بعض الشباب المشاركين فى مشروع «مودة»
بعض الشباب المشاركين فى مشروع «مودة»


محو الأمية الزوجية بـ«المودة»

آخر ساعة

الخميس، 07 يناير 2021 - 04:03 م

مروة أنور

هل هناك أمية زوجية؟!.. نعم نعانى وجود "الأمية الزوجية" وبشكل مرتفع، حيث تشير الإحصائيات الرسمية إلى ارتفاع حالات الطلاق خصوصاً خلال الثلاث سنوات الأولى من الزواج، ووصل عدد حالات الطلاق إلى 211 ألفا و500 حالة سنوياً بمعدل 579 حالة يومياً، وتنوعت وكثرت الأسباب وراء هذه النسب المرتفعة، بعضها كان يمكن التغلب عليه بقليل من التوجيه والتدريب بداية من اختيار شريك الحياه وحتى محو الأمية الزوجية. فكيف يتم ذلك؟!

فى البداية يقول أيمن عبدالعزيز، مؤسس مشروع «مودة» والخبير فى العلاقات الأسرية: من خلال الرجوع إلى الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء وجدنا أن عدد حالات الطلاق بلغ 211 ألفا و500 حالة سنوياً، بمعدل 579 حالة يومياً، وأعلى نسبة بحالات الطلاق هى حالات الطلاق التى تقع خلال الثلاث سنوات الأولى من الزواج. وهى أرقام مفزعة دعت الرئيس عبدالفتاح السيسى للدعوة أكثر من مرة إلى ضرورة الحفاظ على كيان الأسرة المصرية.
وفى مؤتمر الشباب السادس جرى إطلاق «مشروع مودة» بهدف الحفاظ على كيان الأسرة المصرية ومحو الأمية الزوجية من خلال إمداد الشباب المقبلين على الزواج بالمعارف والمهارات التى تساعد على بناء الأسره، وتم اعتماد المكون التدريبى للمشروع من المجلس الأعلى للجامعات، بحيث لا يتخرج الطلاب فى الجامعة إلا بعد تجاوز برنامج «مودة».
وتم البدء بالمحافظات التى بها أعلى نسب طلاق وهى «القاهرة والإسكندرية وبورسعيد»، من خلال تدريب شباب أعضاء هيئات التدريس بالجامعات لتدريب الطلاب، ووصل عدد الطلاب المتدربين منذ بداية المشروع حتى الآن إلى 100 ألف طالب وطالبة.
أما الفئة الثانية التى جرى استهدافها فكانت «المجندين»، وتم بالفعل تدريب حوالى 38 ألف مجند، والفئة الثالثة هى «مكلفي الخدمة» وأغلبهم كانوا فتيات ويتبعون وزارة التضامن الاجتماعي، ووصل عددهم إلى نحو 20 ألف مكلف، ثم قام المشروع بالنزول إلى مراكز الشباب والوصول إلى أغلب محافظات الجمهورية، وحاليا يجرى تدريب المخطوبين والمتزوجين حديثاً بالتعاون مع صندوق «تحيا مصر».
وتوضح الدكتورة راندا فارس مديرة مشروع «مودة»، أن الهدف الأساسى من المشروع مخاطبة الشباب المقبل على الزواج لتقليل حالات الطلاق التى تحدث خلال السنوات الأولى من الزواج، حيث وصلت إلى 38% خلال الثلاث سنوات الأولى.
وهذه النسب تؤكد أن الشباب لا يختار الأفضل ولديهم جهل بأمور الحياة الأسرية وتحمل المسئولية، كما أن هناك مفاهيم خطأ يجرى غرسها فى مراحل التنشئة الاجتماعية تجاه مفهوم الحياة الزوجية وتفاصيلها، وهذا هو مدخلنا، حيث نتحدث عن مفهوم الشراكة والتعاون والأجزاء المكملة لبعضها، ومن ثم نتحدث عن أسباب الخلافات وكيفية حلها. وقد تواصل مع المشروع منذ انطلاقه حتى الآن أكثر من مليون و400 ألف شاب وفتاة وهذه قد تكون بارقة أمل.
من ناحية أخرى، تقول مايسة كامل، المتخصصة فى الاستشارات الأسرية: يجب تدريب الشباب المقبل على الزواج على طرق اختيار شريك العمر وطريقة التعارف فضلاً عن فترة الخطوبة التى يجب أن تكون كافية لمعرفة قدرة كل شخص على التكيف والتفكير المتأنى فى مدى تقبل طباع الطرف الآخر، ولا توجد صفات تظهر فجأة بعد الزواج، فكل الأمور قد تكون معروفة من قبل لكننا نتعمد تجاهلها أحياناً من أجل استعجال الفرحة، لذا لا بد من التأنى فى الاختيار ودراسة كافة التفاصيل ومعرفة إن كنا قادرين على التكيف معها أم لا، فنحن نتحدث عن أسمى قيم الارتباط الإنسانى وأقدسها، والخسائر فيها لا تقتصر على فردين بل تحدث شروخاً أعمق بكثير.
بينما يقول أحمد راضي، المحامى المتخصص فى الأحوال الشخصية: ارتفعت حالات الطلاق بين المتزوجين حديثاً، والمؤسف أن خطأ الزوج أو الزوجة يعاقب به الأبناء، لذا يجب أن يكون ضمن الأساسيات أن نعلم أن فترة الخطوبة ما هى إلا فترة اختبار إما أن نكمل أو لا، وأن هذه المرحلة يجب أن يكون الصدق شعارها، وأن يكون الشخص المقبل على الزواج صادقاً مع نفسه، ولا يجوز أن نرى الخطأ أو عدم التكيف فيما بيننا ونكمل المشوار فقط لمجرد إتمام الفرحة من دون عقلانية.. فى السياق، تؤكد الدكتورة سامية قدري، أستاذة علم الاجتماع بجامعة عين شمس، أن تدريب وتأهيل الشباب للزواج من أهم الأمور التى نحتاج إليها حالياً، لأن معظم الشباب المقبل على الزواج ليس لديه ثقافة التعامل مع الحياة الزوجية، خاصة الفتيات، فمعظمهمن ليس لديهن ثقافة التعامل مع الزوج والأبناء وبناء أسرة.
تتابع: يجب على الآباء تعليم بناتهم وأبنائهم فن إدارة الحياة الزوجية حتى يكونوا مدركين لكل شيء بعد الزواج، كما أن الشباب أكثر حاجة لهذه البرامج التى تجعله يعلم أن الحياة الزوجية مسئولية تحتاج إلى تفكير وتضحية، لأنك لست مسئولاً عن تلبية احتياجاتك فقط، بل متطلبات أسرة بأكملها.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة