشمس ايدينا ولو تعبنا تخدينا.. ناخد فى حضنك تعسيله وتقوم ولا شيء بوقفنا لا أبوجهل جهله يحرفنا ولا أبولهب حيخوفنا ماحنش ضعاف قللات حيلة.

وداعا لرمز من رموز مصر، ترى كم من العمر سينقضى حتى يجود الزمان بوحيد حامد جديد؟

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة