محمد درويش
محمد درويش


نقطة فى بحر

الاستسلام التام

بوابة أخبار اليوم

السبت، 09 يناير 2021 - 08:39 م

بقلم: محمد درويش

عندما يتجاوز المرء منتصف العقد السابع من العمر يميل إلى السلام مع نفسه ولسان حاله يقول: حسن الختام، باحثاً عن الهدوء سواء فى عمله الذى يرجو أن يكون صالحا حتى يرفعه إليه رب العزة، أو فى حديثه الذى يرجو أيضا أن يكون طيبا ليصعد إلى المولى سبحانه.

عندما يجلس مثل هذا المرء إلى نفسه يحاورها ويقارن مواقفه الحالية بمواقفه على مدى عقود العمر السابقة سيخرج بنتيجة واحدة وهى ليته ما فعل سواء ما كان قولاً أو عملاً ربما تغير بسببه مجرى حياته، ولو تكرر نفس الموقف الآن سيكون رد فعله أو تصرفه مختلفا مائة وثمانين درجة عن تصرفه السابق.

هذه المقدمة هى مدخل لنماذج عديدة لأفعال تحدث أمام أعين أبناء هذا الجيل الذى تخطى عقده الخمسين أو الستين أو السبعين. فما كان من رد فعل أستاذ رائد مثل الراحل عبدالوارث الدسوقى الوحيد الذى جُعل له منصب نائب رئيس مجلس إدارة أخبار اليوم، ما كان من رد فعله عندما يقرأ كلمة عامية فى موضوع أو مقال فيقشعر بدنه ويوبخ كاتبها سواء كان محررا مبتدئا أو صاحب خبرة عريضة فى المهنة.

هذا الدرس الذى جعله تلاميذ الأستاذ عبدالوارث منهاجا لهم، سرعان ما بدأ حماسهم يخبو رويداً رويداً مع تقدم العمر والثورة الرقمية التى −كما أراها− خلقت لغة أُطلق عليها اللغة الفيسبوكية اختلط بها الحابل بالنابل وضاعت فيها قواعد الإملاء والنحو ناهيك عن الأسلوب، إذا تجرأت وحاولت لفت انتباه صديق فى العالم الواقعى أو الافتراضى إلى أخطائه اللغوية قد تسمع منه مثلا عبارة "ده اللى أنتم فالحين فيه"، ولأنك تعتز بذاتك ولا تبغى إلا خيرا فليس أمامك إلا الانسحاب وقد تمنع أخلاقك من عمل "البلوك" لمن تجاوز ولم يراع فارق السن ناهيك عن فارق الخبرة ومقارنة بعطائك المهنى وعطائه. لا تملك إلا الاستسلام التام واضعا نصب عينيك الآية الكريمة "وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلامًا".

وأشر من الجاهلين الحمقى، فالجاهلون عندما تخاطبهم بسلام ربما تستطيع استمالتهم وتعليمهم ما لا يعلمون أما الأحمق فلكل داء دواء إلا الحماقة أعيت من يداويها.

أتموا جميلكم لأصحاب المعاشات

صديق الدراسة يوسف القاضى خريج الدفعة الثالثة من إعلام القاهرة والذى افتقدته مهنتنا حين آثر العمل فى العلاقات العامة ببنك الإسكان والتعمير وخرج منذ سنوات إلى التقاعد، أرسل لى اقتراحا طالبا عرضه على طارق عامر محافظ البنك المركزى.. يقول يوسف إن الخفض المستمر للفائدة على شهادات الإيداع مهما كان نوعها جعل أصحاب المعاشات وهم الذين كانوا يعتمدون على عائد هذه الشهادات التى وضعوا فيها مكافآت نهاية الخدمة يعانون فى هذه المرحلة العمرية التى تصاحبها عادة الأمراض والحاجة إلى العلاج والدواء.

قلت للصديق ان هناك شهادات رد الجميل التى أصدرها بنك ناصر وعائدها يزيد عن عائد شهادات البنوك الأخرى، وكان رده أنها لمن هم فوق الخامسة والستين وكل ما نرجوه أن تكون لكل من تجاوزوا الستين مع تيسيرات بسهولة انتقال شهادات البنوك الأخرى إلى بنك ناصر دون غرامات أو خصومات. رسالة أتمنى أن تصل لمحافظ البنك المركزى.


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة