ترامب
ترامب


الولايات المتحدة دولة منقسمة يسيطر عليها الوباء والاضطرابات الاقتصادية

آمال المغربي- مروي حسن حسين

الأحد، 10 يناير 2021 - 12:18 ص

آمـــــال المغــــربى - مروى حسن حسين − سميحة شتا -مرام عماد المصرى

تشهد أمريكا هذا العام اصعب فترات تاريخها حيث تعتبر الدولة الأكثر تضررا فى العالم من كوفيد−19 وبعد اقتحام مبنى الكونجرس والاعتداء غير المسبوق على قيمها الديمقراطية، حيث من المتوقع ان يتم عزل الرئيس الأمريكى دونالد ترامب أو تركه بدون صلاحيات حتى تنتهى فترة ولايته فى 20 يناير ويتم تنصيب الرئيس الديمقراطى جو بايدن..الأحداث الأخيرة تؤكد ان العام الحالى سيكون مليئا بالتحديات والمعوقات تجاه القضايا الداخلية والخارجية.. سينتهج بايدن سياسات مختلفة تماما عن ترامب.لكن فترة رئاسته لن تكون سهلة بعد أن اصبحت امريكا منقسمة داخليا وتراجعت سمعتها حتى بين الحلفاء المخلصين الذين يطمح بايدن فى قيادتهم.

مع بداية العام.. أثيرت العديد من التساؤلات حول ماهية الديمقراطية الغربية التى ظلت تروج لها الولايات المتحدة طيلة العقود السبع الماضية. فلم يتصور أحد أن تشهد الولايات المتحدة، أكبر مسوق للديمقراطية فى العالم، صراعا سياسيا حول تسلم السلطة من رئيس إلى رئيس. سيذكر التاريخ هذا المشهد الفوضوى الذى التقطته الكاميرات من داخل مبنى الكابيتول.. فقد تحول المبنى التشريعى إلى ساحة للمتظاهرين والفوضويين،الذين احتشدوا للمطالبة بإلغاء نتيجة الانتخابات الرئاسية التى جرت فى نوفمبر الماضى، أو تعديلها لصالح الرئيس المنتهية ولايته، دونالد ترامب. وما لبثت الاحتجاجات حتى تطورت إلى أعمال عنف وتدافع وتشاجر مع رجال الشرطة المكلفين بأمن الكونجرس.

فقد تسبب تعنت ترامب وإصراره على فوزه فى الانتخابات، دون حجة، فى ضرب سمعة الديمقراطية الامريكية حول العالم. وما وقع داخل مبنى الكونجرس كان آخر مسمار فى نعش جمهورية ترامب. فمنذ إعلان فوز الرئيس المنتخب، جو بايدن، الشهر الماضى، تحول البيت الأبيض إلى منبر ليس للدفاع عن الديمقراطية، كما هو المفترض، ولكن لتكسير أهم أضلاعها، وهو نقل السلطة سلميا. فلأول مرة فى التاريخ الحديث، يتشبث رئيس أمريكى بالسلطة، ويرفض حتى الاعتراف بما أكدته مؤسسات الدولة التى يرأسها.

ما حدث فى الكونجرس الاسبوع الماضى، لا يحدث إلا فى "جمهوريات الموز∪. وقد اعتاد السياسيون على اطلاق هذا المصطلح على الدول التى لا يحكمها قانون. ولعل هذا ما وصف به الرئيس الاسبق جورج بوش ما حدث فى الكونجرس خلال تلك الليلة. وقد لا نجد اختلافا كبيرا بين جمهورية ترامب وجمهوريات الموز.

وبالرغم من جسامة المشاهد التى بثتها الكاميرات على مرأى ومسمع من العالم، إلا أنها كانت متوقعة ويدور حولها النقاش منذ شهور داخل اروقة واشنطن. وقد اعلن ذلك صراحة الرئيس السابق باراك اوباما، عندما قال معلقا على ما حدث، إننا كنا سنضحك على انفسنا إن ظننا أن ذلك لم يكن متوقعا.

بعد أن تطورت الاحتجاجات، وتحولت إلى عنف، اضطر الكونجرس إلى إعلان حالة الطوارئ، وإغلاق أبوابه، حتى اضطر القائم بأعمال وزير الدفاع، كريس ميللر، إلى نشر الحرس الوطنى للعاصمة، والذى يمثل 1100 جندى، حول مبنى الكابيتول. وتم فرص حظر تجوال فى منطقتى أرلنغتون واسكندرية، المجاورتين للعاصمة.

jnhlf

لعل ذلك كان الجانب المظلم فى الديمقراطية الأمريكية، أو بالأحرى ديمقراطية ترامب. أما الجانب المضىء، والذى ساد فى نهاية اليوم، تمثل فى اصرار الكونجرس، بغرفتيه، على اتمام التصديق على الانتخابات. وهو ما حدث بالفعل. وأصبح بايدن منذ الاربعاء الماضى الرئيس ال46 للولايات المتحدة. وسوف يتسلم السلطة رسميا ٢٠ يناير الجارى.

بعد محاولات عدة فاشلة للتشكيك فى الانتخابات، لم يجد ترامب بدا من ان يرضخ ويقبل بنتيجة الانتخابات. إلا أن ذلك لم يثنِ الديمقراطيين عن محاسبته عما وقع خلال تلك الليلة. فقد تسببت أعمال ترامب فى تصدع كبير فى سمعة الولايات المتحدة حول العالم.

ما حدث فى الولايات المتحدة الأمريكية الاربعاء الماضى، هى النهاية المؤكدة لفكرة الحلم الأمريكى، خاصة أن هذه النهاية سبقتها نهايات اخرى لكسر فكرة حلم الديمقراطية الأمريكية وتحويله إلى كابوس مزعج لأمريكا. اقتحام الكونجرس الأمريكى واطلاق الرصاص فى البهو الرئاسى، كانت الضربة القاضية لفكرة الديمقراطية الأمريكية.

 

 

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة