يوسف القعيد
يوسف القعيد


يحدث فى مصر الآن..

سيد عبد الغني: وداعاً

يوسف القعيد

الخميس، 07 يناير 2021 - 07:09 م

رحل عن دنيانا الثلاثاء الماضى سيد عبد الغنى، بعد أن أصيب بفيروس كورونا. وبعد أن تم نقله إلى مستشفى القصر العينى الفرنساوى، وفشلت جميع محاولات مقاومة الوباء.

قبل رحيله بثلاثة أيام سبقه شقيقه الأصغر محمد أشرف عبد الغنى، مصاباً أيضاً بكورونا. وجرت محاولات للعلاج، لكنها لم تتمكن من إنقاذ حياته من الوباء القاتل. وكان الدكتور محمد عبد الغنى قد تواصل معى قبل أيام من رحيله لكى نحاول جميعاً خروجه من مستشفى حميات كان يعالج فيه لاستكمال علاجه فى منزله. وحاولت كل جهدى وجميع إمكاناتى ولم أفلح فى الحصول على الموافقة على نقله لاستكمال علاجه فى بيته. وقد سبق محمد أشرف شقيقه الأكبر بأيام فى الرحيل.

المحزن أنهما رحلا معاً. ورحيل إنسان واحد مسألة مفجعة ومأساوية. فى هذا الوقت الذى أصبح الرحيل والموت خبر كل لحظة. فما بالك بشقيقين يرحلان تقريباً فى وقت واحد متأثرين بالوباء اللعين.

سيد عبد الغنى هو شقيق صديقنا حسين عبد الغنى، الإعلامى المتميز وصاحب التاريخ الذى لم يدون بعد فى الإعلام العربى والمصرى. والذى لعب دوراً أساسياً فى التمهيد لثورة الخامس والعشرين من يناير 2011. عندما كان مديراً لمكتب قناة الجزيرة القطرية بمصر.

وقت عمل حسين عبد الغنى بها كانت قناة أخرى مختلفة تماماً لا تمت بصلة لما نسمع عنه الآن بعد أن تحولت فى اتجاهاتها بزاوية أكثر من 180 درجة. وحسين عبد الغنى مهنى من الطراز الأول. عمل فى البى بى سى فى لندن. وهو يعيش الآن فيما أعتبره أنا شخصياً منفى لندنى. يقوم بدوره ويمارس عمله ليستكمل به رحلة عطائه الإعلامية النادرة.

المرحوم سيد عبد الغنى، كان يشغل أمين صندوق نقابة المحامين، والأمين العام المساعد لاتحاد المحامين العرب. علاوة على مسئوليته عن الحزب العربى الناصرى. بعد أن أصبح رئيساً له.

والغريب أن 11 فردا من عائلة عبد الغنى أصيبوا بالمرض. وما زالت زوجة سيد عبد الغنى محتجزة بمستشفى قصر العينى الفرنساوى. أما شقيقه محمد عبد الغنى، زميلى فى مجلس النواب. فكان أيضاً قد أصيب وقد تماثل للشفاء بعد ذلك.

لن تعرف أقدار هذه العائلة التى قدمت لمصر والوطن العربى على مدى السنوات القريبة الماضية رموزاً للعمل العام فى مجالات كثيرة. اشتبكت مع الهم العام المصرى. اشتباكاً مبدئياً قائماً على التمسك بثوابت الوطن فى مواجهة كل المتغيرات التى وقعت والتى عاصرناها جميعاً.

عرفت سيد عبد الغنى، ورأيت فيه صاحب رسالة. جاء للدنيا ليقوم بها. ألا وهى إعلاء أمر الشأن العام وتقديمه على أى قضايا أخرى فى حياة الإنسان. واعتبار هذا الذى نقول عنه هماً عاماً لأنه يخصه بشكل مباشر. أى أن القضية التى يمكن أن ننظر إليها باعتبارها قضية عامة كانت قضيته الخاصة. أخذ كل المهام التى قام بها ومعظمها تطوعى بحب وإخلاص وشرف ونزاهة. لا يدفعه للعمل العام سوى حبه لبلاده وارتباطه بها واعتبار أن ما يخص الوطن يسبق أى أمر آخر فى حياة الإنسان.

رحم الله سيد عبد الغنى وشقيقه أشرف.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة