عثمان سالم
عثمان سالم


بإختصار

مونديال التحدى

عثمان سالم

السبت، 09 يناير 2021 - 08:03 م

أيام قلائل تفصلنا عن انطلاق مونديال اليد "يوم الثلاثاء" على أرض مصر فى واحدة من أهم التحديات التى يواجهها العالم فى زمن كورونا الذى ألغى وأجل العديد من الأحداث الرياضية الكبرى وفى مقدمتها الدورة الأوليمبية المهددة بالإلغاء رغم عدم الاعلان الرسمى من جانب اللجنة الدولية أو اليابان رغم صدور تصريح منسوب إلى عمدة طوكيو تشير فيه إلى امكانية الاغلاق الكامل فى تزايد عدد الإصابات بالفيروس!! ولابد هنا أن نشير إلى دور المصرى د.حسن مصطفى رئيس الاتحاد الدولى لكرة اليدم ونائب رئيس اللجنة الأوليمبية الدولية الذى لولا وجوده فى هذا الدفع ما تحقق تنظيم المونديال فى هذا التوقيت حيث تزداد اعداد الاصابات فى الشتاء.. الرجل لم يجامل بلده ولكنه يعلم قدراتها وقدرتها على تنظيم اكثر من رائع لحدث عالمى بهذا الحجم وسط اجراءات احترازية شديدة سيتم تطبيقها لحضور الجماهير للمباريات وهذا اكبر تحد للجنة المنظمة برئاسة المهندس هشام نصر الذى قبل التحدى بطلب استضافة مصر للبطولة.. ثم كان التحدى الآخر والذى لا يقل أهمية متمثلا فى انشاء عدد من المجمعات الرياضية فى برج العرب والعاصمة الإدارية الجديدة والسادس من أكتوبر واعادة تجديد شباب مجمع ستاد القاهرة الذى كان شاهدا على استضافة حدث مماثل عام ١٩٩٣ مع افتتاحه لتشهد الصالة الكبرى حضور ٢٥ الف متفرج للمباراة النهائية لبطولة الشباب وفوز مصر بالكأس تحت القيادة الفنية للراحل الكبير كابتن جمال شمس.. الدولة لم تبخل بمال على هذه الصروح الرياضية العملاقة وليس مهما اظهار أو اخفاء الرقم المالى الذى صرف على المنشآت لان العبرة فى النهاية بما يحققه الحدث من أهداف مادية ربما لا تكون جزءا مهما فيه لان كرة اليد ليست بشعبية كرة القدم مثلا وفى ظل الجائحة التى ستحول حتما دون الاقبال الجماهيرى الكبير على الصالات.. كان أول ايجابيات الحدث قبل انطلاق زيارة منتخب اليابان لاهرامات الجيزة والتقاط الصور التذكارية لارسالها إلى الوطن وقامت البعثة بزيارة المتحف المصرى الجديد على بعد خطوات من الاهرامات رغم عدم افتتاحه رسميا. وبهذه النتائج التى يمكن توقعها تصبح مصر مقصدا مهما لتنظيم الاحداث العالمية الكبرى ومنها كأس العالم الذى حصلنا فيه على صفر من الاصوات عندما دخلنا فى منافسة مع جنوب افريقيا والمغرب لاستضافة اول مونديال بالقارة الافريقية عام ٢٠١٠ بفضل السذاجة الادارية فى ذلك الوقت ومحاولة فاشلة لاغراء أعضاء الاتحاد الدولى بالاموال رغم ان المسئولين عن الملف يعرفون ان الفلوس ليست كل شيء وإنما هناك أمور أخرى أكثر أهمية مثل العقلية المتطورة التى تستطيع أن تقدم للعالم الصورة الذهنية الصحيحة عن الوطن المليء بالامكانات والقدرات.. مونديال اليد يأتى فى مرحلة جديدة لتأكيد هذه القدرات بعد قبول مصر التحدى عام ٢٠١٩ وهى تتصدى لانقاذ بطولة الأمم الافريقية قبل ستة أشهر فقط وبعد اعتذار مفاجيء للكاميرون والمغرب.. وحققت البطولة نجاحا تنظيميا فاق الوصف رغم ارتفاع عدد المنتخبات المشاركة إلى ٢٤ لأول مرة.. وها نحن نقبل نفس زيادة المنتخبات اليد إلى ٣٢ فريقا.. هناك فائدة جديدة يمكن أن تضاف إلى التجارب بـ٣٦٠ شاب وفتاة من المتطوعين للعمل بالبطولة عبر اللغة للترحيب ومساعدة الضيوف خلال فترة وجودهم فى احضان الوطن المضياف. هذا العدد يجب أن يتم المحافظة عليهم ونجهز قدراتهم الفنية والادارية ليصبحوا نواة لاعمال أخرى مهمة فليس لدينا − بكل آسف− سياسة للبناء على ما تحقق ونهدر هذه الطاقات بمجرد انتهاء الحدث.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة