الشيخ الدكتور. عبدالحميد الأطرش والدكتور. على عبد الراضى
الشيخ الدكتور. عبدالحميد الأطرش والدكتور. على عبد الراضى


علماء دين: السلبية آفة خطيرة تعطل الإصلاح وتدمر العمل المثمر

سنية عباس- نادية زين العابدين

الخميس، 07 يناير 2021 - 10:41 م

 

تتعدد أهمية الإيجابية في المجتمع حيث تساهم بشكل كبير في تخطي الأزمات والنجاة من الهلاك، حيث إن نهضة الشعوب تقوم على الإيجابية ونشر الأفكار الطموحة.

و"في عامنا الميلادي الجديد ما أحوجنا إلى أناس إيجابيين، فالإيجابية أهم وسيلة للتطوير وتخطي الأزمات والنجاة من الهلاك، وقال تعالى: (وما كان ربك ليهلك القرى بظلم وأهلها مصلحون)".

أما السلبية فهي تقاعس عن نداءات الواجب وآفة خطيرة عندما تصيب الفرد والمجتمع تعطل الإصلاح وتدمر كل عمل مثمر، وفي السطور التالية نلقي الضوء على صفات الشخصية الإيجابية والسلبية ليكتشف كل منا نفسه فيتسلح بالإيجابية لمواجهة كل ما هو هدام ويسعى بقوة إلى كل ما هو بناء، فالإيجابي يزيد في هذه الدنيا أما السلبي فهو زائد عليها.

يقول الشيخ د.عبدالحميد الأطرش رئيس لجنة الفتوى الأسبق بالأزهر الشريف: "استقبلنا عامًا ميلاديًا جديدًا بالتوبة النصوح والرجوع إلى الله، والنية السليمة والتفاؤل راجين من الله خيره ونستعيذ بالله من شره ونعاهد الله أن نكون إيجابيين لا سلبيين، وقد فرق الإسلام بين الإنسان السلبى والإيجابي في قوله تعالى (وضرب الله مثلا رجلين أحدهما أبكم لا يقدر على شىء وهو كَلٌّ على مولاه أينما يوجهه لا يأت بخير هل يستوى هو ومن يأمر بالعدل وهو على صراط مستقيم)".

وأكمل: "السلبي لا يأتي بخير أما الإيجابي فيأمر بالعدل ومن صفاته الإيجابية أنه منتج في المجالات كافة حسب إمكاناته، منفتح على الحياة ومع الناس وفقًا لطبيعة العلاقة معهم، يوازن بين الحقوق والواجبات، يتعامل مع الأحداث بحذر ولا يتعجل الأحكام، وفي زمن الفتن يمسك زمام نفسه ويلجم لسانه عن الشائعة ويتحرى الصدق".

ويتأمل حكمة الله فيما قدره على عباده لحكمة يعلمها سبحانه فلا تقعده المصيبة والهموم عن العمل، ذو همة عالية وهدفه الجنة فيصنع الأحداث ولا تصنعه الأحداث ولا ينتظر من يقول له افعل أو لا تفعل، يصفح ويتسامح مع بنى البشر جميعا لإيمانه أنه يحاسب يوم القيامة فردا قال تعالى:(وكلهم آتيه يوم القيامة فردًا).

ويضيف: "نهضة الشعوب تقوم على الإيجابية بأفراد مميزين بالإيمان والتقوى والأفكار الطموحة والإرادة القوية، ومهما اختلف الناس في تحديد مفهوم الإيجابية فهناك مفهوم من الوحي تم إجماله في قوله تعالى:(والعصر إن الإنسان لفى خسر إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر)، فقد بينت السورة أن الإنسان محكوم عليه بالخسار إلا من اتصف بسمات الشخصية الإيجابية وهى الإيمان بما أمر الله والعمل الصالح المتعلق بحق الله وحق العباد، والتواصى بالحق والحث عليه، والتواصى بالصبر على طاعة الله وعن معصيته.

وأضاف عبدالحميد الأطرش: "تكتمل معاني الإيجابية حين يحقق المؤمن فى حياته قول الله تعالى: (قل إن صلاتي ونسكى ومحياى ومماتى لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين)، ويتأسى بإيجابية الرسول صلى الله عليه وسلم فكان نفع الناس ملازما له حتى قبل البعثة فيصل الرحم ويكسو المعدوم ويقرى الضيف، ولا ننسى الحديث الشريف: ( كل معروف صدقة ) فكل إنسان لديه الكثير مما يقدمه للناس وقد حض الرسول صلى الله عليه وسلم على الاختلاط بهم وحضور مجالس الذكر وزيارة المريض وحضور الجنائز ومواساة المحتاج وإرشاد الضال".

أما عن صفات الشخص السلبي، فيقول الدكتور علي عبد الراضي استشارى العلاج والتأهيل النفسي: "هو شخص يُكسل عن أداء الفرائض والطاعات، يغلب على سلوكياته الكذب والغش، وهو دائم القلق ونظرته للحياة سوداوية تشاؤمية وليس له هدف أو تخطيط لحياته، وبالتالي تجده يحرص على نشر الأخبار السيئة ويرفض التغيير والتعديل، وهواعتمادي جدًا على الآخرين ولذا تجد قراراته متذبذبة بحجة أن له نظرة أو رؤية وهذا غير صحيح، هذا بالإضافة إلى أنه يمتلك قدرة على تشويه الصور الجميلة بالنقد الهدام، ولذلك يجب الابتعاد عن التعامل مع هذه الشخصية بقدر الإمكان إذا كان من الأصحاب، أما اذا كان من المقربين ولا تستطيع الابتعاد فعليك مد يد المساعدة له بمشاركته في الأحداث اليومية وتجاهل التعليقات السلبية له وتحفيزه على المشاركة في الأنشطة الجماعية وتصحيح المفاهيم الخاطئة عنده بالرفق واللين".

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة