زينب عفيفى
زينب عفيفى


بينى وبينك

شجرة الأمنيات

بوابة أخبار اليوم

الجمعة، 08 يناير 2021 - 04:30 م

زينب‭ ‬عفيفى

حين تلفنا الأحزان، وتضيق علينا الأماكن، نلجأ إلى عالم الأساطير والخيال، كى نلقى بكل مخاوفنا وأحزاننا فى فضائه الواسع، نصنع فيه الأحلام والأمنيات، ففى هذا العالم الخرافى نسجت الحكايات واتسعت الأمنيات، قصص وأفلام للأطفال، وخيال الكبار الذى أجهده الواقع، من أكثر القصص الخرافية تداولا قصة ∩ شجرة الأمنيات∪، تلك الشجرة التى صنعتها دول كثيرة كى تعلق عليها أمنياتها كل عام، حتى صارت مقصدا سياحيا فى كثير من البلدان.  من أحدث الحكايات حول شجرة الأمنيات إنتاج فيلم سينمائى للأطفال عرض فى 2020، تدور قصته عن مدينة الاحلام الجميلة والشجرة التى تحقق كل الامنيات؛ ولكن فى يوم يتم غزو مدينتهم من قبل الاشرار وتحويل كل شيء الى دمار وسلب لشجرة الامنيات؛ وهنا يتحد الاصدقاء لاستعادة شجرة الامنيات. هذه الشجرة انتقلت فى بيوت كثيرة للمقبلين على الزواج حيث تصنع العروس شجرة أوراقها فارغة تضعها أمام قاعة الاحتفالات، وكل مدعوللحفل يكتب على كل ورقة أمنية للعروسين، وفى مدينة ∩لام تسوين∪ فى هونغ كونغ، توجد أقدم شجرة للأمنيات التى يزورها الآلاف من السكان المحليين ومن السيّاح، لطلب أمنياتهم، حيث يقومون بتدوين كل رغباتهم على رأس ورقة، ويتم قذفها إلى أعلى أغصان الشجرة. كما يحاولون القفز لتصل إلى نقطة أعلى وذلك لاعتقادهم أن احتمال تحقيق الأمنية يكمن فى مدى علو الغصن.

ونحن في بداية عام جديد، نحمل فى قلوبنا كل الخير والتفاؤل والثقة فى الله أن يزيح هذا الوباء اللعين، الذى هدد أمن أرواحنا؛ وهويتحور ويتغير ويتلون فى معامل العلماء، مما يزيد من حيرتهم فى مواجهته، وأصبح العالم كله باختلاف أمنياته له أمنية واحدة  معلقة فى القلب ، بأن يزول هذا الوباء أويضعف ويذهب بلا عودة، وترجع أشجار الأمنيات تورق بالأمنيات التى تاهت فى خضم الخوف من هذا العدو، ويبقى اليقين بالله هو أولى امنياتنا، التى لا تحتاج إلى أشجار وإنما تحتاج إلى قلوب صافية تثق فى قدرة الله على إزاحة هذا الكابوس. 


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة