صورة تعبيرية
صورة تعبيرية


التسول الإلكتروني.. التطور التكنولوجي للنصب

ناجي أبو مغنم

الخميس، 07 يناير 2021 - 08:26 م

◄ "التضامن الاجتماعي": آلية جديدة لبحث الحالات والتأكد من صحة المعلومات

 

لحقت مهنة التسول بركاب التطور التكنولوجي وحجزت لنفسها مكانًا على منصات التواصل الاجتماعى لعرض الحالات الإنسانية بنية مساعدتها، وتقديم العون لها.. ونجحت فكرة استغلال رواد السوشيال ميديا في مساعدة أصحاب الحاجة، نتيجة لطبيعة الشعب المصري، الذي يتعاطف بدوره مع مثل هذه الحالات ولكن الأمر لم يسلم من النصابين واستغلوه كوسيلة لمساعدة غير المستحقين، وتتربع قصصهم الوهمية على عرش التريندات.

مرت أمامنا في الآونة الأخيرة قصص وحكايات امتلأت بها مواقع السوشيال ميديا لأناس ظن البعض أنهم في حالة احتياج، واقتنع الناس بظروفهم الوهمية، ولكن سرعان ما افتضح أمرهم بعدما نالو التعاطف ثم يٌفتضح أمرهم ..«الأخبار المسائي» تناولت هذا الملف موضحة في سطور التحقيق التالي كيف ينجح النصابون في خداع ضحاياهم وما تأثير وجود تلك الحالات في المجتمع على فاعلي الخير.

 

اقرأ أيضاً : «مليونيرات التسول» 600 ألف جنيه حصيلة يومية «للشحاتين»

 

في البداية لم يكن للسوشيال ميديا حديثًا خلال عدة أيام متتالية في فترة مبكرة من نهاية العام المنصرم، سوى الطفل بائع الليمون الذي صادفه أحد المشهورين خلال بيع الليمون وكذب عليه الطفل بعدما روى أنه يتيم ويرعي أخوته بعد وفاة والديه وحظي بتداول واسع كسب خلاله تعاطفًا كبيرًا وأبدى الكثيرون عزمهم مساعدة الطفل.. وبعد تقديم جميع المساعدات سرعان ما تم كشف زيف إدعائه بأنه يتيم وتاجر بهذه الحجة الواهية، حيث إن والديه لا زالا على قيد الحياة وإن كانت هناك خلافات بينهم.


وفي قصة ثانية، وهذه المرة على أحد «جروبات» فيسبوك ، حيث يوجد به قرابة 7 ملايين مشترك، ينشر عليه الحالات الإنسانية التي يكون أصحابها في أمس الحاجة لمساعدات مالية أو أجهزة طبية أو أدوية.. وفي الفترة الأخيرة تم كشف بعض الأشخاص الذين يتسللون إلى الجروب لنشر طلبات مساعدة يحترفون صياغتها بطريقة تجذب التعاطف وربما تلقى استجابة في أحايين كثيرة، قد تفوت الفرصة عن مستحق لتلك المساعدة.


ورصدت «الأخبار المسائي»، العديد من الأشخاص حيث أنشأ كل منهم حسابًا جديدًا يستغيث بأعضاء الجروب لمساعدته، وينشر في أوقات مختلفة ومتفاوتة، متعللا بأسباب كثيرة وكلها صعبة تكسب تعاطف الآخرين، وإن كانت ضربًا من وحي كاتبها مثل المساعدة في علاج أمه العليلة بأصعب الأمراض وأخطرها على حسب قوله، وفي مرة أخرى ينشر أنه تعرض للسرقة وان الأموال  المسروقة تخص عمله وليست ملكًا له وسوف يتعرض للفصل  حال عدم العثور عليها.


الأمثلة في هذا الشأن تطول وسردها لا ينتهي لكثرتها وانتشارها واعتماد البعض عليها كمصدر دخل لهم، ولكن هذا قد يفوت الفرصة على المستحقين.


وفي هذا الإطار أوضحت، إيناس أحمد علي، خبيرة علم النفس وتعديل السلوك، أن هؤلاء الأشخاص مرضى نفسيون يحاولون استجداء واستعطاف الآخرين من خلال إظهار معلومات خاطئة عنهم من أجل تحقيق مصالح شخصية وكسب أموالًا لا تحق لهم.


وأشارت إيناس إلى أن الذين يقومون بهذا السلوك المشين عدة أنواع أسوأها من يدعون العلة والمرضى على غير الحقيقة وكذلك الذين يدعون زورًا فقدانهم لأهلهم ولا يمتلكون مصدر دخل ثابت يعيشون عليه، مؤكدة أن هذه الأنواع تمثل ظواهر اجتماعية خطيرة للغاية على مجتمعنا يجب القضاء عليها ووأدها والتصدي لها ومحاربتها من خلال تجاهلها وعدم التجاوب معهم وذلك لمنع رواج منشوراتهم الكاذبة المخادعة لدى الآخرين.            

    
وطالبت خبيرة علم النفس الذين يبدون تعاطفهم مع هؤلاء بتخصيص دقيقة من وقتهم لزيارة الحسابات التي يطلب أصحابها المساعدة وإذا كانت حديثة النشأة فإنها غالبًا ما تكون وهمية وأنشئت لأهداف مغرضة.. علماً بأن هؤلاء الأشخاص قد يحصلون على دعم كان أحق به من يحتاجونه فعليًا ولكنهم لا يستطيعون الترويج عن حالاتهم أو التعبير عن أنفسهم وربما الحياء يمنعهم من طلب المساعدة.


ومن جانبه أوضح مصدر بوزارة التضامن الاجتماعي، أن الوزارة تتحرى الدقة في مثل هذه الحالات التي تلقى رواجًا وانتشارًا على السوشيال ميديا وتجد تعاطفًا من قبل الكثيرين.


ولفت إلى أن بعض هذه الحالات تستغل الأمر كذريعة للتربح وقد تكون الحالة غير مستحقة للحصول على دعم أو مساعدة.. وأكد المصدر، أن فريقي أطفال بلا مأوى والتدخل السريع بوزارة التضامن الاجتماعي يرصدون مثل تلك الحالات المنشورة على منصات السوشيال ميديا ويتوجهون لها على الفور، حتى وان كانت فى أي محافظة على مستوى الجمهورية يتم توجيه مديرية التضامن بتلك المحافظة للتعامل مع الموقف.


وأكد أنه لا يتم اتخاذ أي إجراء قبل عمل دراسة حالة لهم ومعرفة مدى استحقاقهم وبحث حالتهم الاجتماعية وما إذا كانوا  يحصلون على معاشات أو تأمينات من عدمه.. علمًا بأن الدكتورة نيفين القباج تدرس تطبيق آلية تبحث كل الحالات التي تحتاج إلى مساعدات على مستوى الجمهورية، وعمل بحث حالة لهم، حتى لا يترك الأمر للمتاجرة ببعض تلك الحالات على السوشيال ميديا أو عدم ترك مساحة لغير المستحقين للحصول على ما لا يحق له.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة