صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


تراث «سي السيد» أفقده أهميته.. «الشارب» رمز الرجولة عند العرب

منى إمام

الإثنين، 11 يناير 2021 - 04:31 م

يمثل الشارب أهمية خاصة في الدول العربية، وخصوصاً «مصر والشام والعراق والأردن»، بل وتعد حلاقته من الأمور المعيبة، ولكن الحال تغير بعض الشيء، مع رواج موضة اللحى واعتبار الشارب من الأنماط القديمة.
 
ومن جهة أخرى، يعتبر البعض حلاقة الشارب واللحية من النظافة والأناقة؛ لذا نسلط الضوء على تاريخ الشارب وأهميته لدى البعض.

تاريخ الشارب

يرجع تاريخ أول حالة معروفة لرجل كان يملك شارباً إلى عام 300 قبل الميلاد، وهي صورة لخيال كان من السهوب الأوراسية، ومرت رحلة الشوارب تاريخياً بالكثير من التقلبات.

وارتبط الشارب في العصر الحديث في العالم العربي بالمكانة الاجتماعية والمال والنفوذ، وفي الغرب تحوَّل من رمز للقوة إلى رمز للشغب.

واختلف الوضع في العصر الإسلامي، حيث حثَّ على حلق الشوارب، بناءا على اختلاف أهل العلم في السنة المستحبة للشارب، فالبعض حثَّ على حلقة كاملة، والبعض الآخر حث على تقصيره؛ مما يعني أن الإطالة لا أهمية لها في عصر الجاهلية وفي عصر الإسلام.

اقرأ أيضا| اكتشاف تمثال نادر يعود للقرن الـ14 في المكسيك

وبمرور الوقت نجد العرب لم يهتموا بالشارب إلا في الحكم العثماني للعالم العربي، فظهر الأتراك محبين للشارب الذي تتجه أطرافه إلى أعلى بعد أن تأثروا بشارب الإمبراطور الألماني ويليهيلم الثاني، وفي هذه الحقبة حينها بدأ الاهتمام العربي بالشارب وإطلاقه وربطه بصفات القوة.

وخلال السنوات الماضية، فقد الشارب قيمته ولم يعد يرتبط بصفات إيجابية في كثير من الأحيان، فنجد الأشخاص الذين يحلفون بالشنب منافقين، رغم ارتباط الشنب عند العرب قديماً بالرجولة والصدق، ولكن تأثر الآن بتدهور القيم الاجتماعية واختلافها عند العرب في الوقت الراهن.

ووصف صاحب الشارب، في العصر الحديث، بأنه يملك عقلية منغلقة، لا تريدها أي امرأة في الرجل الذي ترتبط به، خوفاً من إعادة مفهوم «سي السيد»، بالإضافة إلى تمرد الأجيال المتعاقبة على السابقة وعدم الاقتناع بأسلوب تفكيرهم بحكم التقدم الذي يشهده العصر هو أحد الأسباب الهامة التي أفقدت الشارب هيبته.

وأصبحت اللحى مع مرور الوقت موضة مهيمنة على الرجال، ليس فقط في الوطن العربي، بل في العالم أجمع، وباتت من رموز الرجولة، ولكن انتشار المسلسلات التركية أعاد موضة الشارب شيئاً فشيئاً إلى الوطن العربي وهذه المرة بلا مضمون رجولي يذكر بل عبارة عن تقليد أعمى فقط من شباب العرب.
 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة