الأحد، 10 يناير 2021 - 04:23 ص

ارتفع مؤشر أسهم الأسواق الناشئة ليسجل مستوى قياسي جديد متجاوزاً أعلى مستوياته التي سجلها قبل الأزمة المالية في العام 2008، بدعم من زيادة رغبة المستثمرون في المخاطرة وسط تدفق السيولة إلى الأسواق والتفاؤل بشأن تعافي الاقتصاد العالمي على حسب بلومبرغ.

وحقق مؤشر MSCI للأسواق الناشئة ارتفاعاً يوم الجمعة بنسبة 2.4% ليغلق بنهاية التداولات عند 1353.53 نقطة ليضيف بذلك إلى مكاسبه التي بلغت 80% منذ الانخفاض الذي شهده المؤشر في مارس الماضي حيث أضافت الأسهم في تلك الفترة القليلة التي تمتد لتسعة أشهر فقط نحو 10.8 تريليون دولار لقيمتها السوقية بدعم من ارتفاع لأسعار وتقييمات الأسهم وتسجيلها مستويات قياسية، الأمر الذي أدى إلى تحقيق الأسواق الناشئة أسرع دورة صعود في تاريخها.

وأضاف التقرير أنه على الرغم من الزيادة الواضحة في رغبة المستثمرون بالمخاطرة الأمر الذي يؤكده استمرار تسجيل مستويات قياسية منذ الإعلان عن فوز بايدن بانتخابات الرئاسة الأمريكية، إلا أن تلك الارتفاعات الكبيرة تثير قلق بعض المستثمرين. فعلى الجانب المالي تسود التوقعات باستمرار نمو الأرباح ولكن يقابل ذلك على الجانب الفني تحذيرات من السرعة الكبيرة التي يرتفع بها المؤشر وهو ما يتزامن مع رهان المضاربون بمبالغ كبيرة على مكاسب قد لا تستمر وهو ما ينعكس على ارتفاع أحجام التداول نتيجة ذلك التوجه.

 الاندفاع لتحقيق المكاسب في الوقت الحالي 

ويأتي الاندفاع لتحقيق المكاسب في الوقت الحالي بعد 13 عاماً من ضعف الأداء كان فيها أداء بورصات الولايات المتحدة على مدار عقد مضى يتفوق على الأسواق الناشئة في ظل تأثر تلك الأسواق بتراجع رغبة المستثمرون في المخاطرة وسط تباطؤ نمو الاقتصاد الصيني والحرب التجارية التي أشعلها دونالد ترمب.

فيما أظهرت اقتصادات الدول النامية مرونة خلال تلك الفترة ما أدى إلى مضاعفة القيمة السوقية للأسهم المدرجة في المؤشر لتصل إلى 26.2 تريليون دولار بعد انضمام أسواق السعودية وباكستان.

ويتداول مؤشر MSCI في الوقت الحالي عند مضاعف ربحية 15.8مرة وفق الأرباح المتوقعة للأسهم المدرجة مقارنة بالمتوسط التاريخي البالغ 11.2 على مدار 15 عاماً. وذلك في الوقت الذي رفع فيه المحللون توقعات الأرباح بنسبة 24% في التسعة أشهر الماضية.

ومع ذلك يبقى معدل التذيذب السنوي عند مستوى 25% لكن أسهم الأسواق الناشئة قد تتعرض لتقلبات مفاجئة وتغير اتجاهها الصاعد. فعلى الرغم من تضاؤل وتيرة المخاطر مع انتقال الرئاسة الأمريكية وتراجع مخاطر تداعيات جائحة كورونا، إلا أن العديد من العوامل الأخرى قد توقف مسيرة الصعود في أي وقت.

العوامل التي قد تؤثر على أسعار أسهم الأسواق الناشئة

ومن بين تلك العوامل التي قد تؤثر على أسعار أسهم الأسواق الناشئة، عوائد سندات الخزانة الأمريكية التي تشهد صعوداً قد يدفع المستثمرون إلى توقع عائد أعلى من أسهم الأسواق الناشئة الأمر الذي قد يدفع الأسعار للتراجع. كذلك قد تشهد سياسات بايدن الخارجية أو التجارية أي مفاجآت تؤثر على الصعود بالإضافة إلى أن وتيرة تعافي الاقتصادات الناشئة غير متساوية إلى جانب المخاوف من بعض الأزمات التي قد تنجم عن مشكلات في عملية التطعيم الشامل لكافة البلاد.

الاحتفال بتسجيل مؤشر MSCI مستويات قياسية

ولذا فإن الاحتفال بتسجيل مؤشر MSCI مستويات قياسية يجب أن يكون حذراً، مع الأخذ في الاعتبار احتمالية التعرض للخسائر. وخاصة مع وصول مؤشر القوة النسبية RSI إلى مستوى "ذروة الشراء" عند 70 نقطة بحسب التحليل الفني للرسم البياني الشهري للمؤشر وهو ما يشير إلى احتمالية الهبوط قياساً على التطور التاريخي للمؤشر.