اليمين المتطرف واليسار المتشدد يتهم ميركل بمساندة الإسلاميين
اليمين المتطرف واليسار المتشدد يتهم ميركل بمساندة الإسلاميين


كوكتيل رعب فى ألمانيا 2021

كلمة السر «تحالف كورونا والإخوان والدواعش»

آخر ساعة

الخميس، 07 يناير 2021 - 04:10 م

علاء عزمى

كان 2020 كارثيًا بامتياز للجميع، لكنه بالنسبة لألمانيا كان شديد الخطورة والإحباط أيضًا، ولم لا وقد توازى الهلع من جائحة كورونا مع رعب متزايد من تفشى التطرف والإرهاب على يد الجماعات الإسلامية المتشددة واليمينية والنازية المتطرفة، فى آن واحد، وذلك فى توقيت شديد الحساسية بالنسبة للألمان، حيث تستعد المستشارة أنجيلا ميركل لمغادرة موقع القيادة فى غضون أشهر قليلة.. فهل سيحمل العام الجديد 2021، أى بارقة أمل أو انفراجة قريبة؟.. يبدو الأمر محل شك على نحو ما.

بدت أزمة كورونا مناسبة مزعجة لدعم التطرف والإرهاب، فيما منحت شرائح المعترضين على سياسات الدولة العامة فرصة ذهبية لتفريغ غضبهم المنطقى وغير المنطقى أيضًا، مشاهد الانزعاج الشديد فى ألمانيا تنوعت وتداخلت بشدة على مدار الأشهر الماضية، هجوم يمينى متطرف خطير فى هاناو، واحتجاجات عنيفة بشكل متزايد من قبل منكرى كورونا، وانتشار لنظريات المؤامرة على خلفية أى حادث صغير أو عادى، كاندلاع حريق، ناهيك عن هجوم إسلامى قاتل فى دريسدن، ومتطرفون يساريون يهرولون فى اتجاه الإرهاب.
يقول بوركهارد فريير، رئيس مكتب شمال الراين - وفستفاليان لهيئة حماية الدستور "الاستخبارات الداخلية"، لصحيفة تاجسشبيجل الألمانية: "لم يكن هناك أى سبب على الإطلاق لإيجاد أى سبب للارتياح"، فى حين أنه لا يعتقد أن العام 2021 سيكون أسهل، وفى الوقت ذاته يرى أن الخطر الأكبر على ألمانيا سيتواصل أكثر من قبل التطرف اليمينى، ويتجلى التفوق المقيت للتطرف فى ألمانيا حاليًا فى حقيقة تصاعد معدلاته، وخاصة فيما يتعلق بالهجمات اليمينية عما كان عليه فى الأعوام الماضية.
الإرهاب الجديد فى ألمانيا يبدو كرسول للجنون السياسى، الذى اخترق البلاد منذ الربيع الماضى فصاعدًا، فى ظل تفشى ظاهرة التطرف السريع لمُنكرى كورونا، ويجمع الإرهابيون الجدد فى ألمانيا بين سمات الجنوح العقلى والتخيلات اليمينية المتطرفة للإبادة مع نظريات المؤامرة التى انتشرت كالنار فى الهشيم بين المحتجين ضد كورونا.
"إيديولوجيات المؤامرة تخلق تبريرًا للهجمات"، كما يقول بوركهارد  فريير، ليُكمل بحسم: "كل ما يحتاجه الجناة هو شرارة عابرة ليشعلوا بمفردهم الأجواء"، وهذا النوع هو الخطر الأكبر حاليًا ومستقبلًا، فمعظمهم متطرفون عبر الشبكات الاجتماعية ويصعب اكتشافهم للسلطات الأمنية، ويحذر فريير بوضوح وأسى: "الإمكانات المتطرفة والإرهابية تتعاظم وتتزايد، ومازالت تتضخم حسب المناسبة، وهى المشكلة التى باتت تهدد ألمانيا بشدة مع حلول العام 2021".
من ناحية أخرى، فإن سلسلة الهجمات الإسلامية التى وقعت فى مدن أوروبية قد أرعبت السلطات الأمنية فى القارة العجوز، فلفترة طويلة ظلت مثل تلك الحوادث الدامية بعيدة إلى حد معقول عن أوروبا الغربية، وبدت ميليشيا "الدولة الإسلامية" الإرهابية مشلولة بعد هزائمها فى سوريا والعراق، لكن الرعب اندلع مرة أخرى، فى البداية، دون تدخل واضح من تنظيم داعش، قبل أن يعلن عن نفسه بقوة فيما بعد.
تنظيم الدولة الإسلامية يجند أنصاره من المشهد السلفى فى ألمانيا، لأنهم وببساطة أكثر الإسلاميين تعصباً، بدليل سفر أكثر من 1000 من ألمانيا وحدها إلى سوريا للانضمام إلى الميليشيات الإرهابية، لكن التراجع العسكرى لداعش وحظر الجمعيات المتطرفة فى الجمهورية الاتحادية أجبر المشهد المحلى على اتخاذ موقف دفاعى جيد، ومع ذلك، وفقًا لفريير، فالأمر ليس أقل خطورة بأى حال من الأحوال، حتى لو كان لا ينمو حاليًا، وبالإضافة إلى تشدد اليمين والإسلاميين، يشعر الأجهزة الأمنية بالقلق من تزايد العدوانية من قبل جزء من المشهد اليسارى المتطرف، وخاصة فى معقل لايبزج.
وفى الأخير، تشير تقارير إلى اعتماد ألمانيا على خطة عامة شبه موحدة لضرب كوكتيل التطرف اليمينى اليسارى الداعشى المعادى لإجراءات مكافحة كورونا خلال العام 2021.
الخطة التى تسرب مضمونها للصحافة، تتألف من ورقة عمل مكونة من 44 صفحة وتتضمن أربعة مجالات أساسية هى "الحماية والتثقيف والوقاية والاحتواء".
بينما تشمل هذه الشعارات الجذابة العديد من العناصر الفردية مثل "شراء أسلحة، وخوذ، وكذلك السترات الباليستية، والمركبات وتكنولوجيا الطائرات بدون طيار"، بحيث يتمكن عناصر مكافحة الإرهاب والتطرف من التعامل بفاعلية على الأرض، بالإضافة إلى "بناء خمسة مراكز تدريب وميدان رماية فى مختلف المدن والولايات" وإنشاء "مراكز شرطة لمكافحة الإرهاب" كذلك تأمين "مزيد من التدريب حول موضوع التهديدات الإرهابية فى خدمة الإطفاء"، مع سن "تدابير لزيادة الوعى" و"الوقاية من التطرف" بين المراهقين والشباب وكذا بين اللاجئين، وتفعيل خاصية ترحيل الأجانب الخطرين ولو جاؤوا من بلدان خطرة أو تشتعل فيها حروب أهلية.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة