السبت، 09 يناير 2021 - 06:47 م

قبل الآن بثلاث سنوات تقريباً، وبعد مرور عام واحد على توليه مقاليد الرئاسة الأمريكية، تناولت بالكتابة فى هذه الزاوية "بدون تردد"، التقلبات الحادة للرئيس الأمريكى "دونالد ترامب"، التى أصبحت من سماته وصفاته الرئيسة، منذ توليه السلطة رسميا كرئيس للدولة الأقوى فى العالم، فى العشرين من يناير ٢٠١٧.

فى ذلك المقال قلت إن "دونالد ترامب"، نجح فى أن يجعل من نفسه الرئيس الأكثر إثارة للجدل، ليس فى الولايات المتحدة الأمريكية فقط، بل على مستوى كل الرؤساء فى كل دول العالم شرقا وغربا،...، وذلك نظرا لتقلباته المفاجئة ومواقفه غير المتوقعة وقراراته غير المنتظرة وتصريحاته المتضاربة، منذ اليوم الأول لتوليه كرئيس للدولة الأكبر والأقوى فى العالم.

وقتها كنا فى الشهور الأولى من عام ٢٠١٨، ولم أكن أعلم أو أتوقع،- كما لم يكن احد فى العالم كله يعلم أو يتوقع−، ما سيأتى به ترامب من شطحات وغرائب غير متوقعة ولا مصدقة، فى السادس من يناير ٢٠٢١ بعد ثلاث سنوات فقط لا غير.

نعم.. لم يكن أحد فى الولايات المتحدة ذاتها أو فى غيرها من دول العالم، يعلم أو يتوقع أن الرئيس المنتهية ولايته، سيجعل من نفسه مثالا فجاً للخروج عن السيطرة، ومخالفة الدستور والقانون الأمريكي، والتحريض على العنف ورفض الامتثال لإرادة الناخبين، ورفض القبول بخسارته للانتخابات الرئاسية.

بالتأكيد لم يكن أحد يعلم أو يتوقع أن ترامب سيصبح متهما بإشعال النيران عمدا فى بلاده، والسعى لإحداث فتنة مجتمعية هائلة فى الولايات المتحدة، وأنه سيتسبب فى تعريض سلامة الأمة الأمريكية للخطر وسيمرغ الديمقراطية الأمريكية فى التراب.

ولم يكن أحد يتصور أن هذا الرئيس المنتهية ولايته، سيصبح هدفا للمطالبة من جانب اعضاء الكونجرس إما للاستقالة أو التعرض للمحاكمة والعزل، ومنعه فورا من ممارسة مسئولياته كرئيس.. ومنعه أيضا من أى فرصة للترشح للرئاسة مرة أخرى،...، بوصفه المثال الحى للخروج عن السيطرة.