محمد عبدالوهاب
محمد عبدالوهاب


كل سبت

صعود صينى وهبوط أمريكى

محمد عبدالوهاب

الجمعة، 08 يناير 2021 - 07:49 م

لم تكن كورونا هى محور الصراع بين واشنطن وبكين كما ادعى الرئيس ترامب بل هى ذريعة تتخذها امريكا لكبح جماح المارد الصينى الذى يصعد بسرعة الضوء نحو منافسة شرسة مع واشنطن على النفوذ بالعالم، فالصعود الصينى طبيعى وقائم على ابعاد اقتصادية وفوائض ضخمة تجاوزت 3 تريليونات دولار حتى ان بكين هى اكبر مستثمر فى اذون الخزانة الامريكية باكثر من تريليون و700 مليار دولار وصعود الصين السريع يوازيه هبوط أمريكى فواشنطن فى حالة من اعتلال دولة الرفاهية فيها والصين ليست محصنة من أمراض داخلية تخصها قد تكون أشد فتكا بل الأخطر أهمها ثغرات عقدها الاجتماعى حيث لا تزال الطبقة الوسطى الحديثة فى حدود مائتى مليون بينما قرابة مليار هم من الطبقة العاملة الفقيرة.

حقيقة البعض يتحدث عن صعود الصين وقدرتها على القيام بالدور الذى انفردت به امريكا منذ نهاية الحرب الباردة مع الاتحاد السوفيتى فى تسعينيات القرن الماضى إلا أن هذا الصعود حتى إن تعرض لبعض الأزمات يشكل تحديا للقوة والنفوذ الأمريكى وان كانت بكين غير مؤهلة على قيادة العالم بديلا لواشنطن او حتى منافستها وازاحتها من عرش العالم.

ويمثل الوضع الاقتصادى الأولوية الأولى للسياسة الصينية تجاه معظم دول العالم فخلال العقود الماضية توسعت الصين فى ∩دبلوماسية الديون∪ بإقراض دول متعثرة لتعزيز مكانتها الدولية.

ورغم حرص بكين على الترويج لدورها باعتبارها فاعلًا تنمويا إلا أن رغبتها فى الحفاظ على مصالحها الاقتصادية فى المستقبل سوف تدفعها تدريجيا للتخلى عن دورها السياسى المتحفظ فى كثير من الملفات الإقليمية والدولية من أجل التأثير على الأوضاع السياسية فى العالم وهو ما سيجعلها تدخل فى تنافس مع واشنطن على النفوذ الدولى عاجلا او آجلا.

الصين تصعد وتراهن على الزمن لان امريكا لم تظهر فجأة فقد انغلقت على نفسها عقودا شيدت نظامها السياسى وحققت طفرة اقتصادية واسست جيشا قويا ومع ازاحتها لبريطانيا وفرنسا وتدخلها الحاسم بالحرب العالمية الثانية كانت البداية اما بكين فمازال امامها عقود لتنفرد بقيادة العالم او الظهور كقوة قطبية ثانية.


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة