جلال عارف
جلال عارف


فى الصميم

هل تسقط الغوغائية بعد رحيل ترامب!

جلال عارف

الإثنين، 11 يناير 2021 - 07:33 م

الأضواء تتركز على مصير "ترامب" وهل سيتم عزله وبدء محاكمته قبل نهاية ولايته، أم أن ضيق الوقت والمواءمات السياسية يمكن أن تجد حلا يحقق العقاب المستحق ويوقف السقوط المهين؟!

تركيز الأضواء على مصير ترامب لا يلغى حقيقة أن اقتحام "الكابيتول" بالصورة التى تم بها فجر العديد من القضايا التى أصبح على النظام الأمريكى أن يواجهها دون إبطاء بعد أن أظهرت الأحداث أن العديد من المخاطر التى كان يتم التعامل معها على أنها "تحت السيطرة" لم تعد كذلك. وفى المقدمة جماعات التطرف العنصرى التى قاد ممثلوها اقتحام "الكابيتول" بعد أن كانوا − قبل ترامب − يكتفون بكتابة شعاراتهم العنصرية على الجدران!!

قضية الأمن تأخذ مكانها بين الأولويات بعد ما حدث. إرغام قائد شرطة الكونجرس على الاستقالة كان مجرد بداية. التحقيقات تمسك الآن بالمقتحمين وتحاول الإجابة عن السؤال الهام: هل ما حدث نتيجة إهمال أو تقصير فقط، أم أن هناك اختراقا قد حدث؟!.. التحقيقات تقول إن هناك قضايا تتعلق بـ"إرهاب داخلى" وهذا تطور خطير. والأخطر أن يكون هناك وجود للمنتمين لهذه الجماعات العنصرية بين جنود فى الخدمة أو فى الاحتياط.

فى مثل هذا المناخ المحتقن هناك تهمة عاجلة، إلى جانب كشف كل خبايا الاقتحام المشين، وهى تأمين يوم العشرين من يناير حيث يتم تسليم السلطة، ومنع أى حماقات جديدة من أنصار ترامب. خاصة إذا تمت إدانة ترامب فى مجلس النواب على الأقل. وانفتحت أبواب المحاسبة والعقاب.

المهام الأصعب ستكون بعد ذلك. مواجهة هذا المد العنصرى المتطرف فى الظروف الصعبة التى تمر بها أمريكا بعد كارثة "كورونا" وآثارها المدمرة اقتصاديا واجتماعيا. مهمة "بايدن" ستكون شاقة فى ظل انقسام المجتمع الذى تعمق بصورة غير مسبوقة فى سنوات حكم ترامب، والذى سيظل حاضرا لسنوات طويلة قادمة مع ظروف اقتصادية سبق فرضتها "كورونا" وتمدد للعنصرية ومخاطر وجود ٤٠٠ مليون قطعة سلاح شخصية فى أيدى المواطنين بصورة قانونية!!

سقوط ترامب − بالعزل أو بغيره − سيكون نقطة تحول فى المعركة ضد التطرف والعنصرية والغوغائية. لكن سيظل أمام أمريكا بعد ذلك سنوات صعبة وجهد لابد منه حتى تستعيد ما فقدته وهى تعبر من قمة العالم إلى النفق الذى أوصلها إلى فضيحة اقتحام "الكابيتول"!!

 

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة