أثناء تأدية امتحانات محو الأمية
أثناء تأدية امتحانات محو الأمية


مصر بلا أمية.. الدولة تحمل الطلاب المسئولية

بوابة أخبار اليوم

الجمعة، 08 يناير 2021 - 04:48 م

تحقيق: مصطفى سيد، فارس سامح، رضوى رضا، ندى إيهاب، رنا رضا

◄ رئيس هيئة تعليم الكبار: الأمية وصمة عار على كل متعلم

«مصر خالية من الأمية 2030»، شعار رفعته الدولة المصرية بعد أن وصلت نسبة الأمية في مصر خلال عام  2019 إلي 24.6% من إجمالي عدد السكان وفقاً لإحصائيات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء.

وأعلنت الجامعات تقديم المساعدة بإشراك طلابها في المشروع القومي لمحو الأمية حيث أصدر المجلس الأعلى للجامعات قرارًا بإلزام الكليات النظرية بمحو أمية عددًا من الأفراد تحدده كل كلية على حدا كشرط أساسي للتخرج  ومن هنا بدأ التباين في الآراء بين الطلاب والمسؤلين.

هَنِدْرس.. ولا هَنْدرّس

وأبدى طلاب الفرقة الرابعة قسم الإعلام كلية الآداب عن استيائهم من إلزامية القراربمحو أمية عدد من الأفراد حيث قالوا: «ده مش شغلنا» في ظل ضغوطات مشروع التخرج وعدم مساعدة دكاترة الكلية للطلاب، بالإضافة إلى أن طريقة إيجاد الأٌميين صعبة وغير آمنة في ظل انتشار فيرس كورونا وتعرضهم للابتزاز المادي، وتجاهل حياتهم الاجتماعية فمنهم من يعمل بجانب دراسته.

وتأكيدًا على رأيهم أضاف عدد من طلاب كلية الحقوق بوجود صعوبة في إقناع بعض الأميين بالتعلم.

أشار أحمد يوسف طالب بالفرقة الثالثة بكلية الحقوق جامعة عين شمس، أن هذا المشروع مُجهد ويصعب تنفيذه على الطالب قائلاً: «عشان اتخرج لازم أجيب 3 محو أمية وأعلمهم.. صعب ألاقي 3 أشخاص أميين مستعدين»، بالإضافه أن طلاب حقوق لديهم المحكمة التدريبية وغيره وأن هذا المشروع يقف حائلا بين الطالب وبين شهادة تخرجه.

وبمواحهة الطالب عن التدريبات التي تقوم بها الجامعة لتعليم الأميين قال إنه على وشك التخرج ويريد التفرغ لبدأ حياته العملية، والوقت المخصص لتعليم الأميين من الأفضل استغلاله للبحث عن عمل او تعلّم شئ مناسب لتخصصي.

كما عَبّر طُلاب من الفرقة الرابعة كلية ألسن عن غضبهم من القرار، لأنهم في آخر سنة دراسية والوقت لا يسمح بذلك، ولا يُمكن أن يتوقف تخرجهم على ذلك المشروع الذي تم فرضه إجباريًا بشكل مفاجئ، وهم غير مؤهلين لذلك ومن الصعب تحمُل مسؤلية الأميين حتى دخولهم الأمتحان ونجاحهم.

وانتقالًا لكلية التجارة، قال مصطفى هاني طالب بالفرقة الرابعة كلية تجارة عين شمس أن المشروع غير مناسب لطلبة الفرقة الرابعة، لأنهم أمامهم 5 شهور على التخرج، والترم الأول على وشك الإنتهاء، فمن الصعب تطبيق مشروع محو الأمية عليهم، مقارنة بطلبة الفرقة الأولى أو الثانية فالوقت يسمح لهم بذلك، ونظرًا لأزمة كورونا فذلك سيُعرض الطلاب لخطر الأصابة بالمرض؛ وحتى طريقة إيجاد الأميين المستعدين للتعلُم صعبة.

وعبّر مايكل يُسري، طالب بالفرقة الرابعة في كلية التجارة قسم اللغة الإنجليزية، جامعة عين شمس، عن رأيه فى مشروع  محو الأمية، بأنهُ مشروع مُهم للمجتمع والطلاب، ولكن كان يجب أولًا أن نكون مؤهلين لهذا المشروع من خلال التدريبات وكيفية التعامل مع الأميين.

وعندما عَلِمَ الطالب بوجود تدريبات تتم في معظم الكليات المُطبق عليها المشروع قال: «كلية تربية أولى.. وهيقوموا بالمشروع أحسن من طلبة تجارة»، بالإضافة إلى أنهُ لا يوجد وقت لدينا بسبب مشاريع سنة التخرج، والأبحاث المطلوبة من الطلبة فضلًا عن صعوبة إيجاد المتطوعين والأميين في ظل جائحة كورونا.

أما عن طلاب كليات التربية بمختلف الجامعات توحدت آرائهم حول ضيق الوقت نظرًا لكثرة أبحاث الكلية والتكليفات والمقررات الدراسية، كما أضافوا أنهم يتدربون على طرق التدريس للأطفال والمراهقين وليس كبار السن، وأن فرق السن والمعاملة ونسبة الاستيعاب لدى كِبار السن وتقبلهم للموضوع تقف عقبة أمامهم ويزيد الموضوع صعوبة.

وقالت مونيكا عادل، طالبة بالفرقة الثالثة كلية التربية جامعة الإسكندرية إن المشروع مُهم للدولة وبالأخص لمدينة الإسكندرية بسبب وجود ما يقرب من 20% من المحافظة أميين، والموضوع يؤثر على الدولة من جميع الجوانب سواء الاجتماعية أو الأقتصادية، والمشروع مُناسب للطلاب ولكنه لا يجب أن يكون مُرتبط بشهادة التخرج.

وأضافت أن المشروع مُدته قليلة، والأغلب من يقبل بالموضوع يكون سنة فوق الـ40 عام ويكون تعليمه صعب، وأغلب الأميين يكونون في المناطق العشوائية ومن الخطر وجود الطلاب وبالأخص البنات في تلك المناطق، وكذلك في بعض الأحيان نجد الأميين يقابلون الطالب بإستهانة وإهمال ومنهم من يطلب أموال لدخول الإمتحان.

بينما طالبة بالفرقة الرابعة كلية تربية جامعة عين شمس، بعد أن أعلنت الجامعة عن عدم وجود سن معين كحد أقصى للأمي، وتقدمت الطالبة لتعليم شخص يبلُغ من العمر 65 عام، ولكن رفضه مكتب محو الأمية، واستبدلته بآخر، ووقت الإمتحان وجهتها الكلية لامتحان الأشخاص بالإدارة الأقرب لها، ولكن هُناك رفضوا وتم تحويلها إلى مكتب محو الأمية، ووقت استلامها للشهادة من الإدارة تم إعادة الامتحان مرة أخرى، وحتى الآن لم تستلم المكافأة المالية من الكلية رغم نجاح الأميين.

وأخرى أكدت على كلامها وأضافت أن الكلية لم تساعدهم ولم توفر لهم أماكن للتدريس، وقد واجهت مشكلة وقت الامتحان وهو رفض بعض الأميين المفاجئ للحضور.

وعلى الجانب الآخرعبرت مارينا مدحت طالبة بالفرقة الثالثة كلية التربية جامعة حلوان، التي انتهت من أداء دورها في المشروع القومي لمحو الأمية، بمحو أمية شخصين، عن إعجابها بالتجربة وإنها استفادت منها الكثير على المستوى الشخصي، وأنها تحتاج فقط مجهود وصبر ونفس طويل ومراعاة الفروق العمرية واختلاف مستويات التفكير.

وقام بمساعدتها المسؤول عن وحدات محو الأمية بالكلية بتوفير الأشخاص والمكان الذي ستقوم بتعليمهم به، وتم الإتفاق مع جمعية بمنطقة حلوان تسعى لتعليم الأميين وقاموا بتوفير لها «غرفة» مُجهزة للتدريس. 

وتحدثت عن الصعوبات وهى صعوبة توصيل المعلومة خاصة في مادة اللغة العربية، وضيق الوقت وبُعد المسافة عن منزلها.

واقترح بعض الطلاب، أنه بالنسبة لطلاب قسم الإعلام، أن يكونوا مسؤليين عن حملات التوعية للمبادرة والإعلان عنها بدلا من المشاركة في عملية التدريس.

ـ ومن الممكن أن يُطبق كمشروع تخرج لطلاب كلية التربية لأنه مناسب لتخصصهم أكثر من أي كلية أخرى.

ـ الأفضل تطبيقه من أول الفرقة الأولى منذ دخولهم الجامعة لإتاحة الوقت بالنسبة لهم، وليس الفرقة الرابعة التي إقترب تخرجهُم.

اختلفت الأسباب.. والنتيجة واحدة

عبَر «م.ح» 55 عاماً عن رأيه في المشروع بأنه لم يكن في أولوياته ولم يهتم بالحصول على شهادة محو الأمية، خاصة أنه يجد صعوبة في التعلم بعد تقدمه في العمر، وعلى الرغم من ذلك فقد وافق على المشاركة في المبادرة لمساعدة أحد أقاربه للحصول على شهادة التخرج.

وعلى الجانب الآخر، كان رأي «س.ن» 65 عاماً يعمل ميكانيكي، بأنه يريد الحصول على شهادة محو الأمية لكي يستخرج رخصة القيادة، بالإضافة إلي معرفة قراءة الأخبار والتواصل مع أحفاده من خلال مواقع التواصل الاجتماعي هو أكبر أهدافه.

المشروع قانوني 100%

أثار الطلاب جدلاً واسعاً حول دستورية القرار وهل هو قانوني أم لا؟، و بخصوص هذا الشأن صرح أ.د سامي هاشم رئيس لجنة التعليم بالبرلمان الأسبق، بأن القرار يتماشى مع الدستور، وأن هناك مستشار قانوني للمجلس الأعلى للجامعات على علم بالقانون والتشريعات جيداً لذلك هذا القرار ليس عبثاً.

واجب وطني بالقانون

نص القانون رقم 8/ لسنة1991 على إنشاء الهيئة العامة لتعليم الكبار، وتنص المادة الأولى منه على أن محو الأمية واجب وطني تشترك فيه قطاعات الدولة، هذا ما ذكره الدكتورعاشور أحمد عمري رئيس هيئة تعليم الكبار الدولة.

وأضاف أن الجامعات كان إنجازها ضعيف تجاه محو الأمية لأنه كان عمل تطوعي وتحتل مرتبة متأخرة، لكن عند إلزامه إجباريا على الطلاب شاركت 21 جامعة في المشروع القومي لمحو الأمية وأحتلت المرتبة الأولى .

على سبيل المثال، «لو سبنا الخدمة العسكرية تطوعية محدش هيدخل» لذلك تم تطبيقه إجباريا للحفاظ على الأمن القومي لمصر وحدودها، ويتم تحت خطة إستراتيجة، وضعتها الدولة للتقليل من نسبة الأمية في مصر، فتم فرض إجباريا على الكليات النظرية، والأمر متروك للجامعات في تحديد عدد الأميين وتطبيقه على الكليات العملية، فجامعة دمياط حددت 4 أميين، بينما جامعة المنيا والزقازيق والمنوفية حددت 8 أفراد بسبب إنتشار نسبة الأمية في هذه المحافظات .

ومشروع محو الأمية لن يستمر طويلًا، فسينتهي عندما تصل مصر إلى الصفر الإفتراضي «أقل من 7%» وتُعلن مصر خالية من الأمية.

«الأمية وصمة عار على كل متعلم» هكذا أنهى الدكتور «عاشور» كلامه ليبين أهمية المشروع وشبه كل من ساهم في المبادرة بمن شارك في حرب أكتوبر، وكل من ساعد فرد بقراءة آيه من المصحف أو الإنجيل  يجب عليه أن يفتخر بعمله، فمحو الأمية استثمار مع الله.

البداية في الكليات النظرية

صرح إسلام السعيد مدير مركز تعليم الكبار بجامعة عين شمس، بأنه أول مركز لتعليم الكبار على مستوى الجامعات المصرية، حيث أٌنشىء في عام 2001 لتحقيق الدور المجتمعي للجامعة، والتي منها تدريب الطلاب للتعامل مع الأميين وكيفية التدريس وجذب الأميين للتعلم.

ولمواجهة هذه المشكلة تم تشكيل اللجنة التنسيقية  لمحو الأمية والتي تضم نائب رئيس الجامعة لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، ووكلاء الكليات السبع «آداب، حقوق، ألسن، تربية نوعية، كلية البنات، كلية تربية وتجارة»، مدير مركز تعليم الكبار، والأمين المساعد لشئون خدمة المجتمع، وأثناء هذه الإجتماعات تم إتخاذ القرار بتكليف طلاب تلك الكليات بمحو أمية من فرد إلى أربعة أفراد خلال الفترة الدراسية.

فريق التحقيق مع إسلام السعيد

ويعتبر مركز تعليم الكبار المنسق العام لهذا المشروع على مستوى جامعة عين شمس، كما يعد همزة الوصل بين الجامعة وهيئة تعليم الكبار، وجراء هذه الإجتماعات تم الإقتراح بإنشاء وحدة لمحو الأمية داخل كل كلية لسهولة التعامل مع الطلاب والرد على أسئلتهم ويكون لكل وحدة منسق عام يخاطب الطلبة والأساتذة الجامعيين وأعضاء هيئة التدريس.

وعقب «السعيد» على الثورة والإعتراضات التي تقوم بها بعض الطلاب وخاصة قسم إعلام بحجة مشاريع التخرج، بأن طالب الكليات النظرية أيضًا لديه مشاريع وكمية هائلة من الأبحاث، وأن تعميم القرار على هذه الكليات السبع هي خطوة أولى وسيتم التعميم على باقي الكليات في المراحل القادمة.

وأضاف أنه كان يجب مواجهة هذا الفكر بفكر أيضًا، فبدأنا بالعمل على الجانب التحفيزي للطلاب حيث تُقدم الهيئة العامة لتعليم الكبار 250 جنيهًا لكل طالب مقابل نجاح كل أمي، بالإضافة إلى 50 جنيهًا مُقدمة من جامعة عين شمس، وإذا قام الطالب بمحو أمية أكثر من أربعة أفراد يُعفى من المصاريف الدراسية في العام المقبل، ودورة مقدمة مجانًا بالكامل من مركز تعليم الكبار في ريادة الأعمال، كما قمنا بعرض نماذج مضيئة من الطلبة لزملائهم، فيوجد طلاب فتحت فصول بها 30 و40 شخص مما عمل على تحفيزهم.

«القرار ليس عملًا شيطانيًا» بهذه الجملة واجه مدير مركز تعليم الكبار اعتراض الطلبة على تفعيل القرار بجامعة عين شمس فقط، موضحًا أن القرار ليس حكرعلى الجامعة فقط، فيوجد عدد من الجامعات تعمل على هذا المشروع من قبل، بالإضافة إلى وجود لجنة منبثقة من المجلس الأعلى للجامعات وهي اللجنة العليا لمحو الأمية التي يرأسها الدكتور هلال الشربيني وزير التربية والتعليم السابق، وتكون وظيفتها محاسبة الجامعات على الدورالذي تقوم به في هذا المجال.

وفي ظل جائحة فيرس كورونا العالم كله توقف، بينما لم يقف المركز مكتوف الأيدي أمام هذه الجائحة، وقمنا بإنشاء قناة عاليوتيوب بها شرح مفصل للطالب بداية من كيفية تقديم الأوراق حتى تعليم الأميين القراءة والكتابة والحساب، ولذلك قمنا بإعداد دورة للمدربين حتى يكون لديهم القدرة على التفاعل مع التكنولوجيا.

وبخصوص تعليم الطلاب، يوجد محاضرات بمبنى المركز، أو في أي قاعة من قاعات الكليات المختلفة لتعليم الطلاب كيفية التعامل مع الأميين، فالتعامل بمنهج محدد مع الأميين سيجعلهم يمتنعوا عن القدوم، فيجب مشاركة الأمي في تحديد منهجه ومراعاة الفروق الفردية للأشخاص وكذلك الأهداف التى تجعل الأميين يتعلموا.

كما كشف «السعيد» عن وجود أكثر من 10 آلاف فصل مفتوح على مستوي جامعة عين شمس وكان نصيب الأسد لكلية الآداب، كلية البنات وكلية التربية، وحصلت الجامعة في دورة إبريل على المركز الرابع على مستوى الجامعات.

محو الأمية صدقة

دخلت كلية الآداب في منافسة مع باقي الكليات من أجل المساهمة بمحو أمية أكبر عدد من الأفراد، وقال الدكتور مصطفى مرتضى عميد كلية الآداب بأن مبادرة محو الأمية مشروع قومي وكانت هناك رغبة من الجامعات للمشاركة، وتم الإتفاق على أن يمحي الطالب عددًا من الأميين، ويقدم مايفيد بإنجاز مهمته من أجل الحصول على شهادة التخرج.

أثناء الحوار مع مصطفى مرتضى

وأضاف بأن الكلية على تواصل دائم مع هيئة تعليم الكبار بالجامعة ونائب رئيس الجامعة لشئون البيئة وهم الجهات المسؤلة عن المشروع من أجل تذليل العقبات للطلاب.

 

وتابع: «نحن لدينا أمية أبجدية ولازلنا نُعلم الحروف والكلمات، وهذا المشروع يعود بفائدة على المجتمع بأكمله، وكلما قلَّت نسبة الأمية كلما زادت التنمية في المجتمع، والطلاب تساعد الدولة وتقوم بمشروعات لها علاقة بالخدمة المجتمعية».

أما عن اعتراضات الطلاب بسبب المخاطرة بحياتهم في ظل أزمة كورونا، نصحهم عميد الكلية بأخذ الإحتياطات الكاملة، وإتباع الإجراءات الإحترازية، ومثلك مثل الدكتور فهو يدخل قاعة كبيرة ومليئة بالطلاب.

يعد الأمي بسبب عدم قراءاته لحملات تنظيم الأسرة أحد أسباب الزيادة السكانية، ومن أجل ذلك نريد تعليمهم القراءة والكتابة والحد الأدنى من الحساب، وجامعة عين شمس ليست أقل من باقي الجامعات ونريد الصعود في التصنيف إلى مراكز متقدمة.

أضاف عميد كلية الآداب أن المساهمة في تعليم شخص عمل عظيم وثوابه كبير بصرف النظرعن العمل تطوعي أم إلزامي، إماطة الأذى عن الطريق عمل تطوعي، مساعدة زملائك عمل تطوعي، التطوع لا يقف عند حد معين، ونحن وضعنا الطلاب على الطريق فقط ، وإستشهد بأول أية نزلت في القرءان الكريم «إقرأ».

من العمى إلى بصيص من النور

أكد الدكتور محمد قاسم المنسق العام لوحدة محو الأمية  بكلية الآداب جامعة عين شمس، على أهمية دور الوحدة في الجامعة للإجابة على إستفسارات الطلبة، أما عن هدف المبادرة؛ توصيل الأميين إلى مكان ومستوى عالي في حياتهم، أي أن يُكمل الإعدادية والثانوية لكي يصل للجامعة من أوسع الأبواب.

في البداية بدأ التسجيل بالمبادرة في شهر مارس الماضي ومتاح حتى الآن بالوحدة من التاسعة صباحًا حتى الواحدة والنصف ظهرًا، كما ذكر شروط مشاركة الأمي في المبادرة، أن يكون سنه لا يقل عن  16عام والشرط الإجباري أن يكون لديه بطاقة شخصية، وسيتم التأكد من أن الأمي حاصل على الإبتدائية من ست سنوات أو أكثر أو الإعدادية أم لا، فيتم إرسال رقمه القومي إلى وزارة التربية والتعليم، والكشف عنهُ هل حصل على محو الأمية من قِبل أم لا، أما عن طريقة تسجيل الطالب في المبادرة فسيقدم البطاقة الشخصية وكارنية السنة الدراسية الحالي وإن لم يوجد فـيُمكن تقديم كارنية السنة الماضية أو إيصال المصروفات، وصورة بطاقة الأمي.

فريق التحقيق

وتباينت الأنظمة التي يُسجل بها الطالب، فإذا قام بتعليم الأمي في شهر واحد فهذا يُسمى نظام تنشيطي ولا يحصل على تحفيزات مالية، بينما إذا علَّمَ الأمي في ثلاث شهور فيسمى نظام حر وهُناك مقابل مالي وهو 250 جنيها، وهناك اعتقاد خاطئ لدى الطلاب أنهم عندما يقومون بتأجيل المشروع للسنة الأخيرة سيقل عدد الأميين المراد تعليمهم إلي شخص واحد والحقيقة أن الطالب مُلزم بأن يمحوا أمية فرد واحد كل عام طوال الفترة الدراسية بالجامعة.

ويعتقد طلاب الساعات المعتمدة أن القرار ليس مخصص لهم ولكنه سيطبق عليهم لإعتباراهم طلاب داخل الجامعة، أما بالنسبة إلى الطلاب الذين يعترضون على جروب محو الأمية الخاص بكلية الآداب نقوم بالتواصل معهم لحل المشكلة التي تواجهه لأننا جهة مساعدة لتنفيذ القرار ولسنا مُشرعين القرار وغير قادرين على إلغاء القرار أو التغيير فيه ولكن إذا تمت أي إساءة من طالب في الجروب نقوم بحذفه فورًا.

وتحدث عن مشاكل الطلاب وتعرضهم للمخاطر خلال البحث عن الأميين ومكان تعلمهم، وطمأنهم بأنهم يمكنهم تدريب الأمي في مكان عام كالنادي، أو في دار مناسبات، وقد تقوم وزارة الشباب والرياضة ووزارة التربية والتعليم ووزارة التضامن الإجتماعي بتسهيل الأمور على الطالب بأخذ إذن في النوادي والجمعيات في حين عدم مقدرة الطالب على اختيار مكان مناسب له .

ومن جانب آخر في حين عدم قدرة الطالب على محو أمية شخصًا ما، فنوفر له كتاب لمادة الحساب وايضًا لمادة العربي، نوفر دليل يُساعد الطالب على جمع معلومات المادة التي سيُعلمها للأُمي، بالإضافة إلى نماذج للإمتحان شبيه للامتحان الرئيسي .

وإذا لم يستوعب الطالب كُل هذه التسهيلات السابقة، فيوجد ورشة تدريبية في الكلية مدتها 12 ساعة يومي الجمعة والسبت، لكي لا تتعارض مع أيام الدراسة، والذي يقوم بتدريب الطالب هو مدير مركز تعليم الكبار وكذلك مندوب تعليم الكبار، وإذا لم يستطيع أن يحضر اليومين فهُناك يوم مكثف 8 ساعات.

أما عن الطلاب الذين لديهُم إعاقات حركية أو ذهنية نقوم بإعفائهُم من القرار، وكذلك الذين لديهُم مرض مُزمن «كالضغط العالي، السكر العالي، مشاكل الكهرباء الزيادة في المخ»، وذلك بمقابل تقرير طبي من مستشفى الجامعة، كما نصح بعدم التعامل مع الأميين الذين يطلبون أموال لأنهم يأخذنوها كتجارة، ويقومون بالإبتزاز ولن يأتوا يوم الامتحان وسيبحثون عن شخص آخر ويفضل أن يكون هذا الشخص من دائرة المعارف.

لجان امتحان محو الأمية، فهل ستُقدِّر الطلاب أهمية المسئولية الملقاة على عاتقهم لإعلان مصر خالية من الأمية ؟.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

فريق التحقيق:

التحقيق أحد مشاريع طلاب الفرقة الثالثة كلية الآداب قسم الإعلام ـ شعبة صحافة جامعة عين شمس، عام 2020 تحت إشراف أ/ خلود خالد، أستاذ مساعد بشعبة الصحافة..

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة