هناء عبدالفتاح
هناء عبدالفتاح


إشتروا منى

قراءة فى مشهد الفوضى الأمريكي

الأخبار

الأحد، 10 يناير 2021 - 07:20 م

بقلم/ هناء عبدالفتاح

بعد تصديق الكونجرس الأمريكي على فوز جو بايدن فى الانتخابات الرئاسية، وخروج دونالد ترامب مخاطباً أنصاره "أوقفوا السرقة"، دخلت أمريكا فى مشهد حفظته المنطقة العربية بأسرها عن ظهر قلب من فرط تكراره بين شعوبها وعلى أراضيها، نفس تفاصيل اقتحام أنصار الرئيس المنقضية ولايته لمبنى الكابيتول فى العاصمة واشنطن احتجاجاً على نتيجة الانتخابات هى حرفياً نفس تفاصيل الفوضى التى أطلقوا عليها موجة "الربيع العربى" التى أتت على اليابس والأخضر فى كل الدول العربية التى طالتها ما عدا مصر بفضل الله تعالى أولا ثم قوة ووعى من قاموا على إدارة الموقف ثانياً، اقتحام مبنى الكونجرس من قبل المحتجين والقيام بأعمال تخريب وسلب ونهب ومحاولة الشرطة تفريقهم بالغاز المسيل للدموع ثم رفع السلاح عليهم والقبض على عدد لا بأس به منهم ثم اعتقالات بالجملة.

 رغم تطابق تلك المشاهد مع ما حدث فى المنطقة العربية قبل عشر سنوات، إلا أن الوضع فى أمريكا يتم احتواؤه والسيناريو كليا مختلف.

والسبب ببساطة أن أوراق لعبة السقوط فى يد أمريكا، أمريكا هى التى تنفخ فى النار مع بدايات موجات الغضب فى الدول فتتأجج الأوضاع بما يتناسب مع أجندتها، وهى التى تتواصل مع خونة بلادهم وتمدهم بالدعم المالى واللوجيستى، وهى التى تعيد صياغة المصطلحات فتصبح الفوضى "خلاقة" وتصبح أعمال السلب والنهب والتخريب "حرية" ويصبح طريق إسقاط الدول "ديموقراطية"، صحيح أن قادة العالم علقوا على الوضع فى أمريكا تعليقات شديدة اللهجة وأكدوا أن ما يحدث خزى وعار ودهس للدستور وللديموقراطية، وصحيح أن رؤساء أمريكا السابقين نعتوا ترامب بأشد الكلام على ما سببه لبلادهم، إلا أنه لم يحدث تدخل حقيقى على الأرض من قبل أى دولة، كزيارة هيلارى كلينتون ميدان التحرير فى 2011 مثلاً، ولم يحدث أن تلقت الإدارة الأمريكية اتصالا هاتفيا من الرئيس الفلانى أو الملك العلانى يدلو بدلوه فى الأحداث مثلما تعودت أمريكا أن تفعل فى مثل تلك المواقف، الله أعلم قد تشرب أمريكا من نفس الكأس، لكن هذا لو حدث سيكون كأساً صناعته داخلية بحتة ولا يمكن أن تكون أى دولة فى العالم وراء هذا، على أى حال هذه بضاعتهم والله وحده هو القادر على ترتيب سيناريو أن ترد إليهم.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة