الأربعاء، 06 يناير 2021 - 09:19 م

منذ أكثر من 70 عاما وهم يحتلون الجزيرة، فقد زحفت بطريقة وحشية، وأطاحت بالأخضر واليابس، هاجمت كل ماهو عزيز وغالي، استوطنت وجعلت الجزيرة موطناً لها، واستولت على أشجارها، وقامت بمهاجمة الطيور حتى الإنقراض، إنها "ثعابين الأشجار البنية".

وصف العلماء هذه الثعابين بأنها "الغزاة الزاحفون" لكثرة شهيتها الغذائية في التهام الطيور إلى أن توقفت عملية التلقيح ونقل البذور عبر الأشجار، وذلك الدور الذي كانت تقوم به الطيور التي انقرضت من الجزيرة، الذي كانت تقوم به الطيور.

وأكد الباحثون، أن معدلات نمو الأشجار الجديدة في الجزيرة انخفضت بنسبة تتخطى 92%، وقد تؤدي هذه الخسارة الكبيرة إلى نتائج خطيرة وطويلة المدى على الغابات والأنواع الأخرى.

اقرأ أيضا| التدليك باستخدام الثعابين .. فوائد لا يمكن تخيلها

كانت الجزيرة على موعد مع الثعابين البنية، بعد أن وصلت على متن سفينة شحن أثناء الحرب العالمية الثانية، تكاثرت بسرعة كبيرة حيث وصل عددها إلى 2 مليون ثعبان بالجزيرة، أي 3700 في كل متر مربع.

وتعتمد هذه الثعابين في غذائها على الطيور المحلية، وبحلول فترة الثمانينيات قضت على 10 أنواع من إجمالي 12 نوعا من طيور الغابات التي كانت الجزيرة موطنها الأصلي.

وتوصلت الدراسة التي نشرت في دورية نيتشر كومينكاشنز، إلى أن حوالي 70% من الأشجار على الجزيرة تنتج فاكهة صغيرة،وعادة تأكل الطيور الفاكهة وتنشر البذور في فضلاتها.

وقال الباحثون إنه بصرف النظر عن خفافيش الفاكهة، والتي انقرضت هي الأخرى تقريبا من الجزيرة، "لا يمكن لكائنات أخرى نشر تلك البذور".

وحذر من أنه حال القضاء على الطيور والخفافيش فلا يوجد شيء يحل محلها.

ووضع العلماء أيضا "سلال البذور" تحت نوعين من الأشجار الشهيرة في غوام لتقدير حجم الفاكهة التي يتم نشرها بشكل طبيعي، ووجد أن 10% فقط من البذور تخرج مباشرة من محيط الأشجار.

وقد أنفقت الولايات المتحدة الأمريكية، ما يقرب من 8 مليون دولار، لقتل الثعابين خوفا من القضاء علي غابات جزيرة غوام، حيث شنت وزارة الزراعه الأمريكية، حرب كيميائية علي هذه الثعابين مستخدمة الفئران الميتة التي حقنتها بمادة "الباراسيتامول" القاتلة للحيوانات، والمدهش بالأمر أن الثعابين التهمت تلك الفئران كا وجبة مجانية سهلة دون أن يلحق بها أي ضرر.

المشكلة الرئيسية التي تواجهه أمريكا، أن جزيرة غوام موطنا للعديد من القواعد العسكرية وبها ميناء كبير، فهل تتمادى "الثعابين البنية" وتنهي حياة البشر في هذه الجزيرة الحربية.