تطوعية للقضاء على الأمية
تطوعية للقضاء على الأمية


مبادرات رسمية وتطوعية للقضاء على الأمية

آخر ساعة

الخميس، 07 يناير 2021 - 03:49 م

علا نافع

لأنها قضية وطن، ولأن الحرب على الأمية ليست مسئولية الجهات الرسمية وحدها بل مسئولية الجميع خاصة أنه مازالت هناك مناطق عدة فى مختلف المحافظات ترتفع بها نسبة الأمية مثل المنيا والجيزة والشرقية، لذا خرجت مبادرات تطوعية كثيرة سواء التى تبنتها مؤسسات أهلية أو مجرد أشخاص فى محاولة للقضاء على هذه الظاهرة التى تقف عقبة أمام تقدم مصر، فافتتحت الكثير من فصول محو الأمية واستقطبت المشاركات فى الخدمة العامة للتدريس بالفصول مقابل راتب مجزٍ كما حاولت توفير فرص عمل لمن نجح فى محو أميته.

من أهم هذه المبادرات «حياة كريمة بلا أمية»، التى أطلقتها وزارة التضامن الاجتماعى بالتعاون مع الهيئة القومية لمحو الأمية وتعليم الكبار من خلال إعداد قائمة بعدد الأميين فى كل محافظة مع الرقم القومى لهم وعناوين إقامتهم، إضافة إلى أسماء المرشحين للعمل فى الفصول كمعلمين سواء من مكلفات الخدمة العامة أو المستفيدات من مبادرة «تكافل وكرامة» من حملة المؤهلات العليا وفوق المتوسطة.
ولا تتوقف المبادرة عند هذا الحد، بل تهدف أيضا إلى توفير فرص عمل لمن اجتازوا الأمية كدافع لغيرهم من الأميين، مع التعاون مع وسائل الإعلام المختلفة للتغطية الإعلامية الواسعة لرفع الوعى المجتمعى بأهمية التعلم، وتستهدف المبادرة الأميين من سن 16 حتى 35 عاماً وتكون مدة الدراسة من 3 إلى 6 أشهر.
فى هذا الإطار، يقول الدكتور خالد عبدالفتاح، مستشار وزيرة التضامن ومدير مبادرة حياة كريمة: تستهدف المبادرة القضاء على الأمية فى القرى الأكثر فقراً، وقد بدأت العمل فى 25 قرية بمحافظة البحيرة، بالتعاون مع الهيئة القومية لمحو الأمية وتعليم الكبار.
والانضمام للمبادرة يعتمد على إجراء امتحان عاجل لمن لديه الاستعداد لخوض الامتحان والحصول على الشهادة، أما من ليس مستعداً فيجرى إلحاقه بفصول محو الأمية لمدة 6 شهور تمهيداً لمنحه الشهادة بعد ذلك، شريطة نجاحه فى الامتحان الذى تضعه الهيئة.
وإذا كانت مبادرة وزارة التضامن من المبادرات الرسمية فإن جهود الدكتورة عبير فاروق مراد ابنة أسيوط ورئيسة مجلس إدارة جمعية الفاروق الخيرية لا تتوقف فى ذلك المجال. فالدكتورة الصيدلانية عضو أمانة المرأة المركزية بحزب «مستقبل وطن»، تتعدد خدماتها ومبادراتها للقضاء على أمية بنات محافظتها، حيث افتتحت 145 فصلاً فى قرى ونجوع أسيوط للقضاء على أمية 2324 سيدة وفتاة، وقامت بتعيين 155 فتاة كمشرفات ومعلمات للتدريس بمقابل مادى مجزٍ بالتعاون مع بعض منظمات والجمعيات الأهلية، واستطاعت تحقيق نجاح كبير، وباتت التجربة نموذجاً يُحتذى به فى المحافظات المجاورة.
وتتابع عبير الفصول بنفسها من خلال النزول إلى القرى والاستماع إلى أحاديث السيدات ومشكلاتهن، وتحاول جاهدة إقناعهن بالقضاء على أميتهن كوسيلة للحفاظ على حقوقهن الاجتماعية والسياسية.
مبادرة الروتارى
وعند الحديث عن مبادرات المجتمع المدنى للقضاء على الأمية لا نستطيع إغفال مبادرة نوادى الروتارى التى حققت نجاحاً ملموساً ووصل عدد الناجحين فيها إلى أكثر من 18 ألف دارس فضلاً على أن اختيار المدرسين يتم على أسس علمية وبحسب البرنامج التايلاندى للتعلم النشط.
وحول تلك المبادرة تقول الدكتورة إيمان الغمراوي، رئيسة لجنة الخدمة المهنية بالنادى والرئيسة السابقة لمبادرة محو الأمية: بدأ البرنامج المكثف لتعلم اللغة والقضاء على الأمية منذ 1997 وتم اعتماده من قبل هيئة محو الأمية وتعليم الكبار فى 2005، حيث يتميز البرنامج كونه يمثل إحدى طرق التعلم النشط، حيث يقدم للطالب المعلومة بطريقة تفاعلية وشيقة من صور وتمثيل وألعاب تساعد على استيعابه للمادة العلمية المقدمة له، وإكسابه مهارات ذات مردود اقتصادى كما أن هذا البرنامج يشمل عدة مستويات للتعلم منها مستوى تعليمى خاص بالفئات من ذوى القدرات الخاصة.
وتضيف: فى 2013 أطلقنا مبادرة «العلم قوة» بالتعاون مع مؤسسة فودافون واستهدفنا إنشاء فصول بمحافظات الصعيد وتحديداً الفيوم ووصل عدد الفصول هناك لأكثر من 450 فصلاً، وتم توزيع مشروعات متناهية الصغر على بعض الناجحين، كذلك تعليمهم حرفا يدوية ذات مردود اقتصادى من خلال التعاون مع جمعيات مجتمع مدنى أخرى متخصصة فى التدريب الحرفى، وكذا التعاون مع مركز تحديث الصناعات التابع لوزارة الصناعة وتدريب الدارسات على الحرف المختلفة لمنع الارتداد إلى الأمية مرة أخرى ووصولاً إلى مفهوم التنمية المستدامة التى أثمرت فتح 3 وحدات إنتاجية بالفيوم بها 10 حرف يدوية متنوعة ومساعدتهم فى التسويق من خلال جمعيات قاعدية فى المحافظة ضماناً للاستمرارية، كما قمنا بتطوير ورفع كفاءة 15 مدرسة ابتدائية حكومية فى الفيوم، ومحو أمية 5 آلاف أمى من أولياء أمور طلبة هذه المدارس والقرى المحيطة بها وتدريبهم على حرف يدوية. أما الفصول الأخرى بكافة المحافظات فقد وصل عددها إلى 600 وحققت نسب نجاح عالية على مدى ثلاث سنوات تخطت 80%، وكانت تحت إشراف هيئة محو الأمية التى كانت تضع امتحانات الاجتياز وتعطى الشهادة للدارسين.
وتشير إلى أنه تم توقيع بروتوكول تعاون مع مصلحة التدريب بوزارة الداخلية لفتح برامج محو أمية المجندين وحقق نجاحا كبيرا خاصة أننا كنا نركز على توعية الدارسين فى كافة مناحى الحياة مثل التوعية بأضرار التدخين وغيرها من السلبيات الموجودة، مؤكدة أن إجمالى الأشخاص الذين تم محو أميتهم يصل إلى نحو 70 ألف دارس.
وعن الفئات المستهدفة من المبادرة تقول: الوصول لسيدات القرى والنجوع ليس بالمحاولة السهلة خاصة أن أغلبهم متمسكون بالعادات والتقاليد، لذا كنا نفتتح الفصول قريبا من منازلهم أو حتى بداخلها كى نسهِّل عليهم التعلم، ورغم أن هناك الكثير من الرجال الأميين فإنهم لا يهتمون بمحو أميتهم اللهم إلا للحصول على الشهادة فقط لاجتياز اختبارات القيادة التى تنظمها إدارات المرور.
تواصل: مؤخراً تم إطلاق تطبيق تكنولوجى على الموبايل للمساعدة على القراءة والكتابة وتم تجربته بعدد من فصول محو الأمية فى القاهرة، واعتُمِد محتواه من خلال بعض أساتذة الجامعة وتحت إشراف الهيئة، والتطبيق متاح على جميع أنظمة الهواتف وأنواعها مما يسهل عملية التعلم.
وتستكمل: رغم أن عملية تعليم الأميين من ذوى الاحتياجات الخاصة تعدُّ عملية معقدة، فقد طبقنا برنامج التعلم النشط معهم وحقق نجاحاً كبيراً، وقمنا بتجربته على الطبيعة وننتظر حالياً الموافقة عليه من قبل الهيئة.
وعن نشاطات لجنة الخدمة المهنية فى محو الأمية تقول: نستهدف من خلال اللجنة تدريب المدرسين وإجراء المقابلات الشخصية معهم ويشترط قدرتهم الإبداعية وسهولة التعامل مع الدارسين وإيصال المعلومات إليهم بغض النظر عن مستواهم التعليمي.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة