يسرا اللوزى وابنتها دليلة
يسرا اللوزى وابنتها دليلة


بعد تعرضها للتنمر على مواقع التواصل.. يسرا اللوزي: «دليلة» سر قوتي

نانيس إيمن

الجمعة، 08 يناير 2021 - 06:24 م

أصبحت الفنانة يسرا اللوزى حديث "السوشيال ميديا" خلال الأيام القليلة الماضية بعد تعرضها وابنتها "دليلة" التى تعانى من ضعف السمع لحالة من التنمر من أحد المغردين على مواقع التواصل الاجتماعي، ولم تقابل الإساءة بإساءة كما رفضت اللجوء للقضاء، ولقنت "المتنمر" درسا فى الأخلاق.

وأكدت أن ابنتها جعلتها قوية وليست ضعيفة، وأنها نقطة التحول فى حياتها واهتمامها بحالات الصم والبكم، ومشاركتها فى العديد من المبادرات التى تهتم بهم وتعتبرها مسئولية على عاتقها، وتعلمها للغة الإشارة بعد معرفتها بمرض ابنتها للتواصل معها.

يسرا اللوزى فتحت قلبها لـ"أخبار اليوم" وتحدثت عن علاقتها بابنتها، وكيفية التعامل معها ورعايتها، وأيضا أعمالها الجديدة..

- قلت لها : كيف كان شعورك كأم عندما شاهدت كلمات "المتنمر" بابنتك؟

بكل صراحة شعورى عكس ما توقعه الكثيرون سواء من الجمهور أو الأصدقاء الذين ساندونى بشكل كبير فاق توقعاتى، وفى الحقيقة لم أتأثر مطلقا بما كتبه هذا الشخص، وذلك يرجع لأسباب عديدة أهمها أن الفنانين دائما يتعرضون للتنمر بالألفاظ الخارجة والانتقادات، وهذا أصبح شيئا عادىاً لدينا، ولم يؤثر علينا إطلاقا لأننا يجب أن نمارس حياتنا بشكل طبيعى دون سلبية، وإذا وقفنا عند كل كلمة سوف تتحول حياتنا لجحيم ، فأنا أصبحت أكثر نضجا فى استقبال التعليقات.

- وما الذى تودين قوله لهذا الشخص "المتنمر" ؟

 لا يوجد كلام أحب أن أوجهه له، سوى ما كتبته على تعليقه، وأنا فخورة بأنى أم لطفلة صماء ستصبح إنسانة متفوقة ومثقفة وتعتمد على نفسها بدون أن تكون عبئا على أحد، فهذا وسام على صدري، وسوف أظل سنداً لها طول العمر.

- هل فكرت فعليا فى التحرك القانونى ضده ؟

لم أفكر لأن هناك أشخاصاً كثيرين على مواقع التواصل الاجتماعى تختبئ وراء صفحات مزيفة، وبكل صراحة أنا لا أعلم ما هى مصلحتهم فى ذلك غير أنهم مرضى نفسيون، وأنا شخصية واقعية جدا فإذا قمت باللجوء للقضاء مع كل تعليق خارج وخصوصا على مواقع التواصل الاجتماعى سوف اقضى عمرى فى المحاكم ، وانا كل اهتمامى بابنتى وعائلتى وشغلي، إلى جانب أننى أعلم جيدا أن ليس بأيدينا شىء لتغيير الناس والواقع.

- حصلت على مساندة ودعم نفسى كبير سواء من الجمهور أو الأصدقاء كيف ترين هذا الدعم ؟

 سعادتى لا تقدر بثمن بهذه المساندة الكبيرة من الجمهور والأصدقاء سواء عن طريق "بوستات" أو تعليقات أو اتصالات تليفونية، فبكل صراحة أنا "مش مستوعبة حجم الناس التى دافعت عنى من قلبها"، وما حدث لم يقتصر على ابنتى فقط بل يخص المجتمع ككل، ويجب أن نركز مع الأجيال القادمة على كيفية التعامل مع الآخرين،لأن لدينا خللاً كبيراً فى ذلك، وأتمنى أن يكون هناك دور مجتمعى بعيد عن ابنتى يهتم بكل الحالات.

- وفى حالة "دليلة" كيف تتعاملين معها ؟

 لا أشعرها أبدا بأى إعاقة، أتعامل معها بشكل طبيعي، واهتم جدا بصحتها النفسية، وأتابع كل ما هو جديد بخصوص حالتها، وأتعامل أيضا مثل كل الامهات، فدائما اهتم بمقابلتها مع أصدقائها المقربين، وتذهب بشكل منتظم للتمرين والمدرسة، وهى تحتاج لمساندتى دائما من خلال إيضاح حركات الفم، وخصوصا فى الأماكن المزدحمة مثل التجمعات والحفلات، لأنها جيدة جدا فى قراءتها رغم صغر سنها، واعتقد هذه المشكلة يعانى منها الكثير حاليا من ضعاف السمع خصوصا بعد انتشار فيروس كورونا وارتداء الكمامات.

- وما الصعوبات التى تواجهك معها ؟

− من أكبر الصعوبات التى أواجهها دائما بسبب صغر سنها فيوجد الكثير من كلامها غير واضح، فهذا يسبب لها الحزن ولكن يساعدنى فى تخطى ذلك دائرة أصدقائها الذين يساعدونا كثيرا فى تسهيل هذا الأمر عليها، وأتمنى أن يكون هناك تحرك سريع من قبل كل الأمهات اللاتي لديهن حالات مثل ابنتي، حتى لا يشعروا بالغربة، وتأسيس كيان لهذه الحالات، يضمن الرعاية لهؤلاء حتى لا يضطروا لانتظار التبرعات لاستكمال جلسات علاجهم لأن العلاج مكلف جدا؛ لأنه فى أى وقت يمكن أن يتوقف التبرع، فتنتهى مسيرة العلاج.

- وما حلمك لـ "دليلة" ؟

 أتمنى لها أن تكون شخصية قوية تستطيع ان تعبر عن شخصيتها، وتدافع عن حقوقها، الى جانب أن تحقق نجاحا كبيرا فى الهوايات المفضلة لديها مثل الباليه،وركوب الخيل، والسباحة.

- أخذت قرار خلال السنوات الماضية المشاركة فى العديد من المبادرات لضعاف السمع.. هل ساعدك ذلك فى حالة ابنتك ؟

 تحدثت للمرة الأولى عن مرض"دليلة"عام 2017 خلال برنامج "معكم" مع الإعلامية منى الشاذلى، وبعدالحلقة شاركت فى حملات للتوعية بزراعة القواقع السمعية والتبرع لعمليات، لأن تكلفتها كبيرة جدا، والمشكلة الأكبر فى المتابعة بعد العملية، وقررت سريعا بعد معرفتى بمرضها أن أتعلم لغة الإشارة، كنت أتمنى مثل أى أم أن اعبر لابنتى عن حبى لها وأن تصل لها تلك المعلومة بأى طريقة.

- ما هوالشخصى الداعم القوى لك فى تربيتك لابنتك ؟

 زوجى وأهلى فهم السند الحقيقى بعد ربنا، فدائما نقوم بتقسيم المهام علينا جميعا، ونحاول ان نضعها فى مواقف تعطى لها الثقة بنفسها وفى المجتمع، وبصراحة هما الداعم أيضا فى تربية شقيقتها "نادية".

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة