أسواق عشوائية على أعتاب المصالح الحكومية
أسواق عشوائية على أعتاب المصالح الحكومية


أسواق عشوائية على أعتاب المصالح الحكومية.. صور‎

رانيا عبدالكريم

الجمعة، 08 يناير 2021 - 12:15 م


◄ مصطفى لبيب: سمك وخضار وكمامات.. كله على أعتاب المصالح والهيئات
◄ أحد الباعة: بدل ما نسرق أو نشحت.. وآخر:  الظروف صعبة وبنجرى على لقمة العيش
◄  محاسب: تشويه للمظهر الحضارى.. وإعاقة لحركة المارة والمرور
◄  رئيس حى الدقى: قمنا بتعيين ثلاث نقط ارتكاز دائمة لضمان عدم عودتهم بعد الحملة.. ووفرنا بديلاً فى شارع الشركات

انتشار الباعة الجائلين فى كل مكان أزمة حقيقية تعيق حركة المارة والمرور، وتسبب حالة من الفوضى والزحام، ورغم محاولات الأحياء والجهات المختصة للقضاء على الظاهرة، إلا أنها تأبى الاندثار، ويبقى الأمر عالقاً ما بين سعى هؤلاء الباعة على لقمة العيش، ومحاولات المسؤولين للحفاظ على المظهر الحضاري للشوارع.وبات هؤلاء الباعة يؤسسون لأنفسهم أسواقا متنقلة ، حيث يتردد مئات المواطنين يومياً علي الخدمات والهيئات الحكومية ، ليتنافس الباعة لعرض بضائعهم بطرق عشوائية علي المارة باعتبار أسوار المصالح والوزارات مقراً مربحاً  للبيع والشراء.


فى منطقة العتبة يوجد العديد من المصالح الحكومية منها التأمينات والمعاشات والبريد وغيرها، لذا تجد الباعة منتشرون بصورة كبيرة، تسد مداخل أغلب العمائر والهيئات، وبمجرد أن تقترب من الشارع المؤدي للبريد تقتحم أنفك رائحة (ظفارة)، وبدخول الشارع تجد أمامك بائع سمك افترش الشارع تقريباً بأنواع واشكال مختلفة من الأسماك، ويتردد عليه الزبائن من موظفين وجمهور.


أما أمام مقر المعاشات تجد الباعة يفترشون الشارع بمختلف البضائع من خضار مجهز للاستعمال، وأقمشة، ومنتجات غذائية مختلفة، بالإضافة إلى باعة الكمامات الذين باتو يتواجدون فى كل متر حولنا، وغيرها من المنتجات والبضائع التى قد تكون معلومة أو غالبا مجهولة المصدر، إلا أن زبائنها اعتادوا عليها.

اقرأ أيضا| «غرامات كورونا و الثانوية العامة».. الحكومة ترصد 8 شائعات مع بداية عام 2021

وفى شارع وزارة الزراعة بالدقى انتشر الباعة بطول الشارع، عارضين مالديهم من سلع ومنتجات، وخاصة السلع الزراعية أو التى لها علاقة بها، من مخللات ومنتجات عسل وتمور وغيرها، بالإضافة إلى العديد من المنتجات الأخرى ، الأمر الذي يجعل الشارع وخاصة وقت خروج الموظفين فى حالة يرثى لها من شدة الزحام، الأمر الذي يضاعف الخطر خاصة فى ظل انتشار كورونا.


تحدثنا مع أحد هؤلاء الباعة عن إعاقته لحركة الشارع وتسببهم فى التزاحم، فبادر « مش كده أحسن ما أمد ايدى علشان أسرق ولا أشحت، وكمان هو إحنا لاقينا شغلانة تانية وقولنا لأ»، منوهاً أنه يقوم بعرض ما لديه من منتجات على ظهر سيارته الخاصة، وفى نهاية اليوم يعيد تحميلها فى السيارة مرة أخرى.


وأضاف بائع آخر بمنطقة العتبة أنه اختار هذا المكان نظرا لتردد المئات بل والآلاف عليه يومياً من العاملين بالهيئات الحكومية والمواطنين الباحثين عن خدماتهم، الأمر الذي يجعل حركة البيع والشراء يسيره، متابعاً «الظروف صعبة، ولازم نجرى على لقمة العيش، وكمان احنا بنوفر على الموظفين أنهم يروحو الأسواق».


وفى منطقة الدقي قال مصطفى محمود محاسب إنهم يعانوا كثيراً من انتشار الباعة على أسوار المبانى الخاصة بهم، ويسببوا الكثير من المشاكل للموظفين فى الدخول والخروج، ويعيقوا حركة المارة والشارع، بالإضافة إلى أصواتهم المرتفعة خاصة فى المشاجرات التى تحدث بينهم يومياً، متابعاً « هذا بالطبع بخلاف تشويههم المظهر الحضاري للمنطقة التى تعد واحدة من المناطق الراقية.


بينما ترى مي كمال موظفة، أنه رغم ما يسببه هؤلاء الباعة من تشويه للمظهر الحضارى للشارع، وإعاقة لحركة المرور والمارة، إلا أنهم يبحثون عن مصدر رزق، قائلة « وبيوفروا علينا كتير خصوصا أن الست الموظفة وقتها بيبقى ضيق جداً»، متابعة أنه لا يمكن منعهم من الوقوف فى هذه الأماكن بدون إيجاد بدائل لهم، وعمل أسواق فى مناطق قريبة من المناطق التى يعملوا بها حالياً. 


من جانبه أكد اللواء أحمد عبد الفتاح رئيس حي الدقي أنه لا يوجد الآن أى بائع فى محيط وزارة الزراعة وحول مبانيها، قائلاً: «قمنا بعمل حملة يعقبها نقطة ارتكاز دائمة وموجود بها نائب رئيس حى، وهذه النقطة لن تسمح بعودة الباعة ووقوفهم مرة أخرى فى هذه المنطقة، وإن حصل ارتداد نقوم بإعادة الحملة مرة أخرى لرفع الإشغالات». 


وأوضح أنه تم تعيين ثلاث نقط ارتكاز فى المناطق الساخنة على مستوى الحى، أول نقطة فى شارع وزارة الزراعة، ونقطة بمنطقة كوبرى الخشب، وأخرى فى سليمان جوهر، منوهاً أن هذه محاولة من الحى لوقف انتشار الباعة الجائلين فى أماكن تؤثر على حركة الشارع، وحفاظاً على المظهر الحضارى للمكان. 
وتابع عبدالفتاح أنه وفى نفس الوقت تمت مراعاة البُعد الإنسانى، حيث تم توجيه الباعة لشارع الشركات، وهو شارع فرعى من شارع نادى الصيد، فى نفس محيط المنطقة التى اعتادو الوقوف والعمل بها، موضحاً أن هذا الشارع مصرح به من قبل المحافظ للوقوف به كسوق تجارى، ولكن دون الخروج منه، لعدم التسبب فى كثافات مرورية أو أذية الطريق العام، قائلاً: «نحن لا نبحث فقط عن حل الأزمة لنا، ولكن نعمل على مراعاة البُعد الإنسانى لهؤلاء الباعة، ومساعدتهم فى الحفاظ على مصدر رزقهم».

أسواق عشوائية على أعتاب المصالح الحكوميةأسواق عشوائية على أعتاب المصالح الحكومية

أسواق عشوائية على أعتاب المصالح الحكوميةأسواق عشوائية على أعتاب المصالح الحكومية

أسواق عشوائية على أعتاب المصالح الحكوميةأسواق عشوائية على أعتاب المصالح الحكومية

أسواق عشوائية على أعتاب المصالح الحكوميةأسواق عشوائية على أعتاب المصالح الحكومية

أسواق عشوائية على أعتاب المصالح الحكوميةأسواق عشوائية على أعتاب المصالح الحكومية

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة