آمال المغربى
آمال المغربى


عين على الحدث

تمرد أم انقلاب ؟

آمال المغربي

السبت، 09 يناير 2021 - 07:08 م

مشهد سريالى أن ترى الكونجرس الأمريكى الذى يشرع ويسيطر ويؤثِّر فى مصائر شعوب ودول العالم، لا يستطيع تأمين نفسه من حشود دخلت قاعات الكونجرس واتخذتها مرتعا وملعبا، وتجولت فى أروقتها لالتقاط صور سيلفى ورفع أعلام وشعارات لها رمزية تاريخية،تعكس فى الوقت نفسه واقع الانقسام والعداء داخل المجتمع الأمريكى

كل الدلائل تؤكد ان غزو مناصرى ترامب لمبنى الكابيتول يوم الاربعاء الماضى كان بسبب سياسة الأرض المحروقة التى اتبعها ترامب من نوفمبر الماضى والتى أدخلت الديمقراطية الأمريكية فى أزمة دستورية وأمنية خطيرة..لكنها كانت تجربة مريرة ليعرف من خلالها الأمريكيون مايمكن ان يحدث عندما لا يعترف رئيس مثل ترامب بنتائج الانتخابات..فعلى مدار 244 عامًا، اعتبر الأمريكيون الانتقال السلمى للسلطة أمرًا مفروغًا منه. لكن أمريكا التى يطلق السياسيون عليها جمهورية القوانين والتى يتباهى الامريكيون بها دائما.. تبين انها هشة ويستطيع أى شخص مهووس بالسلطة مثل ترامب سحقها..على مدى قرنين ونصف القرن تقريبا، كان الأمريكيون راضين تماما عن الانتقال السلمى للسلطة كل أربع أو ثمانى سنوات، ويفخرون بأن لديهم "حكومة قوانين وليس حكومة رجال"، كما قال الرئيس السابق جيرالد فورد بعد توليه السلطة عقب استقالة الرئيس ريتشارد نيكسون عام 1974

لكن لم يدرك العديد من الأمريكيين مدى ضعف الدستور الأمريكى أو نزاهة الشخص الذى يجلس فى المكتب البيضاوى، إلا بعد الهجوم العنيف على مبنى الكابيتول الأمريكى، الذى حرض عليه الرئيس ترامب وعدد من قيادات الجمهوريين.

لم يترفع ترامب مثلما فعل نيكسون، بعد انتصار جون كينيدى عليه.. على الرغم من أن نيكسون كان يعلم أن فوز كينيدى الضئيل عام 1960 ربما يكون قد تحقق من خلال تزوير. فقد رفض نيكسون طلب إعادة فرز الأصوات وقال فى خطاب قصير إن الانتخابات كانت "مثالًا بليغًا على استقرار نظامنا الدستوري".نفس مافعله آل جور نائب الرئيس عام 2000، فعلى الرغم من فوزه فى التصويت الشعبى الا انه كان ضحية لقرار المحكمة العليا المثير للجدل، حيث طلب من مؤيديه قبول الرئيس جورج دبليو بوش رئيسا وقال لمؤيديه أن "خيبة أملهم يجب أن يتغلب عليها حبهم للوطن ".

ولهذا اعتبر البعض اقتحام الكونجرس محاولة انقلابية مكتملة الاركان، لأنها حاولت انتهاك الدستور وتجاوز إرادة الناخبين فى الانتخابات الاخيرة،وقف وراءها الغضب العنصرى الأبيض الذى تراكم وتكدس، وشجعه الجميع بدءا من ترامب نفسه إلى الاتحاد القومى الأمريكى للأسلحة، مرورا بقناة فوكس نيوز، والحزب الجمهورى، والجماعات المختلفة المؤيدة لتفوق البيض، وانتهاء بالجماعات اليمينية المتطرفة!!

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة