وليد عبدالعزيز
وليد عبدالعزيز


شد وجذب

دماء على سلالم الكونجرس

وليد عبدالعزيز

الأحد، 10 يناير 2021 - 09:39 م

سبحان مغير الأحوال.. وكأننا كنا نشاهد لقطات حية من ثورات الربيع العربي التى صنعتها أمريكا عندما جاءت لحظة تصديق الكونجرس على نتائج انتخابات الرئاسة الأمريكية.. إعلان أمريكا أم الديمقراطية المزعومة فى العالم إن جماعات من المخربين والخارجين عن القانون هاجموا مقر الكونجرس الأمريكى معقل الديمقراطية فى العالم كما يدعون فى لحظة الاعلان عن انتقال السلطة فى الولايات المتحدة يؤكد أن السحر انقلب على الساحر وأن ما فعلته إدارة الرئيس الأمريكى الأسبق أوباما فى العديد من الدول العربية وصلت إلى الأراضى الامريكية فى أقل من ١٠سنوات.. اللهم لا شماتة.. ما شهده العالم داخل الكونجرس الأمريكى وارد جدا أن يحدث فى أى دولة.. ووارد أن تحدث صدامات بين الشرطة والشعب وأن يسقط قتلى مثل السيدة التى قتلت بالرصاص أثناء تفريق المتظاهرين.. ووارد أيضا أن يسقط ضحايا وقتلى وجرحى..

اللافت للنظر أننا لن نسمع أحدا من الكونجرس يخرج علينا متحدثا عن حقوق الانسان كما يرونها.. ورغم أننا شاهدنا الفجور بعينه لأن الشرطة الأمريكية فرمت المواطنين واستخدمت كل وسائل العنف لردع المتظاهرين ومع ذلك لم تخرج علينا أى مؤسسة حقوقية مأجورة من المؤسسات التى تدعى أنها تدافع عن حقوق الانسان بكلمة واحدة تدين ما حدث فى حق المواطنين على سلالم الكونجرس.. اكتشفنا أن أمريكا أم الديمقراطية بها تزوير فى الانتخابات كما أعلن رئيسها السابق ترامب..

واكتشفنا أيضا أن سبوبة حقوق الانسان يتم تفصيلها على الدول وليست منهج أو قواعد ثابتة يحكمها القانون الدولى ولكنها تخرج من الأدراج حسب الهوى.. المشهد الامريكى الذى شهده العالم ينذر بحدوث كوارث وانقسامات داخل امريكا خلال الفترة القادمة وهو مؤشر لظهور قوة إقليمية وعالمية جديدة يكون لها وجود وكلمة مسموعة فى النظام العالمى والذى أعتقد أنه سيعاد ترتيبه من جديد بعد نكسة الديمقراطية الامريكية وكشف المستور وفضح الادعاءات الكاذبة بأنها دولة تحترم الدستور والقانون وحقوق الانسان.. المشهد العالمى قد يتحول وبسرعة وعلى الدول العربية أن تبحث لنفسها عن مواقع جديدة تتمركز بها وبكل قوة وألا نسمح لأحد بعد اليوم أن يملى عليها شروطا أو تعليمات بحجة حقوق الانسان والديمقراطية الزائفة..انتهاكات حقوق الانسان طالت فرنسا وبريطانيا قبل أن تصل إلى أمريكا..

وبما أننا دول متهمة دائما بالتجاوز فى حقوق الانسان فعلينا اليوم أن نكشف للعالم وبكل قوة أننا دول تحترم حقوق الانسان أكثر بكثير من الدول التى تدعى الفضيلة واحترام حقوق البشر.. أتذكر ثورة ٢٥يناير التى دعمتها الإدارة الامريكية فى ذلك الوقت وسقط بها مئات الشهداء بدون ذنب لأن أمريكا كانت تدعم وقتها جماعة الإخوان الارهابية.. وأتذكر أيضا ثورة الشعب العظيم فى ٣٠ يونيو عندما خرج ملايين المصريين للشوارع وأطاحوا بنظام الارهاب ووقتها لم يسقط شهيدا واحدا ولم تطلق رصاصة وانتصر الشعب على الجميع.. ستظل مصر دولة قوية بشعبها وقيادتها الوطنية.. وستظل حقوق الانسان مصانة لاننا دولة تحترم الدستور والقانون..

أتمنى أن تختفى جماعات حقوق الانسان من المشهد وأن تفكر هذه الجماعات المشبوهة ألف مرة قبل أن تتهم دول بعينها بانتهاك حقوق البشر.. وفى النهاية نتمنى من الادارة الامريكية الجديدة ضبط النفس وعدم استخدام القوة المفرطة فى التعامل مع المتظاهرين خاصة واننا قد نشهد مزيدا من المظاهرات فى امريكا لحين استقرار الأوضاع.. وتحيا مصر.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة