هل صدق «أبو الأرصاد» المصري وكذبت الأمم المتحدة؟  
هل صدق «أبو الأرصاد» المصري وكذبت الأمم المتحدة؟  


بعد اختفاء ثقب الأوزون.. هل صدق «أبو الأرصاد» المصري؟  

إنجي خليفة

الإثنين، 11 يناير 2021 - 08:27 م

 

"إذا كنت تستطيع أن تخرق البحر، في هذه الحالة تستطيع أن تثقب السماء"، هكذا تحدث العالم المصري محمد جمال الدين فندي والذي يلقب بـ«أبو الأرصاد» في مصر الحديث عن ثقب الأوزون.

وأعلنت الأمم المتحدة مؤخرا أن ثقب الأوزون فوق القطب الجنوبي، اختفى تماما في نهاية شهر ديسمبر الماضي من نفس العام. 


مشكوك في أمره
ومن جانبه، علق الدكتور السيد محمد عبد الحميد ربعة، أستاذ ورئيس قسم علوم الفلك والفضاء والأرصاد الجوية بكلية العلوم جامعة القاهرة، أن ما أعلنته الأمم المتحدة إن كان صحيحا في مصدره فهو مشكوك فيه وهو ليس مبني على بحث علمي.

وأكد الدكتور السيد ربعة لا اعترف بمصداقية هذا الكلام إلا من خلال بحث علمي منشور في مجلة علمية متخصصة وموثوق بها وما أكثرهاواعتقد ان العلماء المتخصصين سوف يهرعون إلى نشر أبحاث فيما يخص هذا الموضوع لو كان حدث بالفعل.

وتابع إن الدكتور فندي من علماء الأرصاد الجوية ومؤسس قسم علم الفلك والأرصاد الجوية بجامعة القاهرة وله وزنه في هذا العلم وكونه ذهب إلى هذا الرأي في هذا التوقيت الذي لم تكن العلوم فيه قد تطورت بالشكل الذي نحن عليه الآن يعد أمر إيجابي.

واستطرد قائلًا: "لكن هناك طفرة حدثت بعد وفاة دكتور الفندي وتوقف نشاطه العلمي الذي وصل إلى ما يقرب من نصف القرن".

 

 

لا دليــــل
وأكد دكتور ربعة لـ"بوابة أخبار اليوم"، أن اتساع طبقة الأوزون أو ثقب الأوزون كما يطلق عليه هذا يحتاج إلى مزيد من الأبحاث لأن ما اعتمد عليه الإنسان من قياسات لتسجيل بدأت عام 1950 تقريبًا، مضيفًا "لم يكن لدينا أي خلفية عن طبقة الأزون قبل زمن القياس، والذي جعلنا نطرح تساؤلًا: هل هي اتسعت بالفعل أم هي كما هي؟".

 

وتابع قائلًا: «"حتى الآن ليس لدينا أي دليل على أن طبقة الأوزون تقل أو تزيد ويمكننا رصد النقص إذا توافرت قياسات لفترة أكبر من ذلك تقارب الـ150 عامًا، فنحن لا يتوافر لدينا هذه القياسات خاصة في طبقة الاستراتوسفير في نصف الكرة الجنوبي التي تعطي لنا دليل قوي على حدوث نقص وتحتاج لمزيد من القياسات والدراسات لكي نسبت بشكل قاطع حدوث تغير في مقدار الأوزون في طبقة الاستراتوسفير".

 

وأكد دكتور ربعة أن الأبحاث العلمية والنشاطات العلمية أثبتت أن الأوزون له دور في علاج بعض الأمراض، قائلًا "الأوزون عبارة عن نوعين: الأوزون الجيد وغير الجيد، فالجيد يتكون بفعل الطبيعة في منطقة الاستراتوسفير في الغلاف الجوي على بعد ما يقرب من 25 كيلو من الأرض تسمى طبقة الأوزون، وهو يحمي الأرض من الأشعة الضارة التي يمكن أن تضر بالإنسان وتسبب له العديد من الأمراض".

 

وأردف قائلًا، "أما الأزون السيء فهو يتكون بنسب صغيرة جدًا عند سطح الأرض نتيجة تفاعلات الشمس مع مواد الملوثات التي تنتج من احتراق دخان المصانع وعوادم السيارات فتتفاعل مع أشعة الشمس وتنتج غاز الأوزون السام الذي يسبب الكثير من الأمراض".

 

يذهب دكتور ربعة، بالقول إلى أن "ترويج الغرب لثقب الأوزون يجب أن يقابله أبحاث يقوم بها العرب فطالما كان اعتمادي على الغير فلن أنجح ولن أصل إلى الحقيقة، فلابد علينا كمصريين أو الدول العربية أن نجتهد ونوفر الدعم الكافي للأبحاث العلمية ونشجع الباحثين المصريين والعرب أن نعتمد على أنفسنا، وأن نكون مصدرًا للمعلومة، وليس الدول الأجنبية التي من الممكن أن تستغلنا استغلالًا سيئَا دون علمنا، خاصة وأن لدينا عقول مصرية يشار إليها بالبنان".

 

وعن الربط بين ثقب الأوزون والتغيرات المناخية، يؤكد دكتور ربعة أن هذا غير صحيح، موضحًا "التغيرات المناخية في المقام الأول نتيجة للنشطات البشرية غير المحكومة، والتي تسببت في تغيرات مناخية حادة والضرر الوحيد من نقص طبقة الأوزون هو السماح لأشعة الشمس فوق البنفسيجية بالنفاذ إلى الأرض بكمية أكبر من التي كان مقررًا لها أن تنفذ وتسبب كثيرًا من الأمراض".

 


د. أحمد عبد العال، رئيس هيئة الأرصاد الجوية السابق، مؤكدًا أن من غير المنطقي أن يكون الأوزون متوازنًا في منطقة ويأتي في الأخرى ويختل.

 

 

لعبة أمريكية

وأضاف عبد العال لـ"بوابة أخبار اليوم"، "ثقب الأوزون كذبة ليس لها وجود حقيقي. أيضًا التقارير التي ذهبت لتعافي الأوزون نتيجة فيروس كورونا غير حقيقية".

 

ورأى عبد العال، أنه لا يوجد ما يسمى بثقب الأوزون، واصفا إياه بأنه «لعبة أمريكية» غرضها الأول سياسي والحديث عنه غير علمي، ولها اهداف اقتصادية تعود بالنفع على الدول الاقتصادية على حساب الدول النامية.

 

وتابع «عبد العال»، أن "كل المشكلات التي تحدث في الغلاف الجوي هي نتيجة الاستخدام المفرط للبترول ومشتقاته والفحم ومشتقاته والحل الأمثل هو اللجوء إلى استخدام الطاقة الجديدة والمتجددة، وهي متوفرة بكثرة مثل الشمس والهواء والماء"، موضحًا أن مصر تسير نحو هذا الاتجاه.

 


ليس ثقبًا!

وعلى نفس المنوال، سار دكتور أحمد مصلحي، خبير الأرصاد الجوية بكلية العلوم جامعة القاهرة، حيث رفض مصطلح ثقب، وأكد أنه لا يوجد شيء اسمه ثقب أوزون، ولكن هناك انخفاضًا في كمية الأوزون ولا يوجد ثقبًا إطلاقًا، وأقصى كمية للأوزون تتواجد على ارتفاع 25 كيلو وتقل إذا ارتفعنا أو انخفضنا.

 

وقال مصلحي لـ"بوابة أخبار اليوم"، "هناك أنشطة تساعد في الإخلال بالأوزون منها حركة الطيران خاصة الطائرات النفاسة، التي تتواجد على ارتفاع من 12 كيلو والتي تخرج كمية من التيار النفاس يكثر في كمية الأوزون، ونشاط الدول التي تقوم بتجارب نووية وتحدث تفجيرات تحت سطح الأبحار والمحيطات لتقوم بتجارب نووية، فهذه التفجيرات تكثر من كمية الأوزون، وهناك أسباب طبيعية أيضًا، منها البراكين حيث أن مناطق البراكين يوجد بها انخفاض في كمية الأوزون".

 

وأضاف أن "وجود ثقب الأوزون في نصف الكرة الجنوبي وليس الشمالي بالرغم من أن كثافة السكان وأنشطة البشر في النصف الشمالي وليس الجنوبي مؤشر أن الدول التي تنفذ التفجيرات أكثرها في النصف الجنوبي وأيضا دليل على أن أنشطة البشر ليست السبب الأكبر".

 

وأسهب قائلًا، "هناك علماء ذهبوا إلى أن عملية انخفاض كمية الأوزون (ثقب الأوزون) طبيعية فليس من الطبيعي أن يحدث زيادة في منطقة وضعف في منطقة أخرى، إنما هى كمية ثابتة ولكنها تنتقل من منطقة إلى أخرى وتزيد في منطقة وتنقص في الأخرى. وليس هناك علاقة بين التغيرات المناخية والتغيرات في كمية الأوزون على سطح الأرض".

 

أهمية الأوزون في حياة البشر

وحول أهمية طبقة الأوزون في حياة البشر، يقول دكتور أحمد مصلحي، "أهمية الأوزون ترجع إلى امتصاص كمية من أشعة الشمس فوق البنفسجية لتحمي الكائنات الحية من هذه الأشعة الضارة، وأن الاشخاص الذين يعشون في المناطق الحارة لا يتأثرون بأشعة الشمس لكن الأوروبيين من يتأثرون بالشمس والأشعة فوق البنفسيجية، فيتعرضون لنوع من السرطانات الجلدية والكلف والنمش وأمراض في العيون".

 

يؤكد مصيلحي أن مصر والشرق الأوسط غير متأثرين بانخفاض الأوزون، معللًا ذلك أن "كمية الأوزون ثابتة ولم يحدث لدينا أي انخفاض أو زيادة في الكمية. والسبب وراء الترويج لثقب الأوزون أن هناك شركات عالمية تروج لمنتجات الغرض منها اقتصادي وسياسات دولية".

 

وأشار خبير الأرصاد إلى أن كمية الأوزون على سطح الأرض ضئيلة جدا ولا تؤثر إلا على الأشخاص غير القادرين على التعرض للشمس ، وفي مقدمتهم الأوروبيون.

 

كانت أعلنت الأمم المتحدة أن ثقب الأوزون فوق القطب الجنوبي، الذي بلغت مساحته مستوى قياسيا في خريف عام 2020، اختفى تماما في نهاية شهر ديسمبر الماضي.

 

وقالت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، التابعة لهذه المنظمة الأممية بأن ثقب الأوزون في القطب الجنوبي التأم بعد 4 أشهر من ظهوره" موضحة أنه "الأضخم منذ أن بدأ الرصد" في هذا المجال.

 

وكانت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية قد حذرت في مقر الأمم المتحدة بجنيف في شهر أكتوبر من العام الماضي، بعد دراستها الغلاف الجوي بالتعاون مع وكالة "كوبرنيكوس" لمراقبة الغلاف الجوي التابعة للاتحاد الأوروبي، من كون ثقب الأوزون فوق القطب الجنوبي قد وصل إلى أقصى مداه عام 2020 وأصبح من بين الأكبر والأعمق في السنوات الأخيرة.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة