محمد البهنساوي
محمد البهنساوي


حروف ثائرة

الفن.. المفترى عليه !!

محمد البهنساوي

الإثنين، 11 يناير 2021 - 09:05 م

قد لا تكون المرة الأولى.. وأتمناها الأخيرة التى أتحدث فيها عما يعانيه الفن أهم قوى مصر الناعمة وإحدى أدوات ريادتها.. والذى يتعرض لإساءات بالغة من بعض المنتمين له. 

وبداية نوضح عدة حقائق.. فالفن مثل أية مهنة بها الطيب والقبيح.. والجميل والردىء رغم إيماننا أن الفن رسالة وليس مهنة.. ثم إن مثل تلك السقطات ربما صاحبت الفن من بداياته لكنها لم تتسلل خارج الوسط الفنى لتشوه رسالته أمام جمهوره كما يحدث حاليا.. وحقيقة أخرى أن هذه السقطات لا تمثل بحال الفن المصري بأسره والذى يضم حاليا رغم القلة المسيئة قامات وقمما نفخر بها كمصريين ويصعب حصرها بكافة الأنشطة الفنية..ليبقى السؤال: هل معنى تلك الحقائق أن نتغاضى عن السقطات ونتجاهلها باعتبارها استثناء وليست قاعدة ؟ والإجابة: لا وألف لا.. فتلك البقع السوداء بالثوب الفنى الذى نتمناه ناصع البياض تشبه مرض السرطان إن لم نستأصله بمهده استشرى وتغلغل لينهك الجسد القوى ويشوهه.

وهنا لنا وقفة مع حالتين صارختين تتطلبان موقفا حازما ؛ الأولى للفنانة التى تعشق الإثارة، سواء إثارة الجدل أو الغرائز وربما الاشمئزاز!! ، فقد جلست فى برنامج تليفزيونى لدولة شقيقة تتحدث ليس عن فنها إنما مفاتنها.. وتزهو ليس بمقدمات أعمالها.. إنما بتميز مؤخرتها.. وتتمادى فى هذا الحديث المثير للغثيان لتؤكد إيمانها أن المرأة يجب ألا تخفى أى شئ جميل لديها بل تظهره وتبرزه أكثر!!.. وعندما هاجت الدنيا حول تلك التصريحات التى تسئ للشعب المصرى بأسره وليس فنانيه فقط وشعرت الممثلة أن حالة الهياج هذه المرة أكبر من تحملها !!.. حاولت التنصل من تصريحها الذى لا يجدى معه أى تنصل.. والحجة معلبة وجاهزة "المذيع أفرغ حديثى من مضمونه وأخرج كلامى عن سياقه" رغم أن كل المضامين بحديثها تؤدى جميعا لطريق واحد للأسف عكس طريق الفن الحقيقى ورسالته ويكشف عن لهث وراء تريند زائف.. ثم إن المذيع رد بتسجيل بصوتها تدعوه ألا يلقى بالا لتلك الثورة التى أحدثتها تصريحاتها.. إذن ماذا ينتظر الفنان أشرف زكى نقيب المهن التمثيلية ولماذا لم تصدر نقابته قرارا فوريا يليق بهذا الإسفاف .

ليس هذا فقط ما نلوم عليه النقابة ونقيبها وليعلموا أن واجبهم حماية الفن وهيبته والغالبية المحترمة من الفنانين قبل الحفاظ على الأصوات الانتخابية للقلة المسيئة.. وهنا نتحدث عن واقعة الفنان السكران أو الحشاش.. وهذا ليس وصفى وحاشاى أن أفعل.. إنما اتهام على لسان زميلته الفنانة التى أكدت تجاوز هذا الممثل بالسب والقذف فى حق الجميع وهو "سكران" لرفضهم أن يدخن سيجارة "حشيش" !! وقالت إن حديثها مدعوم بالأدلة والبراهين والشهود.. ألهذا الحد وصل الحال بالمحسوبين خطأ على فننا المصرى الذى أخرج روائع وعمالقة وأصبح اليوم مفترى عليه من أبناء جلدته وتصرفاتهم؟. وقد خرج هذا الممثل مهاجما زميلته بأحد البرامج مقسما "اللى هيزعلنى هظبطه".

وبعد كل هذا نفاجأ بالممثل وزميلته متعانقين بمنزل النقيب أشرف زكى ،معلنين الصلح هربا بالطبع من عقوبات النقابة فى اجتماعها أمس الذى لم يلحق المقال بقرارها والمرجح أنه سيلغى إيقافهما.. وأيا كان قرار النقابة فهناك اتهام واضح من فنانة لزميلها.. إما أنه صدق فيجب معاقبة الممثل وحماية المجتمع من أمثاله.. أو اتهام كاذب لتعاقب الممثلة.. ولنصرخ بأعلى صوت: من يحمى مجتمعنا وقيمه من هذا الإسفاف والفجور؟

- خير الكلام

قَالَ رَسُولُ اللَّهِ : "الـحَيَاءُ شعبة من شعب الإيمان". وقال أيضا فى حديث آخر "الحياء خير كله"

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة