كرم جبر
كرم جبر


إنهــا مصـــــــر

يناير والمقارنة بين مصر وأمريكا!

كرم جبر

الجمعة، 08 يناير 2021 - 06:05 م

 

المقارنة بين 6 يناير فى أمريكا و25 يناير فى مصر خاطئة، ولكن بينهما دروس مستفادة كثيرة:

 أولاً: لم يبك أحد على نزول الجيش الأمريكى إلى الشوارع، وإعلان حالة الطوارئ وحظر التجوال، فعندما يتعلق الأمر بحياة الشعوب والدفاع عن الدولة، تتراجع كل حجج ومبررات ونظريات الديمقراطية، لأن الفوضى لا تترك للديمقراطية حوائط تبكى عليها.

 الدرس المستفاد هو أن الجيوش الوطنية هى صمام الأمان للدول والشعوب، والدول التى انهارت فى منطقتنا هى التى تفككت جيوشها وحلت محلها ميليشيات وجماعات متحاربة، والدول التى وقفت على أقدامها واستردت مؤسساتها الوطنية هى التى حافظت على جيوشها.

 الآن نستطيع أن نفسر لماذا كان النشطاء والإخوان فى مصر يهتفون ضد الجيش أو ∀العسكر∀، وصولاً إلى كسر ظهر الدولة وعمودها الفقري، وانظروا ماذا يفعل الجيش الأمريكى والجيش الفرنسى فى دول ∀تصدير الديمقراطية∀،عندما يتعلق الأمر بدولهم ومواطنيهم.

 ثانياً: لم تكن أحداث 6 يناير فى امريكا على طريقة ∀انسف كل شيء∀، فظل الكونجرس مجتمعاً رغم اقتحامه واعتمد فوز ∀بايدن∀،ولم يلتفت لمزاعم ∀ترامب∀ الكثيرة بأنها انتخابات أسوأ من الدول المتخلفة، وغير ذلك من الهجوم الذى لم تشهد له أمريكا مثيلاً، أما فى 25 يناير فقد كان المستهدف كل شيء، وأوله هدم الدولة نفسها.

 خط الدفاع الثانى عن الدولة بعد الجيش هو مؤسساتها الوطنية القوية، وفى صدارتها القضاء، ويُشهد للقضاء المصرى أنه كان سداً ضد محاولات الأخونة والاختراق.. وبعده الشرطة الوطنية التى حاولوا المساس بها، وهو درس لا يجب أبداً أن يتكرر بأى صورة من الصور.

 ثالثاً: الشرعية، ولم تختلف مبررات ∀ترامب∀ كثيراً عن ∀مرسي∀، الأول يرى أنه حصل على أغلبية الأصوات بالذراع ومن حقه أن يستمر بالفوضى.. والإخوان ظلوا يرددون أسطوانة الشرعية المشروخة، دون أن يدركوا أن شرعية مصر فوق شرعيتهم، وأن الشعب الذى جاء بهم، هو الذى انتزعهم.

 والدرس المستفاد هو احترام إرادة الشعوب واختيارها، وتحصين ذلك بقوة الجيش والقانون والمؤسسات، حتى لا يتوهم مغامر أن فى مقدوره أن يركب موجات الفوضى وصولاً إلى الحكم.

 رابعاً: أتوقع أن يكون مصير ∀ترامب∀ هو نفس مصير الإخوان، ويواجه مستقبلاً مظلماً أمام القضاء والسلطات الأمريكية، بتهم كثيرة أهمها التحريض على الفوضى والعنف، والمسئولية عن سقوط عدد من القتلى والجرحى، وهز صورة أمريكا وسمعتها أمام المجتمع الدولى.

 أتوقع ألا تتسامح أمريكا أبداً مع مرتكبى أحداث 6 يناير، كما لم تتسامح أبداً مع مفجرى أحداث 11 سبتمبر، مع الفارق فى درجة الخطورة بين الحادثين، ولكن سمعة الدولة الأكبر فى العالم صارت محط سخرية وانتقاد، ولن تتراجع أبداً فى محاسبة من فعلوا ذلك.

 الدرس الأكبر أن الفوضى ليست طريقاً لنيل المطالب، والتحريض لن يقود إلا إلى الهزيمة، ولا يختلف الأمر فى دولة عظمى عن أخرى صغيرة، ولا بين أمريكا ومصر، ولعلهم يراجعون حساباتهم ومواقفهم من دولنا وشعوبنا، ويعلمون أن ∀شبيه هولاكو ∀الذى جلس على مقعد رئيس الكونجرس، هو صورة طبق الاصل من ∀ لابس القناع ∀الذى اقتحم البرلمان المصرى وأحرق متحف التحرير.

 ونقول لهم: استمعوا للأصوات الصادقة فى مؤسسات الدولة المصرية، قبل أن تصدقوا أشخاصاً لا يختلفون كثيراً عمن أثاروا الذعر والفوضى فى واشنطن يوم 6 يناير.

 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة