د. محمد الباز
د. محمد الباز


محمد الباز: هناك تنسيق وتناغم كبير بين الهيئات الإعلامية

السيد عيسى

الخميس، 07 يناير 2021 - 06:16 م

رغم أن ظهوره التليفزيونى لم يتعد الخمس سنوات إلا أنه أصبح فى هذه الفترة القصيرة واحدا من أهم الإعلاميين الموجودين على الساحة فبعد أن أثبت نفسه كمذيع من خلال برنامج "٩٠ دقيقة" على قناة المحور انتقل لقناة النهار ليزداد تالقه وجماهيريته من خلال برنامج "آخر النهار" أنه الإعلامى د.محمد الباز.. الذى يتحدث حول تجربته التليفزيونية وآرائه فى قضايا الإعلام المطروحة على الساحة فى الحوار التالى.

 

أسعد‭ ‬الناس‭ ‬من‭ ‬تكون‭ ‬‮«‬لقمة‭ ‬عيشه‮»‬‭ ‬فى‭ ‬هوايته

 

كيف ترى دور الهيئات الإعلامية؟

تلعب الهيئات الإعلامية الثلاث دورا كبير فى الوقت الحالى ويوجد حالة من التناغم والتنسيق ما بين رؤساء تلك الهيئات لم تكن موجودة فى الفترة الأولى وأثر هذا التنسيق واضح فالجميع يجلس ويتناقش وهذا يبلور أفكار مهمة جدا ظهرت فى أكثر من مشروع لعل من بينهم مبادرة لا للتعصب.

- خلال لقاء الهيئات الإعلامية طالبت بتكوين مجلس إعلام حرب.. كيف يكون ذلك؟

كنت قد طرحت الفكرة ضمن اجتماع لبحث آليات التعامل مع الإعلام المعادى وكان من المهم أن نتفق فى البداية أن هذا الإعلام الخارجى ليس إعلاما مصريا من الخارج ولا معارضا كما كان يصفه البعض بل هو إعلام معادٍ سواء كان تركيا أو إخوانيا أو قطريا وهذا العداء واضح ويتم استخدامه فى معركة سياسية ولابد أن يكون التعامل مع هذا الإعلام بنفس الأدوات ولابد من وجود آلية لكشف أكاذيبهم وافتراءاتهم وهذا من خلال أن يكون لدينا نوع من الاستباق فى الكشف عن مشاكلنا ومصارحة الناس بها حتى لا يكون لدى هذا الإعلام فرصة لإعطاء هذه المشاكل أكبر من حجمها ولابد أن نوضح للناس حقيقة هذه القنوات ومن يقف ورائها ويمولها وأغراضهم.. فما كنت أعنيه هو تشكيل وحدة إدارة أزمة من خبراء الهيئات الإعلامية.

- ألا يعد هذا توجيه للإعلام؟

هذه الإدارة أو مجلس الحرب سيضم إعلاميين وصحفيين ولا يمكن توجيههم وما سيحدث هو مناقشة الأفكار وطرح الآراء بينهم للخروج برؤى ووسائل لـ مواجهة الإعلام المعادى فهذا ليس خلافا فى وجهات نظر نحن هنا نتحدث عن معركة ومستقبل بلد.

- هل وجود قناة إخبارية مصرية على غرار الجزيرة والعربية قد يفى بهذا الغرض؟

لا نحتاج إلى قنوات كالجزيرة والعربية لدينا قناة مهمة وناجحة فى رسالتها بنسبة 100% وهى قناة "إكسترا نيوز" فمعالجات إكسترا تثبت أن لدينا طفرة كبيرة فى الإعلام.. لابد أن نعى خصوصية كل بلد وكل وسيلة عندما نتعامل مع الإعلام فنحن كدولة لدينا قضايا ضخمة تستهلك الحيز الأكبر من إعلامنا وما يتبقى من مساحة زمنية نحاول من خلاله طرح القضايا العربية والعالمية فلا يجوز مقارنة إعلامنا بالجزيرة ولا العربية ولا سكاى نيوز لأننا لا نحتاج قنوات بنفس التوجيه فمثلا الجزيرة لا تناقش أى قضية قطرية فهل تجرؤ هذه القناة أن تتناول أوضاع السجون فى قطر فهذه القناة تتمتع بحرية 100% فى نقد مصر ولا تتمتع بـ1% فى تناول الأوضاع القطرية.

- كيف ترى المطالبات بإنشاء قناة ناطقة بلغة أجنبية لمخاطبة الغرب؟

أثق تمام الثقة أن من يطالبون بإنشاء هذه القناة لم يشاهدوا قناة "نايل تى فى" وليس لديهم معرفة بما تقدمه.. لكن أعرف أن هذه القناة تحتاج إلى التطوير وبعض الإمكانيات وهذا تحتاجه كل القنوات والصحف.

- هل يعانى إعلامنا من أزمة ثقة؟

للأسف الإعلام يعانى من أزمة عدم الثقة وهذا بسبب فقده المصداقية وهذه لها جذور ممتدة منذ عام 1967 فمنذ ذلك العام والإعلام المصرى موصوم بأنه إعلام كاذب بعدما خرج الاعلام وقتها ليخبر الناس أننا انتصرنا رغم هزيمتنا وأننا وصلنا تل أبيب رغم أن الطيران الإسرائيلى كان يحلق فى سماء القاهرة وهذه كانت أول وأكبر أزمة ثقة عانى منها الإعلام لسنوات طويلة ثم تجددت فى 25 يناير عندما وجهت الكاميرات لكوبرى أكتوبر وتجاهلت متظاهرى التحرير فالإعلام فى مصر الآن مازال يعانى من هذه الأزمات وأصبح لدى الجمهور ميراث من عدم الثقة تجاه الإعلام.. وللأسف الإعلام مقصر لأنه لم يهتم بتصحيح هذه الصورة واكتفى بعمله فقط لذلك لا أتعجب من محاكمة الإعلام المصرى بالصور الذهنية القديمة.

- الإعلام المصرى مقصر أم مظلوم؟

الإعلام فى مصر مظلوم وأزمة الإعلام أنه أمام جمهور غير موضوعى فالجمهور يصدر الأحكام دون أن يشاهد أو يحكم على ما يشاهده فقط ولا ينتظر ليشاهد الصورة كاملة.. فمثلا فى إحدى حلقات برنامج 90 دقيقة عرضت أحد المشروعات التى افتتحها الرئيس واستمرت هذه الفقرة لمدة 55 دقيقة وهذه فترة كبيرة فى حلقة مدتها ساعة ونصف لكن بعد ذلك فوجئت بشخص ما يهاجمنى ويطالبنى بأن اهتم بالمشروعات التى افتتحها الرئيس بعدما بدأ مشاهده الحلقة بعد أن انتهيت من عرض المشروع وهو لم يشاهد فأصبح حكمه أننى لم أفعل.

- من وجهة نظرك أيهما استطاع أن يحقق أهدافه الاعلام المصرى أم المعادى؟

الإعلام المعادى يهدف إلى إخراج الناس للشارع وخلق حالة فوضى لتخريب الدولة وإسقاطها أما هدف الإعلام المصرى فهو شرح الأوضاع بحيث يعم الاستقرار ولا تحدث فوضى وحتى هذه اللحظة الإعلام المصرى هو من يحقق أهدافه.

د. محمد الباز أثناء اجراء الحوار

- ماذا أضافت لك تجربة 90 دقيقة؟

التجارب الأولى لها تأثير خاص وكان ظهورى فى التليفزيون من خلال هذا البرنامج.. فلم تكن فى مخططاتى أن أظهر على الشاشة لكن فى وقت من الأوقات وجدت أن الدور الذى أٌقوم به من الممكن أن يكون أكثر تأثيرا من خلال التليفزيون ولم يكن هناك تصور واضح حتى التقيت صدفة بالدكتور حسن راتب فى عام 2017 واقترحت عليه برنامج بعنوان "اشتباك" وكان الهدف منه الاشتباك مع الخطاب المعادى ثم اتصل بى د.حسن راتب وطلب منى تقديم يومين فى 90 دقيقة فلم أتردد لأن البرنامج له جمهور كبير فاختصر المسافة لى كثيرا فالبرنامج منحنى فرصة ضخمة أما أنا فمنحته جزءا من الحيوية واستطعت أن أعيده إلى صدارة المشهد مرة أخرى وجذب جمهور جديد له.

- لماذا لم تنفذ فكرة برنامج "اشتباك"؟

فرصة 90 دقيقة كانت أكبر فى النجاح لكننى عملت بمنطق اشتباك وكنت من أوائل الإعلاميين الذين تنبهوا بخطورة الإعلام المعادى وقت أن كان البعض منبهرين بما يقدم على هذه الشاشات ويعتقدون أنهم إعلام حر فبدأت أصارحهم بحقيقتهم وأنهم ممولون.

- ماذا عن كواليس الانتقال لـ"آخر النهار"؟

عندما أخذت قرار بترك قناة المحور كان لدى إحساس أننى سأنتقل إلى قناة النهار وتحديدا برنامج "آخر النهار" لأن هذا البرنامج الأقرب لقلبى حيث عملت من خلاله فى إعداد فقرة الأستاذ عادل حمودة واستمر عملى بالقناة لـ4 سنوات.. وبعد تركى لـ 90 دقيقة بساعات أتصل بى صديقى د.عمرو الليثى وكان وقتها رئيس لشبكة تليفزيون النهار وطلب منى أن أنضم لبرنامج "آخر النهار".

- هل تهتم بالانتقادات؟

لا أقرأ الانتقادات فأنا ببساطة أرى أننى أقول ما لدى وهذا حقى وللجمهور كل الحق أن يقول رأيه فيما أقوله وأقدمه سواء كان هذا الرأى سلبيا أم إيجابيا فعلاقتى بالجمهور علاقة سوية جدا لا أغضب منه ولا أعاتبه.

- كيف ترى المنافسة مع مقدمى البرامج الآخرين؟

أنا لا أنظر حولى ولست مهموما بما يقدمه الآخرون فأنا أرى أن لكل منا طريق وخط ولابد أن يجتهد فى هذا الخط الذى اختاره لنفسه.

- هل من الممكن أن تعتزل الظهور التلفزيونى فى وقت من الأوقات؟

لا أظن ذلك، فأنا مؤمن بأن أسعد الناس من تكون "لقمة عيشه" فى هوايته وأنا من هؤلاء.. وأشعر بسعادة كبيرة وأنا أعمل ولا أجد أى عبء لكن أعتقد أننى من الممكن أن أعتزل إذا لم يكن لدى أى شىء أقوله للناس أو وجهة نظر أطرحها ووقتها ساتفرغ لهوايتى الأولى وهى القراءة.

- ماذا عن مشروع مسلسل السادات؟

بدأت فى كتابة العمل منذ شهور وكان المسلسل فكرة المخرج حسنى صالح وأنهينا كل ما يتعلق بالخطوط الأساسية وسنقدم خلال العمل سيرة حياة السادات وسيرة مصر فى هذه الفترة.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة