خالد رزق
خالد رزق


مشوار

أمريكا التى لم تتغير

خالد رزق

الأحد، 10 يناير 2021 - 07:35 م

ليست المشاهد العاصفة لاقتحام غوغاء من أنصار الرئيس الأمريكي المعتوه دونالد ترامب للكابيتول فى العاصمة الأمريكية واشنطن هى النهاية لمسرحية هزلية استمرت فصولها 4 سنوات هى عمر فترة الولاية الوحيدة للرئيس الساقط بالانتخابات الأخيرة وإنما ووفق كل التصورات هى فقط قلب الحبكة الدرامية التى ربما تقود إلى نهاية كارثية لهذا البلد القارى صاحب النسيج الاجتماعى الأكثر اختلافاً وتشوهاً بين بلدان العالم.

أمريكا أو العالم الجديد الذى استوطنه على جثث أهله الأصليين غالبية من بيض أوروبا وأقليات من سود جلبهم المستوطنون الأوائل من إفريقيا عبيداً سخروهم لحسابهم وسمر نازحون من أمريكا الجنوبية وصفر جاءوها من مشارق الأرض، والتى ظلت حتى منتصف القرن الماضى عنواناً صارخاً للعنصرية ولتجبر أصحاب البشرة البيضاء، ثم وبعد أن تخطى التاريخ والتطور الإنسانى زمن الاستعباد وأفكار العنصرية، توارت حقيقة جوهرها خلف شعارات الحرية والديمقراطية، لم تتغيير فى حقيقة الأمر كثيراً وإنما احتفظت كما كشفت الأحداث بنفس أفكار الكراهية والعنصرية يتبناها غالبية مستوطنيها من البيض وليس فقط الأقل ثقافة وتعلماً.

منذ ما قبل انتخاب ترامب رئيساً ومع انبلاج تفاصيل حملته الانتخابية بدا واضحاً أن المرشح ترامب يلعب على وتر العنصرية تجاه الأقليات وحتى النوع البشرى نفسه، فالرجل لم يخف كراهيته للأمريكان اللاتينيين واحتقاره للسود، وإنما حفز وبكل صورة مشاعر الكراهية والعنصرية ضدهم، وحتى روج لدونية المرأة وهو ما لقى صدى واسعاً بين قاعدة من الناخبين جبلت وجدانياً على الكراهية، فكان أن نجح وبتأييد عشرات الملايين ممن يمتلكون النظرة نفسها للأمور، وهو ما تكرر فى الانتخابات الأخيرة التى شهدت سقوطه ولكنه حصل فيها على ما يتجاوز 70 مليون صوتاً من مؤيدين تحركهم نوازع تفوق العنصر الأبيض التى زكاها ترامب فى نحو 1460 يوماً أمضاها بالحكم.

تنذر المؤشرات بأن اليوم العشرين من الشهر الجارى وهو اليوم المحدد لنقل السلطة إلى الرئيس الجديد المنتخب ربما لن يمر من دون تكرار لمشاهد العنف بواشنطن، وما قد يقع خلال اليوم ليس مهماً بحد ذاته وإنما ما يحمله المستقبل لبلد بنى على شتات لا يصلح لأن يقيم أمة..

الأوطان لا تصنع

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة