صورة من اقتحام الكونجرس بواسطة المتظاهرين المؤيدين لترامب
صورة من اقتحام الكونجرس بواسطة المتظاهرين المؤيدين لترامب


الحقيقة التي كشفها اقتحام الكونجرس.. أمريكا تخاف أصحاب البشرة السوداء

آية سمير

الجمعة، 08 يناير 2021 - 02:11 م

يعتبر اقتحام مبنى الكونجرس من قِبل عدد من المتظاهرين المسلحين المعروف مسبقًا نيتهم للتظاهر في العاصمة واشنطن أمر يصعب تقبله بالنسبة للسياسيين في أمريكا، خاصة أنه سابقة من نوعها على الشرطة الأمريكية، الذي واجهت مظاهرات السود قبل أشهر بسيطة بالكثير من الحزم.


ففي مايو من العام الماضي أثار مقتل المواطن الأمريكي صاحب البشرة السوداء جورج فلويد غضب الكثيرين في الولايات المتحدة، وتبعه موجه من المظاهرات وأعمال العنف المناهضة «للعنصرية وسيادة أصحاب البشرة البيضاء» والتي أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وقتها ارتباطها بعدد من الجماعات الداعمة للعنف، ووصفهم بـ«مثيري الشغب»، كما واجهتهم الشرطة في ذلك الوقت بالكثير من الحراسات والأسلحة.


ومقارنة بمشهد الاقتحام الذي نقلته وسائل الإعلام مساء الأربعاء 6 يناير، وصف الكثيرين شرطة أمريكا بأنها «مزدوجة المعايير»، ومن بينهم الرئيس المنتخب، جو بايدن.

اقرأ أيضًا: عاجل| بايدن: ترامب ليس فوق القانون.. ومن هاجموا الكونجرس «غوغاء»


ففي خطابه، الخميس 7 يناير، قال بايدن: «كلنا نعلم إنه في حالة كان المتظاهرين من جماعة حياة السود مهمة، لكان الأمن تعامل مع الوضع بطريقة مختلفة تمامًا..نعلم جميعًا أن هذا الأمر حقيقي.»


وتابع: «ما حدث لم يكن فقط فشل في حماية أحد أهم رموز الديمقراطية في أمريكا، بل فشل في تطبيق العدالة بشكل متساوي بين الجميع»
كما قالت الناشطة الأمريكية في جماعة black lives matter، باتريس كولورس إنها «منزعجة بشدة مما رأته يوم الأربعاء 6 يناير».


وأضافت في تصريحات لشبكة «سي إن إن» الأمريكية: «لقد سمحنا للعنف العنصري بالسيطرة على هذا البلد. أنا منزعجة ازدواجية المعايير. لقد أمضيت 20 عامًا من عمري كمتظاهرة، ولدي خبرة في طرق تعامل الجيش والحرس الوطني والشرطة العسكرية.»

اقرأ أيضًا: سيناريوهات العزل أو البقاء.. طريق الإطاحة بترامب يبدأ من «المادة 25»


وأضافت: «الرصاص المطاطي والغاز المسيل للدموع كان يستخدم في الاحتجاجات السلمية المناهضة للظلم العنصري والنضال من أجل حياة السود.لكن مشاهدة رجال أصحاب بشرة بيضاء يقتحمون مبنى الكابيتول الأمريكي دون أي عواقب أو مساءلة كان أمرًا صادمًا. يجب أن نكون صريحين مع أنفسنا حول من يتمتعون بالحماية الحقيقية في هذا البلد.»

نموذج مثالي للصورة النمطية 

وفي تصريحات لبوابة أخبار اليوم، قالت كاثرين دن تينباس، زميل معهد بروكينجز، ومركز ميلر للدراسات التابع لجامعة فيرجينيا، إن الصورة تبدو بالفعل كما تبدو عليه الصورة النمطية للعنصرية في الولايات المتحدة.


فقد قام عدد من الرجل أصحاب البشرة البيضاء، الداعمين للاتجاه اليميني والرئيس ترامب باقتحام مبنى الكونجرس دون الكثير من المقاومة من جانب رجال الشرطة، مقابل مظاهرات سليمة للمناهضين للعنصرية والتي قوبلت بالكثير من العنف، هذا أمر واضح، «فمن الصعب إنكار أن ما حدث عنصرية بالفعل».


ولفتت كاثرين إلى وجود الكثير من التحليلات الحالية في صفوف السياسيين الأمريكيين الذين يقول بعضهم «أن الأمن يمكن أن يكون سمح طواعية للمتظاهرين بالعبور، لكني لا أعتقد أن ذلك حقيقي».


وأدانت كاثرين دن تينباس سلوك الرئيس الأمريكي وتحريضه بشكل واضح على العنف، لافته إلى انه في حال كانت لديه نية بالفعل للترشح مرة أخرى لانتخابات 2024، «فأنا أعتقد أن أحداث اقتحام الكونجرس كانت المسمار الأخير في نعشه السياسي» إلى جانب مظاهرات السود والعنصرية وسياسته في مواجهة فيروس كورونا.


وعبرت كاثرين عن استيائها من أن ما حدث سيكون له تأثير سلبي على صورة الولايات المتحدة الخارجية، والمعروف عنها دعمها للديمقراطية والعدالة وحرية التعبير» وهو أمر عبرت عن حزنها الشديد لأجله، قائلة: «أعتقد أننا يمكننا علاج هذا الأمر خلال الأيام القادمة..وأتمنى ذلك».


كانت واشنطن شهدت عدد من الأحداث غير المسبوقة في البلاد من قبل نتيجة لرفض الرئيس ترامب لنتائج الانتخابات وإصراره على أنها كانت مزورة، الأمر الذي دفع أنصار لتنظيم مظاهرات عنيفة انتهت باقتحام مبنى الكابيتول خلال الجلسة المتوقعة لتصديق على نتائج الانتخابات الرئاسية.


ومن المتوقع أن يؤدي بايدن اليمين الدستوري يوم 20 يناير القادم، ليبدأ وإدارته حكم الولايات المتحدة لمدة أربعة سنوات قادمة.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة