قاعة مجلس النواب جاهزة لاستقبال الجلسة الافتتاحية للدورة البرلمانية الجديدة
قاعة مجلس النواب جاهزة لاستقبال الجلسة الافتتاحية للدورة البرلمانية الجديدة


خريطة برلمان 2021.. حزب أغلبية وجبهتان للمعارضة وغموض في موقف المستقلين

محمد الجرزاوي- أحمد ممدوح- إسلام عيسى

الجمعة، 08 يناير 2021 - 06:01 م

شهدت أروقة البرلمان، تحركات واتصالات لتشكيل تكتلات وتحالفات سواء بين الأحزاب وبعضها وبين المستقلين والأحزاب، إلا أن جميع المؤشرات تؤكد أن حزب مستقبل وطن صاحب الأغلبية العددية (315 نائبا) لن يشكل ائتلافات مع أحزاب أخرى وإنما يسعى لضم عدد من المستقلين إلى صفوفه حتى يتمكن من تحقيق أغلبية الثلثين فى التصويت خاصة وأن عددا كبيرا من المستقلين الجدد لديه الرغبة فى ذلك التنسيق مع حزب الأغلبية.

وتظل علاقة مستقبل وطن بأحزاب الشعب الجمهوري وحماة الوطن والحرية المصرى أقرب للتنسيق وخاصة حول الوضوعات التي ستطرح داخل البرلمان.

على الجانب الآخر، يسعى حزب الوفد صاحب المركز الثالث فى مجلس النواب (25 نائبا) فى تشكيل ائتلاف للمعارضة فى مواجهة حزب الأغلبية ويجرى حاليا اتصالات بأحزاب لم يسمها لبحث إمكانية تشكيل هذا التحالف وليكون تحالفا سياسيا يتخذ مواقف تجاه القضايا المشتركة التى ستطرح بالمجلس.

 

فى الوقت نفسه، اقتربت أحزاب الإصلاح والتنمية والمصري الديمقراطي الاجتماعى والعدل وعدد من المستقلين من تشكيل تكتل سياسى للمعارضة ولا تزال المشاورات مستمرة للتوافق حول أهداف ذلك التكتل وتسعى الأحزاب الثلاثة لتعديل لائحة المجلس فيما يتعلق بشروط تأسيس الائتلافات ليسمح لها بتشكيل ائتلاف بـ20 نائبا فقط وليس من 25% من مجموع أعضاء المجلس.

 

أما حزب التجمع، فقد قرر عدم الانضمام لأى تكتلات أو تحالفات سياسية داخل المجلس وكذا حزب الشعب الجمهورى والذى أكدت مصادر أنه سيكون خارج أى ائتلافات سياسية ولن يتعدى الأمر سوى التنسيق مع بعض الأحزاب التى تتشابه فى مواقفها مع مواقف الحزب فيما يسعى نواب تكتل ٢٥ −٣٠ (٣ نواب) فى استمرار التواجد وبدأ أعضاؤه فى إجراء اتصالات بنواب مستقلين ومنتمين لأحزاب معارضة لضمهم للتكتل.

وأكد اللواء فؤاد عرفة النائب الأول لرئيس حزب حماة الوطن، أن الحزب سيرحب بأى ائتلافات أو تكتلات سياسية داخل البرلمان طالما تتفق مع رؤية الحزب الداعمة للدولة فيما أشار د.فريد زهران رئيس الحزب المصرى الديمقراطى الاجتماعى، إلى أن تشكيل ائتلاف مع حزبى العدل والإصلاح والتنمية لايزال قيد البحث والدراسة ويتوقف على مدى امكانية تعديل اللائحة للنزول بالعدد المطلوب من النواب لتشكيل ائتلافات داخل المجلس، موضحا أن تشكيل الأئتلافات سيكون من شأنه إنجاز العمل داخل البرلمان والوصول للنتائج بصورة أفضل وأسرع فيما لفت عبد المنعم إمام عضو مجلس النواب ورئيس حزب العدل إلى أن تعدد الأحزاب داخل المجلس يثرى الحياة السياسية.

 

ويسمح بتنوع الآراء والاختلاف داخل المجلس، وأوضح أن تأسيس تحالف بين أحزاب المعارضة داخل المجلس أمر وارد وهناك مشاورات عديدة لتشكيله بما يساهم فى خلق معارضة هادفة ولابد أن يتم تشكيل ذلك التحالف تحت مظلة قانونية تسمح بها لائحة المجلس.

 

من جانبه، أكد سيد عبد العال رئيس حزب التجمع، أن الحزب سيكون خارج أى تكتلات أو تحالفات سياسية سواء معارضة أو مؤيدة وسيعمل الحزب وفقا لرؤيته داخل البرلمان وقال إن المجلس الجديد لن يكون مجلس الصوت الواحد، لأنه يعكس التنوع والتعددية الحزبية، حيث يمثل فيه 13 حزبا لديهم خبرات عديدة فى المجالات المختلفة.

 

وأوضح عبدالعال، إن المجلس الجديد يعبر عن مدى التوافق الوطنى بين الأحزاب السياسية المختلفة، خاصة أن هناك تمثيلًا متوازنًا وقويًا لجميع الآراء، والجميع يقف على مسافة واحدة من المصلحة العامة للوطن، لذلك ستلعب تركيبة مجلس النواب الجديد، التى وصفها كثيرون من الشخصيات السياسية والحزبية بأنها تركيبة تاريخية، دورًا كبيرًا فى إثراء العمل الحزبى فى المستقبل القريب.

 

وأكد النائب أحمد الشرقاوى عضو تكتل (٢٥−٣٠)، أن التكتل قائم حتى الآن ويضم ٣ نواب ممن فازوا فى الانتخابات من مجلس النواب السابق وهما ضياء الدين داود، وإيهاب منصور، وقال إن أعضاء التكتل بدأوا التواصل مع عدد من النواب المستقلين والمنتمين لأحزاب المعارضة المتوافقين مع سياسات وآراء واتجاهات التكتل سعيا لضمهم، مشددا على أن المعيار الاساسى للانضمام للتكتل التوافق على وثيقته وأهدافه التي أعلنت منذ تشكيله فى مجلس النواب السابق، وأوضح الشرقاوي أن التكتل ليس ضد فكرة تشكيل ائتلاف كبير يضم تحت مظلته نواب المعارضة بل إن تلك الفكرة ستثرى المناقشات داخل المجلس.

 

إلا أن الانضمام لهذا الائتلاف الذى يسعى لتشكيله نواب مستقلون ومن أحزاب المعارضة يتوقف على مدى توافق أهدافه وسياساته مع مواقف وسياسات تكتل (٢٥−٣٠).. مشيرا إلى أن جميع الخيارات داخل التكتل مطروحة ولا يوجد أى مانع للانضمام لإئتلاف معارض يضم بداخله الاتجاهات المعارضة المختلفة داخل البرلمان لكن ذلك مرهون بالأهداف التى سيعلن عنها هذا الائتلاف.

 

مشاورات وتنسيق

 

وأكد النائب مصطفى بكرى، أن تشكيلة مجلس النواب ستكون متوازنة بين حزب مستقبل وطن الذى حصل على أغلبية مقاعد البرلمان وبين عدد من أحزاب معارضة استطاعت الفوز فى الانتخابات ليكون لها تواجد قوى فى المجلس وهو ما يعد نقطة تحول فى الحياة البرلمانية.

وأشار إلى أن تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين ستضع بصمة فى الأداء البرلمانى والتشريعى والرقابى لأنها تضم نخبة من الآراء والتوجهات السياسية المختلفة بعضها محسوب على تيار المعارضة، مما يؤكد أن التشكيلة السياسية داخل البرلمان بوجود حزب أغلبية يقابله عدد من أحزاب المعارضة والمستقلين تؤكد أن المناقشات داخل مجلس النواب ستكون مثمرة مما ينعكس على الدور الرقابى والتشريعي، متوقعا توظيف الأدوات الرقابية التى تستخدمها المعارضة من بينها الاستجوابات بشكل فعال يعطى إثراء للعمل البرلمانى.

خطوة إيجابية

 

وأوضح د.فريدى صفوت البياضى عضو مجلس النواب عن حزب المصرى الديمقراطى الاجتماعى أن تشكيل تحالف بين أحزاب المعارضة أمر محتمل وهو ظاهرة صحية، مضيفا أنه من الطبيعى فى السياسة وفى الأداء البرلمانى أن تكون هناك مساحة من التنسيق والاتفاق دون الإخلال بالمبادئ الأساسية ودون الحياد عن الأهداف المنشودة.

 

وأشار إلى أن تعدد الأحزاب وانتماءها لاتجاهات سياسية متباينة خطوة إيجابية، وأمر محمود فى الحياة السياسية والنيابية، لأن الحياة السياسية تقوم على التعددية الحزبية، مشيرا إلى أن جزءا كبيرا من أسلوب الأداء سيعتمد على طريقة إدارة المجلس، مؤكدا أنه من مصلحة الوطن والمواطن أن يفسح المجال لمناقشة وجهات النظر المتباينة والاستماع إلى الصوت المعارض قبل الصوت المؤيد.

 

معارضة حقيقية

ويرى النائب ضياء الدين داود أن الأداء داخل القاعة سيحدد شكل المعارضة ومدى تفعيل الأدوات الرقابية والأجندات التشريعية التى ستطرح داخل مجلس النواب خاصة مع دخول عدد كبير من النواب الجدد فى مجلس ٢٠٢١، وقال إن إدارة القاعة سيكون عليها عامل رئيسى فى مدى جدية وجود معارضة حقيقية يمكن من خلالها تدافع البرامج السياسية تحت القبة، وأوضح "داود" أن تكتل (٢٥−٣٠) سيسعى بكل تأكيد لضم نواب آخرين ممن يحملون نفس التوجهات والأفكار الخاصة بالتكتل سواء كانوا حزبيين أو مستقلين.

 

إلا أن التكتل ينتظر ما ستسفر عنه المناقشات داخل المجلس فى الأسابيع الأولى والتى ستساهم بشكل كبير فى وضوح الصورة بالنسبة للتوجهات السياسية للنواب خاصة الجدد وعلى هذا الأساس سيتضح شكل المعارضة فى البرلمان.

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة